باحث في الشأن الروسي يكشف عن الرد المحتمل على هجوم سيفاستوبول

وصف الباحث السياسي في الشأن الروسي، سمير أيوب، الهجوم الأوكراني على مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم الروسية بـ"العمل الإرهابي المُدان"، مشدداً على "ضرورة معاقبة كل من قام به ودعمه ومن برّره، خصوصاً أن اليوم يصادف عيد الثالوث الأقدس في روسيا".
Sputnik
وأضاف أيوب أن "هذا العمل الإرهابي وإن دلّ على شيء، فهو على أن الدعم الأمريكي والأوروبي لنظام كييف وإعطاءه المبرر يشجعه على القيام بمثل هذه الاعمال"، مذكّراً بأن "سماح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لرئيس نظام كييف الإرهابي الفاشي بضرب أهداف دخل الأراضي الروسي بالسلاح الأمريكي، يُترجم استهدافاً للنساء والأطفال والسكان العزّل".
وقال أيوب:

"هذا الهجوم ليس بالعمل البسيط، وهو في سياق الردّ على مقترحات الرئيس الروسي للسلام والتعويض عن الهزائم التي يُمنى بها الجيش الأوكراني على جبهات القتال ضد الجيش الروسي".

وعن طبيعة الردّ الروسي على هجوم سيفاستوبول، لفت أيوب إلى منحى من اثنين، "أول عسكري يقوم على استهداف مراكز حساسة ومراكز صنع القرار في كييف، وثانٍ يرتكز إلى قرار بتوسيع الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية إلى أن تشكّل حزام أمان للمدن الروسية، انطلاقاً مما سبق وأكّده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف".
الخارجية الروسية تدعو الأمم المتحدة لإدانة الهجوم الإرهابي الأوكراني على سيفاستوبول
وألمح أيوب الى إمكانية أن يتخطّى الردّ أهدافاً اوكرانية، قائلاً إن "لروسيا، ليس فقط المبررات لتقديم شكوى رسمية الى المحكمة الجنائية الدولية باعتبار الهجوم الأوكراني عملاً إرهابياً يتعارض والقوانين الدولية والشرائع الانسانية، وليس فقط استهداف كل ما يشكل خطراً على أراضيها من الجيش الأوكراني ومراكز صنع القرار، بل تملك المبررات لاستهداف المخازن التي تحوي الأسلحة التي يستخدمها نظام كييف في عملياته قبل وصولها إلى أوكرانيا، أي تلك الموجودة في مدن مجاورة لأوكرانيا، لأن هذا النوع من السلاح لا يصل إلى أوكرانيا مباشرة من المصدر، بل يُخزّن في مواقع قبل بلوغ الهدف".
ونفى أيوب أن "يستهدف الرد الروسي مراكز مدنية، لأن روسيا لم تقم في أي يوم باستهداف مراكز مدنية، وهو ما يعيبه بعض الدول على موسكو لعدم استخدامها مبدأ الارض المحروقة، كما فعلت الولايات المتحدة في فييتنام والعراق وليبيا"، مذكّراً بأن "روسيا قالت في بداية العملية إنها لا تحارب الجيش الأوكراني بل بعض الجماعات الإرهابية، كبانديرا وجماعات الفاشيين، الذين استولوا على موقع القرار في كييف وأصبحوا يديرون كل ما يحدث الآن بدعم وتوجيه أمريكي وغربي".
خبير في الشأن الروسي: الهجوم على سيفاستوبول إفلاس عسكري وسياسي لأمريكا والغرب
وتعليقاً على تأكيد وزارة الدفاع الروسية أن السلاح المستخدم في الهجوم على سيفاستوبول أمريكي الصنع، قال أيوب:

ترجمته في السياسة تعني أن لروسيا الحق برفع دعاوى ضد الحكومة الأمريكية والرئيس الأمريكي، كما باستهداف قواعد امريكية في أماكن آخرى من العالم، وهذا ما لمّح إليه الرئيس بوتين بقوله إن لروسيا الحق بإرسال الأسلحة إلى أي طرف يتنافس ويتصارع مع الولايات المتحدة".

وشدد على أن "من شأن ما حصل أن يؤدي الى تأزيم الأمور إلى أبعد حدّ وأن يقطع الآمال ويقفل نوافذ تهدئة الأوضاع بين الطرفين".
العملية العسكرية الروسية الخاصة
الدفاع الروسية: مسؤولية الهجوم على سيفاستوبول بصواريخ "أتاكمز" تقع على عاتق واشنطن
وأشار أيوب إلى"نتائج خطيرة قد تنجم عن هذا التصعيد على نظام كييف والدول الأوروبية، لأن الدعم الأوروبي والأمريكي لأوكرانيا بالسلاح كان يتمّ سابقاً لإلحاق هزيمة روسيا، بينما تحوّل خلال العام الحالي لمنع هزيمة أوكرانيا"، وفقا له.

وأضاف أيوب أن "تبدّل المعادلة أدخل الغرب والولايات المتحدة في مأزق كبير، لأنهم غير قادرين على الحفاظ على أي مكتسبات على جبهات القتال من جهة أولى، كما أن الجيش الروسي إذا استمر على نمطه العملياتي وزخمه على الجبهات يمكن أن يؤدي إلى انهيار نظام كييف، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة الأمريكية".

وحدّد أيوب المرحلة الراهنة بأنها "استحقاق أمام خيارين، فإما العودة إلى المفاوضات بحسب المقترحات الروسية وإما الذهاب نحو تصعيد كبير يمكن أن يؤدي إلى تفكك أوكرانيا كدولة ونهاية نظام كييف ونهاية الأهداف الأوروبية في أوكرانيا".
مناقشة