مقترح وقف الحرب في غزة.. ما الدوافع الأمريكية وإمكانية التوصل لوقف إطلاق النار؟

في خطوة اعتبرها المراقبون تطورا إيجابيا، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مساء أمس الجمعة، عن مقترح جديد لوقف الحرب في قطاع غزة، يتضمن 3 مراحل، قائلا إنه "حان الوقت لإنهاء هذه الحرب".
Sputnik
وأضاف بايدن أن "المرحلة الأولى ستستمر 6 أسابيع، وتتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح عدد من المحتجزين بمن فيهم النساء والمسنين والجرحى، مقابل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين".
وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق "إطلاق جميع المحتجزين الباقين على قيد الحياة، بما في ذلك الجنود الذكور"، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة و"وقف دائم لإطلاق النار".
أما المرحلة الثالثة من الاتفاقيات، فتنص على "إعادة إعمار قطاع غزة".
وطرح البعض تساؤلات بشأن الأسباب التي دفعت الرئيس الأمريكي لإعلان المقترح، وسر التوقيت، ومدى إمكانية أن يسهم في وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
بعد مقترح بايدن.. إيران وقطر تبحثان الوضع في غزة
تطور إيجابي
اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور حسام الدجني، أن "مقترح بايدن يعكس تطورا إيجابيا في الموقف الأمريكي، وتحولا كبيرًا، يعود لأسباب عدة، أبرزها الحراك الطلاببي والشعبي داخل أمريكا، وكلما زاد الحراك كلما زاد هذا التحول".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك": "كما أن قرب الانتخابات الأمريكية، جعلت من بايدن معني بأن تنتهي هذه الحرب، حتى يستطيع أن يحشد أكبر كم من الأصوات لمنافسة ترامب في هذه الانتخابات، مع إعطاء استطلاعات الرأي تقدما لصالح ترامب".
أما السبب الثالث لهذا التحول، وفقا للدجني، فإنه "يأتي في ظل إدراك بايدن وواشنطن أن فكرة القضاء على "حماس" غير قابلة للتحقق، وأن الميدان وتقديرات المخابرات تؤكد هذا، لذلك حاول بايدن إنقاذ إسرائيل من نفسها في وقف هذه الحرب، في ظل تراجع مكانة إسرائيل على المستوى العالمي، وأزمتها الأمنية والاقتصادية التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي، وما يتعلق بالإبادة الجماعية، وما يمكن أن تلاقيه إسرائيل من محاكمات دولية".
ويرى أنه "من المبكر أن نقول أين تفضي هذه المبادرة، حتى الآن لم تستلم المبادرة النص بشكل رسمي حتى يمكن إعطاء موقفا، والأمر يحتاج لقراءة بين السطور والتفاصيل، لكن حديث بايدن يعد تطورا إيجابيا".
بايدن يعلن عن مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن
ضغوط أمريكية
قال المحلل السياسي الفلسطيني، شرحبيل الغريب، إن "إدارة بايدن تحاول الضغط على نتنياهو لإيجاد إجابة حول اليوم التالي للحرب على غزة".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "الرؤية الأمريكية بشأن عقد اتفاق إقليمي يبدأ من قطاع غزة وينتهي في الرياض بعقد اتفاق تطبيع، تتعارض مع مشروع بنيامين نتنياهو وحكومته بعد 7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
وتابع الغريب مؤكدا أن "بايدن يسابق الزمن لمحاولة وضع اللمسات الأخيرة على الصفقة في الأسابيع المقبلة، وذلك قبل أن تدخل حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية مرحلتها النهائية، إذ يجب التوصل إلى اتفاق بحلول منتصف شهر يوليو/ تموز المقبل في أبعد تقدير، أي قبل مؤتمر الحزب الجمهوري الذي سيحصل خلاله ترامب على الترشح رسميا كمرشح للحزب".
وأوضح أن "بايدن يجب أن يوافق على مطالب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، المتعلقة باتفاقية دفاعية بين أمريكا والمملكة العربية السعودية، وتوريد أسلحة متطورة وتطوير برنامج نووي مدني في المملكة".
ومضى قائلا أن "مقترح بايدن مع استمرار دخول رفح وحال انتهى منها نتنياهو سيجد نفسه غارقاً في وحل غزة أكثر بلا إنجازات تذكر، في وقت لم يجن من هذه الحرب أي رصيد جديد يضاف على صعيد تحقيق أهداف الحرب سوى تكرار نموذج القتل والإبادة والدمار، كما اجتياح خان يونس ومن قبلها غزة وشماليها".
واستطرد: "يُعاد الحديث مجددا عن طرح مسودة جديدة لتحريك ملف التفاوض مع حماس، وهو ما يفسر بأنه لا خيارات أمام نتنياهو سوى العودة إلى مسار إبرام صفقة تبادل للأسرى مع "حماس".
"الجهاد الإسلامي" تعتزم النظر في مقترح بايدن واتخاذ موقف يضمن انسحاب إسرائيل من غزة
وقالت حركة "حماس" الفلسطينية، إنها تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن ودعوته لوقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وإعادة الإعمار وتبادل الأسرى.
وأكدت "حماس" في بيان، الجمعة، استعدادها للتعامل "بشكل إيجابي وبنّاء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى والمحتجزين".
وتوالت ردود الفعل المرحبة بدعوة بايدن، حيث رأى كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أن المقترح يمثل "بصيص أمل" لإنهاء الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، بحسب البيانات الرسمية.
مناقشة