مفاوضات إطلاق النار، وصلت إلى مرحلة من الجمود، لا سيما في ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، حتى في التعاطي مع الخطة الأمريكية لوقف الحرب.
الأمر ينذر، بحسب المراقبين، إلى سقوط أعداد أكبر من الضحايا الأبرياء العزل من النازحين الفلسطينيين، مؤكدين على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الحرب بالقوة على قطاع غزة.
تعثر وجمود
اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، شرحبيل الغريب، أن "مفاوضات الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، متعثرة وتراوح مكانها، بل ودخلت في حالة من الجمود بعد جريمة النصيرات الأخيرة".
وبحسب حديث شرحبيل لـ"سبوتنيك"، توقف المفاوضات يأتي في ظل استمرار رهان حكومة نتنياهو، على عدم وقف إطلاق النار، والحرب على قطاع غزة، ونتنياهو رهين الموقف والضغوط من قطبي الحكومة بن غفير، وسموتريتش.
وأردف، قائلا إن "الحديث عن أي مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار دون حدوث تغيير جذري في الموقف الإسرائيلي المتعنت، لا معنى له، وأي جهد يبذل لن يكون مفيدًا في هذا الصدد".
ويرى الغريب أن "رهان إسرائيل على تحرير الأسرى بالقوة العسكرية مؤشر واضح وخطير جدا على جرائم جديدة قد ترتكب في أي وقت يمكن أن تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أول أمس السبت، "تحرير 4 مختطفين إسرائيليين من قلب النصيرات"، في عملية أوقعت عددا كبيرا من النازحين الفلسطينيين ما بين قتلى وجرحى.
تأثير محدود
في السياق، يرى المحلل السياسي الفلسطيني، ثائر نوفل أبوعطيوي، أن "العملية العسكرية التي قامت بها إسرائيل في مخيم النصيرات، وراح ضحيتها المئات من المتوفين والمصابين، سوف تلقي بظلالها على صعيد المفاوضات، وإبرام صفقة تبادل على المستوى القريب، نظرا لحجم الضحايا الكبير جدًا".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، تعتبر عملية النصيرات العسكرية الإسرائيلية مجزرة مروعة لم يسلم منها الأبرياء والعزل والمدنيين من النساء والأطفال، وهي جريمة ارتكبت في وضح النهار ووسط مكان مزدحم بالسكان والنازحين، إضافة إلى حجم الدمار الهائل والكبير الذي لحق في المباني السكانية.
وأكد أبوعطيوي أنه "ربما يكون تأثير العملية العسكرية الإسرائيلية على صعيد المفاوضات وتبادل الأسرى هنا محدود لوقت ليس كبيرا، ومن الممكن استعادة العملية التفاوضية لإبرام صفقة تبادل ولكن السؤال المهم هل ستكون هناك شروط جديدة من قبل الطرفين ذات العلاقة في عملية التبادل، نظرا للعملية الإسرائيلية في مخيم النصيرات واستعادة أسرى أحياء إسرائيلين، وفق ما صرح به جيش الاحتلال ووسائل الإعلام الإسرائيلية".
وأوضح أنه "رغم الجولات المكوكية للإدارة الأمريكية وإرسال مبعوثين ومستشارين لها للدول العربية التي لها علاقة بالوساطة بين حركة حماس وإسرائيل من أجل إنجاز صفقة تبادل قريبة يريدها الأمريكان وفق مقترح الرئيس الأمريكي الأخير، إلا أنه الأمر يبقى مرهونا في عقلية بنيامين نتنياهو، ومدى استجابته لوقف إطلاق نار دائم وشامل يؤدي لوقف الحرب بشكل نهائي على قطاع غزة، وعدم العودة للعدوان من جديد بعد إبرام مقترح الهدنة الإنسانية المؤقتة التي جاء بها بايدن".
وتابع: "مع استمرار الحرب ودخولها الشهر التاسع على التوالي لم يتبق سوى المخاوف والحذر من استمرار العدوان وفشل مقترح بايدن الأخير، الذى لاقى ترحيبا وقبولا عربيا وعالميا وهذا بسبب أن المقترح سوف يوقف الحرب على غزة وسوف يوقف شلال الضحايا الذي يسقط يوميا بسبب قصف طائرات ودبابات إسرائيل والذي معظمهم من المدنيين النازحين العزل الأبرياء".
ويعتقد أبوعطيوي أنه "من أجل إنقاذ ما تبقى في قطاع غزة من بشر ومباني لا بد من وقف إطلاق النار والتوصل بشكل عاجل وسريع لهدنة إنسانية مؤقتة، تفتح باب الأمل بعدها لهدنة دائمة وشاملة تنهي الحرب على قطاع غزة، وهذا من أجل البحث فلسطينيا وعربيا وعالميا لحل الصراع على أسس تفاوضية ضمن مشروع سلام جديد يضمن لشعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله وتطبيق فكرة حل الدولتين، وفق ما نصت عليه القوانين الدولية والمواثيق الأممية التي تؤيد وتدعم الحق الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الاثنين، عن ارتفاع حصيلة ضحايا العمليات الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 37124 قتيلا و84712 مصابا.
وتتواصل لليوم الـ248 الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، أطلقت خلالها آلاف الصواريخ تجاه إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، وأسر نحو 250 آخرين.
وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بوقت سابق، أنه لا يمكن تسوية أزمة الشرق الأوسط إلا على أساس صيغة "حل الدولتين"، التي أقرها مجلس الأمن الدولي، وتنص على وجود دولة إسرائيل إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.