عادت المدمرة الأمريكية "يو-إس-إس كارني" إلى موطنها، في مايبورت، في ولاية فلوريدا، في مايو/ أيار السابق، في نهاية رحلة استغرقت سبعة أشهر، إلى الشرق الأوسط، بعد معركة كبيرة مع جماعة "أنصار الله".
بدأت المعركة بعد وقت قصير من مرور السفينة "كارني" عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر. وقال أحد ضباط المدمرة الأمريكية، الملازم دينيس مورال: "لقد بدأنا في الحصول على مؤشرات تشير إلى احتمال وجود نوع من الهجوم قادم من الجنوب باتجاه إسرائيل".
وأطلقت جماعة "أنصار الله" اليمنية مجموعة من صواريخ كروز والطائرات دون طيار باتجاه إسرائيل بعد أن انضمت إلى مساندة حركة "حماس" الفلسطينية. وقال قائد المدمرة الأمريكية روبرتسون: "أعتقد أنه تم إطلاق ما بين 25 إلى 35 طائرة دون طيار وصواريخ كروز، وكان بعضها يتجه نحو البحر الأحمر".
وأضاف روبرتسون: "لقد التقطنا أول طائرة دون طيار، على نظامنا على بعد نحو 60 أو 70 ميلاً منا".
وقامت سفينة "كارني" بتتبع واعتراض الطائرات دون طيار والصواريخ التي جاءت ضمن نطاقها، وهي أولى الطلقات الأمريكية التي أطلقت دفاعاً عن إسرائيل. وأطلقت "كارني" النار على أكثر من 15 هدفًا، واستمرت المعركة تسع ساعات.
وبحسب قائد المدمرة، جيريمي روبرتسون، لم تخض أي سفينة تابعة للبحرية الأمريكية معركة كهذه منذ الحرب العالمية الثانية.
لا تبدو السفينة "كارني" مدججة بالسلاح، بل مجرد مدفع واحد يمكن رؤيته على سطحها الأمامي، لكن بمجرد إعطاء إشارة للقتال، ستفتح فوهات المدمرة وتخرج الصواريخ وتقضي على الهدف.
وخلال فترة وجودها في البحر الأحمر، أسقطت "كارني" 45 من أصل 50 طائرة دون طيار تحلق ببطء وصواريخ باليستية كانت تستهدف السفن التجارية العابرة من وإلى قناة السويس.
وقال روبرتسون: "إن الصواريخ الباليستية كانت تقلقني أكثر من غيرها، فأنت تنظر إلى شيء يأتي إليك بسرعة 5 ماخ، أو 6 ماخ، وأمامك ما بين 15 إلى 30 ثانية للاشتباك".
كان هذا أول اختبار حقيقي للبحرية الأمريكية على الإطلاق ضد صاروخ أسرع من الصوت منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب روبرتسون، وأضاف أن المدمرة كانت تطلق صواريخ بقيمة مليون دولار على طائرات دون طيار تبلغ قيمتها ألف دولار.
لكن "كارني" والسفن البحرية الأخرى التي تقوم بدوريات في البحر الأحمر، لم تتمكن من حماية كل سفينة تجارية من هجمات جماعة "أنصار الله" اليمنية، وغرقت سفينة واحدة.
وبحلول الوقت الذي عادت فيه المدمرة "كارني" إلى موطنها، كان البحر الأحمر لا يزال غير آمن، ولم تنته معارك المدمرة بعد.