واعتبر قناة، في حديثه لإذاعة "سبوتنيك"، أنّ "ما حصل اليوم لا يمكن وضعه في خانة العمليات العسكرية إنما في خانة الإرهاب الدولي، فالهجوم طال المدنيين والأطفال منهم بشكل خاص، لذلك يبدو هذا الهجوم خير معبّر عن الإفلاس السياسي للمنظومة الغربية وعجزها عن السيطرة على النظام الأوكراني الفاشي".
وأشار قناة إلى أنّ "واشنطن عبر سماحها لكييف باستخدام الأسلحة الأمريكية والصواريخ العنقودية بشكل أدق لضرب العمق الروسي، أعلنت بشكل أو بآخر أنّ الصراع دخل في مرحلة جديدة".
وأشار إلى أنّ "الرد الروسي مستمر على مختلف الجبهات، لا سيما عبر إنشاء المنطقة العازلة لحماية الحدود الروسية والاستمرار في تدمير منشآت الطاقة المرتبطة بالمنشآت العسكرية، وهذا ما يثير قلق أوكرانيا التي لم تحقق أي إنجازات عملية، وبالتالي هي بحاجة لأن تقول للغرب إنّ هناك فعل مقاومة تقوم به ولربما تأتي هذه العملية الارهابية في هذا السياق".
وأضاف: "استمرار العملية العسكرية الخاصة يشكّل الرد الأساسي على هذه العملية الإرهابية، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ موسكو في عملياتها العسكرية لا تعتمد على مفهوم الفعل ورد الفعل وإنما لديها خطة مرسومة واضحة المعالم، والعملية العسكرية تجري بحالة انضباطية، ومن المستبعد أن تُقدم روسيا على أي خطوات غير مدروسة وذلك حفاظا منها على العنصر البشري، إذ أنّ أيّ عملية موسعة لها تكاليفها البشرية، وروسيا تنظر الى العملية العسكرية بعين العقل أكثر من أي نظرة انفعالية".
وشدّد قناة على أنّ "التقارب بين روسيا ومجموعة من الدول كالصين وكوريا الشمالية وفيتنام أثار غضب الولايات المتحدة الأمريكية وليس أوكرانيا، إذ أن الأخيرة ليست طرفا في المعادلة العالمية، إنما أداة لتنفيذ المصالح الجيوستراتيجية الأمريكية، ولذلك يمكن القول إن الهجوم على سيفاستوبول يأتي كرد أمريكي على الحراك الدبلوماسي والاقتصادي والجيوسياسي الذي تقوم به روسيا".
ورأى قناة أنّ "الولايات المتحدة ستستمر في الصراع في أوكرانيا حتى مقتل آخر جندي أوكراني، واليوم نرى فراغا في صفوف الجيش الأوكراني ما يدفعنا للقول إن أمريكا ستحارب روسيا عبر أوكرانيا من خلال المواطنين الأوكران أنفسهم، إذ لا رؤية استراتيجية لها لمرحلة ما بعد الحرب، وما يعيق العمليات السياسية المتعلقة بأوكرانيا هو الإرباك الذي تعيشه الإدارة الأمريكية في انتظار الانتخابات الرئاسية، علماً أن كل ما تريده أمريكا خلال هذه المرحلة هو تمديد الأزمة العسكرية وعدم إنهائها قبل إنجار الاستحقاق الانتخابي الرئاسي".
وعن إمكانية تغيير السياسية الأمريكية في ما يتعلق بالعملية الخاصة بأوكرانيا بعد الانتخابات الرئاسية، أشار قناة إلى أنّ "أيّ تغيير سريع بعد الانتخابات لا يمكن التماسه إذ أن واشنطن لا يمكن لها أن تتخلى عن أوكرانيا كأداة لمواجهة روسيا في ظل التطورات الجيوسياسية الحالية، وهنا قد يكون من الضروري الإشارة الى المعادلة الجديدة التي يتجه العالم نحوها وهي التعددية القطبية التي لا تتلاءم مع مصالح الإدارة الديمقراطية الحالية في البيت الأبيض.
وختم معتبراً أنّ "أوكرانيا لطالما شنّت ضربات إرهابية في روسيا ولم نسمع في أيّ يوم إدانة غربية لهذه الهجمات، وذلك لأن الغرب يعيش في حالة من ازدواجية المعايير وسط فقدان تام لمفهوم الأخلاق"، مشيراً إلى أنّه "من الواضح أن الولايات المتحدة بحاجة لإعادة تقييم دورها العالمي، إذ أنها فقدت قدرتها على إدارة الأزمات الدولية ويبدو الهدف الأساسي للخارجية الأمريكية اليوم هو "عسكرة" الازمات الدولية".