وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن الأوضاع في شمال غزة كارثية، وهناك عشرات الآلاف من العائلات التي تتضور جوعا، وبعض العائلات يتناولون وجبة كل يومين إلى ثلاثة أيام، مع ضعف دخول المساعدات لقطاع غزة بصفة عامة، ما يشكل تحديًا خطيرًا وغير مسبوق.
وتابع: "في جنوب القطاع حيث يسكن نحو 75% من السكان، هناك أيضا ظواهر من الجوع بدأت في الانتشار، و90% من أطفال قطاع غزة بصفة عامة يعانون من سوء التغذية، ناهيك عن الأوضاع الصحية، هناك مئات الآلاف من المرضى، والمياه ملوثة بسبب تدمير معظم محطات التحلية، أو بسبب توقفها عن العمل لنقص الوقود، إضافة إلى انتشار مياه الصرف الصحي في الشوارع وتلويثها للخزان الجوفي".
وأكد أن هناك مليون و700 ألف فلسطيني تم حشرهم في منطقة تبلغ 59 كيلومترا مربعا، ما بين شمال مدينة رفح وحتى منطقة النصيرات على شاطئ البحر في خان يونس المدمرة، ودير البلح، والوضع الإنساني هناك ينهار بصورة كبيرة.
وأشار أبو حسنة إلى أن حجم ما يدخل من المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم يتراوح بين 50 إلى 60 شاحنة يوميًا، بينما يحتاج القطاع إلى أكثر من 600 شاحنة تقريبا.
ومضى قائلًا: "هناك صعوبة في التحرك لوكالة الأونروا والمنظمات الأممية لجلب المساعدات، إضافة لإشكالية غياب النظام والقانون في تلك المنطقة، وهذا يعرض القوافل التابعة للوكالة وغيرها من المنظمات لهجمات من مجموعات من اليائسين والجائعين، ويتم سلب هذه المساعدات".
وبين أن القضية في قطاع غزة باتت أكثر تعقيدًا، وأكبر من مسألة إدخال بضع شاحنات من الأغذية للقطاع.
وكانت الوكالة قد أكدت، في وقت سابق أمس، تعرض 69% من المباني المدرسية التي تؤوي نازحين في غزة لقصف أو لأضرار بشكل مباشر.
وشددت المنظمة الأممية، في بيانها، على أهمية وقف هذا التجاهل الصارخ للقانون الإنساني، داعية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
ولا تزال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مستمرة منذ أكثر من 9 أشهر، حيث دمر أحياء بكاملها، وتسبب بنزوح 1.7 من أصل 2.4 مليون نسمة، وأثار أزمة إنسانية كارثية، بحسب الأمم المتحدة.
وأسفرت الحرب عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني حتى الآن، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 86 ألف، حسب وزارة الصحة في غزة.
فيما تتواصل المساعي الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.