وأشارت الدراسة إلى أن التعرض للضوء الاصطناعي في الليل، سواء كان الضوء الأصفر من مصباح القراءة، أو الضوء الأزرق من الهاتف الذكي، أو التلفزيون، يمكن أن يجعل النوم أكثر صعوبة. وأن وهج المصباح الكهربائي، أو الهاتف الذكي ليلاً، يؤدي إلى العبث بإيقاع الساعة البيولوجية للجسم.
أجريت الدراسة على 85 ألف شخص، تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاما، ارتدوا أجهزة على معصميهم، ليلا ونهارا، لتتبع تعرضهم لمستويات مختلفة من الضوء.
بعض هؤلاء المتطوعين الذين أصيبوا فيما بعد بمرض السكري من النوع الثاني، كانوا قد تعرضوا للضوء بين الساعة 12:30 والساعة 6:00 ليلا، خلال فترة الدراسة التي استمرت 9 سنوات.
كان المشاركون الذين تعرضوا للضوء في الليل أكثر عرضة بنسبة 67 في المئة، للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا للضوء ليلا.
ويضاف إلى ذلك عوامل أخرى يمكن أن تسهم بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، مثل جنس الشخص، أو نظامه الغذائي، أو نشاطه البدني، أو التعرض لضوء النهار، أو التدخين، أو تعاطي الكحول.
وخلُصت نتائج الدراسة إلى أن التعرض للضوء الاصطناعي يمكن أن يعطل إيقاعات الساعة البيولوجية، مما يؤدي إلى انخفاض تحمل الغلوكوز، وتغيير إفراز الأنسولين، وزيادة الوزن، وكلها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات الأيضية مثل مرض السكري من النوع الثاني.
وبحسب الدراسة، فإن التعرض للضوء الاصطناعي يعطل الميلاتونين، ويسبب اختلال في إيقاع الساعة البيولوجية، ويؤدي ذلك إلى إفراز البنكرياس كمية أقل من الأنسولين. وهذا يمكن أن يكون عاملا مساهما في تطور مرض السكري.
وبالطبع هناك حاجة إلى دراسات أكثر صرامة ليتمكن العلماء من فهم كيفية تأثير الضوء في الليل، على إيقاع الساعة البيولوجية، وما يمكن أن يفعله ذلك بدوره على صحة عملية التمثيل الغذائي في الجسم.
وتنصح الدراسة، بقضاء عطلة نهاية الأسبوع في التخييم دون إضاءة صناعية، هذا بدوره يمكن أن يساعد في إعادة ضبط إيقاع الساعة البيولوجية للشخص، وانخفاض نسبة خطر الإصابة بمرض السكري.