وفي هذا الصدد، علق الباحث في مركز الدراسات الكورية في معهد الصين وآسيا الحديثة، ألكسندر زيبين، على الحدث، بالقول إن تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وكوريا الديمقراطية الشعبية سيسمح للأطراف بالاستجابة للتحديات الجديدة للأمن والاستقرار في المنطقة المرتبطة بالنشاط العسكري السياسي المتزايد للولايات المتحدة وحلفائها اليابان وكوريا الجنوبية.
وفي حديث خاص مع وكالة "سبوتنيك"، أشار زيبين إلى أنه "من المهم بالنسبة لروسيا وكوريا الديمقراطية الشعبية أن تستجيبا بشكل مشترك للمخاطر المشتركة المتزايدة التي تهدد أمنهما، حيث ستساعد زيارة الرئيس فلاديمير بوتين في حل هذه المشكلة، مضيفًا أن هناك تصعيد حاد في النشاط العسكري الأمريكي في شرق آسيا، ولا سيما على طول الحدود بين روسيا وكوريا الديمقراطية والصين التي هي على مواجهة مع اليابان وكوريا الجنوبية، اللتين قامتا بالفعل بإنشاء كتلة عسكرية سياسية جديدة على حدود روسيا والصين في الشرق الأقصى، وبالطبع، على حدود كوريا الديمقراطية. ويخططون في المستقبل القريب للتوقيع على اتفاقية عسكرية للتعاون بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية في إطار تحالف جديد، ويخططون لإجراء مناورات بحرية مشتركة كبيرة.
وتابع زيبين، بالقول إنه "يجب على روسيا الرد على كل هذه الإجراءات ومن الطبيعي تمامًا أن تتم مناقشة قضايا الأمن وتعزيز القدرات الدفاعية للطرفين في قمة بيونغ يانغ، فهي دولة صديقة لروسيا"، مشيرًا إلى أن البلدين يجمعهما مصالح مشتركة تتمثل في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
ورأى الخبير زيبين أن الدعم السياسي المتبادل يعزز الشراكة ويزيد من السلطة الدولية لكوريا الديمقراطية الشعبية، مضيفًا بالقول إن "موقف جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية يهدف بشكل أساسي إلى ما تسعى إليه روسيا في المجتمع الدولي، وهو عالم متعدد الأقطاب، ورفض استخدام القوة في العلاقات الدولية والتهديد باستخدام القوة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وعدم جواز فرض أي نموذج تنموي عليهما، وهذا هو الموقف الذي تتفق فيه موسكو وبيونغ يانغ، وهذا يفتح فرصا كبيرة للتفاعل مع كوريا الديمقراطية في مختلف المنابر الدولية".
وتابع بالقول إنه "منذ البداية، اتخذت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية موقفا مبدئيا بدعم روسيا في قضية أوكرانيا والدفاع عنها باستمرار. وهذا ما أكده زعيم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في المفاوضات مع رئيس روسيا الاتحادية، عندما أعرب كيم جونغ أون عن دعمه وتضامنه مع الحكومة الروسية وجيشها وشعبها في تحقيق أهداف عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا لحماية السيادة، والمصالح الأمنية والسلامة الإقليمية، حيث مثل هذا البيان يجلب القدرة على التنبؤ والاستقرار في العلاقات الروسية الكورية الشمالية.
وأوضح الخبير أن الدعم الروسي لكوريا الديمقراطية في المهام التي تقوم بها، في المقام الأول، هي ضمان أمنها وخاصة التنمية الاقتصادية في سياق العقوبات الصارمة غير المسبوقة، سيكون أيضًا مستقرًا وثابتًا. وهذا بدوره سيعزز الاقتصاد في كوريا الديمقراطية ويوسع إمكانيات تعاونها مع الدول الأجنبية الأخرى، مما يزيد من إمكانية التنبؤ بسياسة بيونغ يانغ في عيون الشركاء الأجانب.
ومن جهته، أعلن المدون والخبير العسكري الصيني ورئيس المركز التحليلي، تشين آن، خلال مداخلته أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستساعد في حل عدد من المشاكل المهمة لكوريا الديمقراطية الشعبية، لافتًا إلى أن "كوريا الديمقراطية الشعبية تخضع للعقوبات منذ فترة طويلة، وبسبب ذلك تواجه صعوبات في مجال التكنولوجيات المتقدمة وموارد الطاقة والغذاء لفترة طويلة، وروسيا، باستخدام تفوقها في هذه المجالات، يمكن أن تساعد كوريا الديمقراطية على تحقيق قفزة إلى الأمام في التنمية وإضافة إلى قوتها للرد على الهيمنة العالمية".
وختم الخبير الصيني، بالقول إنه "بالإضافة إلى ذلك، سيساعد ذلك على ظهور قوة استقرار في العالم في الوقت الحالي، يدرك الناس (من مختلف الدول) بشكل متزايد أن السبب الرئيسي للاضطرابات في العالم يرتبط بالاعتداءات الوقحة التي تقوم بها مجموعة من الدول المنخرطة في التنمر على دول أخرى، ولكن ذلك يرجع إلى حقيقة أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يستخدمان تكتيكات الذئب".
ووصل الرئيس بوتين إلى بيونغ يانغ، في وقت متأخر من الليل، وعلى الرغم من ذلك، فقد استقبله شخصيا في المطار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وكانت آخر مرة زار فيها بوتين كوريا الشمالية، عام 2000، عندما كان رئيس كوريا الشمالية آنذاك، كيم جونغ إيل، والد الزعيم الحالي.