وأضاف في حديث لـ إذاعة "سبوتنيك"، أنّ "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاول مد اليد إلى الغرب في خطابه برأس السنة عبر مطالبة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بطرح مبادرة لحلّ الأزمة الأوكرانية ولكن رد الأخير جاء سلبياً، وهذا ما يؤشر إلى أن الغرب يدفع لعدم إنهاء الأزمة الأوكرانية فبل انتخاب رئيس أمريكي جديد".
وأشار إلى أنّ "إنجاز التعددية القطبية لا يمكن من دون اندلاع حرب عالمية ثالثة خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد التخلي عن هذا النظام"، والحلّ الوحيد للتخلص من هذا النظام يكمن في إصلاح المؤسسات الدولية أو تغييرها".
وشدد أن "الغرب يستخدم الأصول الروسية ويدعم نظام كييف وهو يحاول تثبيت الجيش الأوكراني على الجبهة، من خلال تقديم الدعم العسكري والمالي اللامحدود، إلى حين انقضاء هذه الشهور الأربعة وبالتالي دخول رئيس جديد الى البيت الأبيض، وهذا التوجه قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة مباشرة، لذلك لوحت روسيا بتغيير عقيدتها النووية".
العلاقة بين الصين وأمريكا قد تنفجر في أي لحظة
وتطرق الباحث في العلاقات الدولية للحديث عن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، مشيرًا إلى أنّها "قد تصل إلى حد الصدام الكبير لأنها متنافرة وتشهد تنافسًا كبيرًا على النظام الدولي، وما يمنع انفجار هذه العلاقة هو انشغال الإدارة الأمريكية بأمور أخرى تتعلق بملف أوكرانيا من جهة، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الداخلية".
كما تحدث عن تولي رئيس وزراء هولندا، مارك روته، منصب أمين عام حلف "شمال الأطلسي"، وقال:
هذا الترشيح مؤيّد من القوى الأساسية في حلف "الناتو" ولم يواجه أيّ معارضة قوية، وهناك قلق كبير لدى الاتحاد الأوروبي من عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأمريكية، وروته نجح في تصوير نفسه على أنه الوحيد القادر.
أفريقيا تريد التخلّص من الاستعمار الغربي
كما شدّد الباحث في العلاقات الدولية أنّ "القارة الأفريقية تشهد توجهاً جديداً في سياستها"، موضحاً أنّ "دول هذه القارة بدأت تبحث عن دورها في النظام الدولي الجديد وتحاول الخروج من كل أشكال الاستعمار المُمارس من قبل الغرب، وبالتالي التقت في هذا التوجه مع روسيا".
وأشار سيف الدين إلى أن "القارة الأفريقية تتعاطى مع روسيا على أنّها دولة لا ترغب في الاستعمار، بل تبحث عن حلفاء يشاركونها في تطلعاتها للنظام العالمي الجديد".
وأضاف أنّ "روسيا والصين تسعيان إلى مد الجسور مع القارة الأفريقية على اعتبار أن دول هذه القارة يحق لهم أن يلعبوا في المؤسسات الدولية دواراً يوازي قوتهم".
كما شدد الباحث في العلاقات الدولية على أنّ "تراجع النفوذ الفرنسي في القارة الأفريقية يشكل هاجسًا لدى الأوروبيين خصوصا وأنّ القادة الأفارقة يعبّرون عن رغبتهم الدائمة بالتخلص من هذا الاستعمار"، لافتًا إلى أنّ "المواجهة لن تكون سهلة لا سيّما في ظل التشابكات السياسية والأمنية والاقتصادية الكبيرة جدًا التي يستفيد منها هذا الغرب في إبقاء سيطرته على مناطقهم".
أمريكا تخاف من قدرة محور المقاومة
وحول الجبهة الجنوبية، قال ضيف "سبوتنيك":
الولايات المتحدة لا تريد توسيع الحرب على اعتبار أنها تعاني من أزمات عديدة داخليًا وخارجيًا، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي ومنذ اليوم الأول يحاول جر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة في المنطقة.
وأكّد على "أهمية الفصل بين نتنياهو وحكومته وبين "الكيان الإسرائيلي" لا سيما وأنّ ما حدث في "7 أكتوبر" أيّ عملية "طوفان الأقصى" وضعت أمام السلطة استحقاقات وجودية لا يمكن أن تخرج منها من دون دعم غربي كبير"، مشيراً إلى أنّ "نتنياهو يراهن على إطالة أمد الحرب بهدف الحفاظ على حياته السياسية".
كما لفت إلى أنّ "الاعتماد في الحرب يقوم على تقنيات التجسس والمسيرات وغيرها، وهو ما تعتمد عليه الولايات المتحدة الأمريكية على اعتبار أنّ القوة في الميدان لن تجدي نفعاً لا سيما و أن قوة محور المقاومة تزداد يوما بعد يوم".