وفيما تؤكد القيادات الإسرائيلية على أن الحرب في لبنان لن تقف مع قطاع غزة، يرى مراقبون أن الجبهتين مرتبطتان، وأن وقف الحرب على قطاع غزة، سيوقف التصعيد في جنوب لبنان.
ويوم أمس الأربعاء، أكد الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، أن "ما قامت به المقاومة في قطاع غزة، في 7 أكتوبر(تشرين الأول الماضي)، هو حق كامل لها"، مضيفًا أن "فتح جبهة الإسناد اللبنانية ضمن معركة "طوفان الأقصى" يأتي نصرة للشعب الفلسطيني".
رابط أساسي
اعتبر سركيس أبو زيد، المحلل السياسي اللبناني، أنه "حتى الآن، لا يوجد خارطة طريق واضحة للاتفاق في فلسطين ولبنان والمنطقة، وكلها احتمالات وتقديرات، لكن هناك رابط أساسي بين وقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان، ولذلك لا يمكن فتح باب الحل السياسي أو الحلول الشاملة قبل الاتفاق على وقف إطلاق الحرب".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، الأرجح، سيكون هناك حلول على مراحل، الأولى وقف إطلاق النار في غزة والجنوب، ومن ثم فتح باب التسويات السياسية على الجبهات المختلفة، فيما يتحدث البعض عن ضرورة أن يكون هناك في خاتمة هذا المسار مؤتمر دولي يشمل فلسطين ولبنان والمنطقة.
وأوضح أن "هناك عددا من الأمور والقضايا التي باتت تتطلب موافقات وتعديلات وضمانات إقليمية ودولية تساعد على حل الشاكل المحلية"، مؤكدًا أنه "حتى الآن لا توجد خارطة طريق متكاملة".
ويرى أن "هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق نار في غزة ولبنان والمنطقة، ومن ثم الدخول في حوار سياسي وتسويات تمهيدًا لعقد مؤتمر دولي يرسم معالم المرحلة المقبلة والحل السياسي على جميع الجبهات".
قواعد اشتباك
في السياق، أكد الناشط المدني اللبناني، أسامة وهبي، أن "هناك ترابطا بين جبهة جنوب لبنان وقطاع غزة، وهو ما أعلن عنه أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، عندما قال إن الحرب في الجنوب ستستمر طالما لا يزال هناك اعتداء على غزة"، مؤكدًا أن "التوصل لاتفاق في غزة ستهدأ معه جنوب لبنان حكمًا".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، إسرائيل ليس لها أي مصلحة أن تبقي هذه الجبهة مشتعلة، لأنها تعلم بأن الاستمرار في الحرب يبقي النازحين من مستوطنات الجليل عبئًا على الحكومة الإسرائيلية، التي تعاني الكثير من الأزمات، وهي بحاجة ماسة إلى تهدئة الجبهة والتوصل لاتفاق بين الجانبين يعيد النازحين على طرفي الحدود، والالتزام مرة أخرى بتنفيذ القرار رقم 1701، أو ربما وضع قواعد اشتباك جديدة.
واستبعد وهبي أن "يكون هناك أي تعديلات على اتفاق 1701، لأنه يحتاج إلى موافقة الطرفين وحشد دول عظمة، حيث تم التوقيع عليه تحت النار، والظروف كانت مختلفة عن الوقت الراهن ولا يمكن لأي طرف من الأطراف تعديل القرار".
وتابع: "إذا استمرت الحرب في الجنوب، "حزب الله" سيواصل قصف المستوطنات، وسيكون هناك جبهة تخضع لشروط وقواعد اشتباك معينة، وإذا فكرت إسرائيل في توسعة الحرب على لبنان سيكون القرار مكلفا جدا للطرفين"، مؤكدًا أن "إسرائيل التي أعلنت عن نقص في جنودها ودباباتها وعتادها، أعجز من أن تذهب إلى حرب في لبنان مع هذه الظروف".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، القضاء على أحد عناصر حركة حماس الفلسطينية في لبنان، ويدعى محمد جبارة، بغارة جوية على منطقة البقاع الغربي.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إن "جبارة عمل على التوجيه، والترويج لمخططات إرهابية عديدة ضد دولة إسرائيل وعلى تنفيذها، حيث تم تنفيذ بعضها بالتعاون مع منظمة الجماعة الإسلامية الإرهابية في لبنان"، حسب قوله.
وتشهد منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية، منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، توتراً متصاعداً، حيث يطلق الجيش الإسرائيلي ومقاتلو "حزب الله" اللبناني النار يومياً على مواقع بعضهما بعضا في المناطق الواقعة على طول الحدود.
وبحسب وزارة الخارجية اللبنانية، فقد اضطر نحو 100 ألف شخص إلى ترك منازلهم في جنوب لبنان، بسبب القصف الإسرائيلي. ومن جهته، أفاد الجانب الإسرائيلي بأن نحو 80 ألفاً من سكان شمالي إسرائيل وجدوا أنفسهم في وضع مماثل.