ورأى قاسم أنه"بعد انتهاء الحرب في غزة سيكون لحماس دور كبير في فلسطين على عكس التوقعات والرغبات الإسرائيلية".
ولفت في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، إلى أن "المفاوضات غير المباشرة تجري مع الحركة وبالتالي بعد وقف إطلاق النار ستكون "حماس" حاضرة بقوة على الساحة السياسية الفلسطينية وسترعى تطبيق اتفاق الهدنة، وبالتالي هذه الوقائع وضعت إسرائيل والولايات المتحدة في حيرة كبيرة أمام خياراتها لليوم التالي بعد الحرب"، معتبرًا أن "الأداء الأسطوري للمقاومة الفلسطينية في غزة، ساهم في تجاوز مرحلة الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية"، متسائلاً: "من يعترف بالسلطة الفلسطينية اليوم ومن يتعامل معها من الشرق والغرب؟".
وأكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، أن "صمود المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لأكثر من 9 أشهر أفشل كل أهداف الجيش الإسرائيلي، التي أعلن عنها منذ بداية عدوانه على غزة".
وأضاف قاسم أن "غزة وقعت منذ 9 أشهر تحت العدوان ومنذ البداية كان يعتقد الجيش الإسرائيلي أن هذه الحرب قد تُحسم خلال 3 أشهر بنصر إسرائيلي يسحق من خلاله حركة حماس، ويحرر الرهائن والأسرى".
وأشار إلى أن "صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته الكبيرة، التي تجاوزت 130 إلى 140 ألف شهيد وجريح بوجه حرب الإبادة والتجويع بدعم ومناصرة أمريكية وأوروبية، أوصلت الكيان الإسرائيلي إلى طريق مسدود وبدأ يحتار في أمره إن كان سيستمر في عملية الاستنزاف هذه، التي قد تشكل كارثة عليه قبل أن تنعكس على الشعب الفلسطيني، أم يذهب إلى المفاوضات".
ورأى نائب الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، أن "إعلان الجيش الإسرائيلي عن بدء المرحلة الثالثة من العملية العسكرية في رفح ما هو سوى دليل على فشل هذا الجيش في تحقيق أهدافه، وبالتالي بعد وصوله إلى طريق مسدود سيعتبر الإسرائيلي أن هذا التوقيت هو التوقيت المناسب لإبرام اتفاقية، وحينها سيعلن أنه انتهى من غزة ونجح في ضرب البنية العسكرية لحماس وذهب مجددًا إلى المفاوضات، يكون خلالها خفّض من مستوى مطالبه ويظهر أمام شعبه على أنه حقق إنجازا في هذه الحرب".
كما اعتبر قاسم أنه "لا خيار أمام إسرائيل سوى الموافقة على شروط حماس لأنها لن تتوقف عن المقاومة إن لم يتوقف إطلاق النار والعدوان على المدنيين، وبالتالي يبقى السؤال الرئيسي اليوم، هل سيستطيع الجيش الإسرائيلي تحمل عمليات الاستنزاف هذه ؟ وبالتالي يبقى احتمال عقد صفقة هو الاحتمال الأقوى اليوم، لا سيما باهتزاز الداخل الإسرائيلي إضافة إلى المعارضة الإسرائيلية وقدرتها على الضغط على نتنياهو، خصوصًا وأن 67% من الداخل الإسرائيلي يرى أن رئيس الوزراء لم يعد جديرا بالاستمرار في الحكم ناهيك عن المظاهرات والخلافات الداخلية".
وحول الخلاف بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ونتنياهو، قال قاسم: "لا يوجد خلاف بين الجانبين على الجرائم والإبادة وإنهاء الوجود الفلسطيني ولكن الاختلاف يبقى في التكتيك والأسلوب، إذ إن نتنياهو يريد الاستمرار بمجازره بشكل علني، فيما بايدن يريد أن ينجز أهدافه بشكل تدريجي".
كما تطرق نائب الأمين العام لـ"حزب الله" إلى الحديث عن تأثير خروج بايدن من البيت الأبيض على ملف غزة، مشيرًا إلى أن "كل العوامل الخارجية لا تنعكس على هذا الملف على اعتبار أن هناك عاملين أساسيين يغيران مجرى الأحداث، الأول صمود الشعب والمقاومة الفلسطينية، أما العامل الثاني هو قدرة إسرائيل على الاستمرار في حرب الاستنزاف وانعكاس ذلك على الداخل الإسرائيلي".