وفي سياق متصل، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم الخميس، أن "موسكو ستختار من بين مجموعة واسعة من الخيارات عند ترتيب ردها على نشر الصواريخ الأمريكية في ألمانيا"، ولا يستبعد أن تنشر موسكو أنظمة مماثلة بتجهيزات نووية.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن واشنطن ستقوم، ابتداء من العام المقبل، بنشر أنظمة هجومية بعيدة المدى، بما في ذلك أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، في ألمانيا.
وجاء في بيان البنتاغون: "الولايات المتحدة ستبدأ عمليات نشر عَرَضي لقدرات نيران بعيدة المدى لقوة المهام المتعددة النطاقات في ألمانيا، خلال 2026، كجزء من التخطيط لتموضع هذه القوات بشكل دائم في المستقبل".
رفض شعبي ألماني ومخاوف من كارثة
أعرب مواطنون ألمانيون عن مخاوفهم من نشر هذه الأسلحة على أراضيهم، معتبرين أن ذلك يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية فقط، التي كان هدفها الرئيسي تنفيذ أجندتها في المنطقة وإيقاف الغاز الروسي، والترويج لفكرة "معاداة روسيا"، وهو ما أكدته الاستطلاعات.
وأظهر استطلاع أجراه معهد "فورسا" لعلم الاجتماع، أن "47% من المشاركين في ألمانيا، يخشون من أن قرار نشر صواريخ كروز أمريكية جديدة في البلاد سوف يؤدي إلى صراع عسكري بين روسيا ودول الناتو، ويعتقد 17% فقط أن ذلك بمثابة تهديد".
من غير الواضح تمامًا سبب سماح السلطات الألمانية لبلادها بالانجرار أكثر إلى المواجهة مع روسيا، ما يجعل من نفسها هدفًا لأعمال انتقامية محتملة.
شولتس يناقض نفسه
الجدير بالذكر أن المستشار الألماني أولاف شولتس، كان احتج في الثمانينيات عندما كان سياسيا شابا في الحزب الاشتراكي الديمقراطي على قرار مزدوج لحلف شمال الأطلسي كان يتضمن، من ضمن أمور أخرى، نشر صواريخ متوسطة المدى من نوع "بيرشينغ 2"، والتي تم سحبها مرة أخرى بعد نهاية الحرب الباردة حتى عام 1991.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، أن "قرار نشر صواريخ أمريكية بعيدة المدى في ألمانيا سوف يؤدي إلى حرب باردة".
وقال خلال مقابلة له، تعليقا على خطط الولايات المتحدة الأمريكية لنشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا، في عام 2026: "نحن نتجه بخطوات ثابتة نحو الحرب الباردة، كل هذا حدث بالفعل".
وأكد بيسكوف أن "كل سمات الحرب الباردة من مواجهة ومواجهة مباشرة تعود إلى علاقات روسيا مع الغرب".
ولفت بيسكوف إلى أن "الخطط الأمريكية لنشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا هي سبب لتحقيق أهداف العملية الخاصة الروسية".
وصرح رئيس الوفد الروسي في مفاوضات فيينا حول الأمن العسكري والحد من التسلح، قنسطنطين غافريلوف، اليوم الخميس، أن عسكرة الاتحاد الأوروبي تهدد بالتسبب في مشكلة كبيرة جديدة.
وجاءت تصريحات غافريلوف، خلال مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، علّق فيها على تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية، بالقول: "لقد وضع مؤسسو الاتحاد الأوروبي أسسه في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي، من أجل منع نشوب حرب جديدة في القارة، وكان هدفهم أيضًا زيادة رفاهية المواطنين الأوروبيين، ولكن ماذا نرى بعد 70 عاما؟ مفاقمة هوس الحرب يمر كالخيط الناظم من خلال جميع أنشطة هذه الرابطة التكاملية".
وأشار الدبلوماسي إلى أن سياسة العقوبات ضد روسيا "ارتدت بأزمة طاقة وتضخم غير مسبوقين في الاتحاد الأوروبي".
وشدد غافريلوف على أن "الخطوات العدوانية المتزايدة المناهضة لروسيا من قبل "بروكسل الجماعي" ستستمر في إجبارنا على اتخاذ تدابير تعويضية لضمان الأمن".
وأضاف: "لا بد أن آباء فكرة الاتحاد الأوروبي يتقلبون في قبورهم حرفيا، لأن "المشروع الأوروبي"، خلافا لأهدافه الأصلية، يموّل إراقة الدماء في أوكرانيا، وعسكرته تهدد بإثارة كارثة كبيرة جديدة".