ورحبت حركة حماس بقرار مجلس الأمن، وقالت في بيان: "نرحب بما تضمنه قرار مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب التام من قطاع غزة، وتبادل الأسرى، والإعمار، وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم، ورفض أي تغير ديموغرافي أو تقليص لمساحة قطاع غزة، وإدخال المساعدات اللازمة إلى القطاع".
وعقب القرار قالت مندوبة إسرائيل لدى الأمم المتحدة، ريوت شابير بن نفتالي، إن إسرائيل ستواصل الحرب في غزة، ولن تشارك في مفاوضات مع حماس وصفتها بأن "لا معنى لها".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال خبير العلاقات الدولية، أحمد عبد المجيد، إن "أكثر من ثمانية أشهر من القتل المستمر تحتم على العالم أن يجد مخرجا لهذه الأزمة من خلال تبني قرار يجبر الجميع أن يلتزم به، وهو وقف إطلاق النار لكن قرار مجلس الأمن الأخير جاء خاليا من هذا الشرط، وتبنى مقترح الهدنة الذي طرحه بايدن، وهناك حالة من الغموض حول قبول إسرائيل لهذا المقترح الأمريكي".
وأشار إلى أن "هناك زيارة حالية لوزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة من أجل محاولة إقناع الأطراف المعنية ومنها مصر وقطر والأردن بشأن قبول هذه الهدنة".
وأكد الخبير أنه "يجب أولا أن يتم الاشتراط على وقف إطلاق النار تنفيذا للهدنة واستجابة لما يتحدث عنه الجميع بشأن اليوم التالي للحرب".
وأوضح عبد المجيد أن "هناك غموض وعدم وضوح للرؤية بشأن موقف إسرائيل من هذا المقترح، وهو ما أدى إلى امتناع روسيا عن التصويت حيث تبنى مجلس الأمن الاقتراح أملا في الوصول لهدنة ومن ثم وقف إطلاق النار، إلا أن التصريحات من قبل أعضاء الحكومة الإسرائيلية تدعو إلى عدم وقف الحرب لسنوات".
من جهته، اعتبر الخبير في الشأن الإسرائيلي، محمد سليم، أن "قرارات مجلس الأمن دائما ملزمة للدول بإيقاف كل ما يتعرض لحياة الإنسان في الحروب، وتجاوزات الدول عن القانون الدولي والإنساني، لكن ما يحدث الآن مع إسرائيل والإبادة الجماعية للفلسطينيين هو أن الكثير من القرارات صدرت ولم يتم تنفيذ أي منها".
ولفت إلى أن "ما يحدث الآن هو مغاير لتلك القرارات، وسيتعين على إسرائيل إيقاف هذا العدوان بشكل فوري".
وأكد سليم أن "انسحاب وزراء من حكومة نتنياهو هو جزء غير مباشر من قرارات الإدارة الأمريكية لتضييق الخناق على نتنياهو، وتوسيع نطاق العزلة على الحكومة الإسرائيلية لأنهم يعتبرون أن غانتس وآيزنكوت هما العنوان الذي يمكن التحدث إليه في إسرائيل".
وأوضح أن "الحكومة الحالية يمينية بامتياز، وإذا ما سيطر بن غفير وسموتريتش على الأمور فسيكون هناك تصعيدا كبيرا في الشرق الأوسط بشكل كامل والمجتمع الدولي يدرك ذلك، ولهذا اتخذت الأمم المتحدة قرارا من أجل إيقاف العدوان أو التوصل لهدنة في غزة".
واعتبر الخبير أن "قرار مجلس الأمن جاء من أجل اعتماد الصفقة الأمريكية، كما أن إدارة بايدن تدرك أن نتنياهو يدعم الجمهوريين وينتظر مجيئ ترامب، لهذا فهو يضر بمصالح الديمقراطيين ومصالح بايدن".
وأكد أنه "يمكن أن يكون هناك قرارا فعليا بوقف إطلاق النار إذا أصر المجتمع الدولي على تنفيذه وهو قادر على لجم جماح الحكومة الإسرائيلية في عدوانها على القطاع".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي