ما فرص نجاح لقاء الفصائل الفلسطينية بالصين في عقد المصالحة الوطنية؟

الفصائل الفلسطينية
في خضم استعداد الفصائل الفلسطينية لخوض جولة جديدة من مفاوضات المصالحة الوطنية في العاصمة الصينية بكين، يطرح البعض تساؤلات عن إمكانية النجاح هذه المرة.
Sputnik
ولم تنجح اللقاءات السابقة والتي قادتها العديد من الدول الأجنبية والعربية في توحيد الصف الفلسطيني، وخلق رؤية موحدة لحكم واحد للأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة.
وتأتي جولات الحوار الفلسطيني في بكين، بعد جولة من الحوار جمعت الفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية موسكو، نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي.
وعلى الرغم من أن اللقاء يجمع ما يقارب 14 فصيلا فلسطينيا، فإن الأنظار، بحسب مراقبين، تتجه إلى حركتي "حماس" و"فتح" باعتبارهما "طرفي الانقسام"، على أمل أن تكون الظروف الحالية والحرب التي يواجهها الشعب الفلسطيني في غزة دافعا للتقارب.
وزير الخارجية الصيني: الاعتراف بدولة فلسطين خطوة لتصحيح ظلم تاريخي
مصلحة وطنية
اعتبر المتحدث باسم حركة "فتح" وعضو مجلسها الثوري، الدكتور جمال نزال،، أن "المصلحة الوطنية تقتضي التوصل إلى اتفاق مصالحة خلال المفاوضات بين الفصائل في الصين".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "المصلحة الوطنية يقصد بها هنا المعني العملي والحقيقي، وليس فقط بالمعنى الإنشائي ومتعلقاته الأخرى، حيث تقتضي فعليا الوصول إلى توافق وطني يساعد الجميع عى حل مشكلات الوطن".
وتابع: "إذا أخذنا مثلا معبر رفح في الاعتبار، فإن إسرائيل مصرّة على عدم حضور السلطة الفلسطينية في المعبر، و"حماس" حتى الآن تضغط ضد حضور السلطة في غزة وفي المعبر بشكل خاص".
وشدد على "ضرورة إحداث تناقض وطني شامل تجاه الاحتلال، وأن نتجاوز التناقض الوطني الفصائلي القائم الآن بين "فتح" و"حماس"، وتوحيد المواقف الوطنية باتجاه توفير إمكانية للضغط على إسرائيل".
وأوضح أنه "إذا تم التوافق فلسطينيا في أمور كثيرة، فمن من الممكن أن يصبح الضغط الفلسطيني والعالمي على إسرائيل أكثر جدوى".
مسؤول فلسطيني لـ"سبوتنيك": لقاء بكين يجمع كافة فصائل منظمة التحرير بما في ذلك حركتي "حماس" و"الجهاد"
سياق تاريخي
من جانبه، قال الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور حسام الدجني،، إن "فرص نجاح لقاء الصين بين الفصائل الفلسطينية، ضمن إطار دراسة السياق التاريخي ليست عالية".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك": "ما لم تنجح فيه القاهرة والدوحة والسنغال والسعودية ودول عديدة حاولت أن تنهي الانقسام، لن تنجح فيه الصين ربما، وهو الترجيح الأعلى بالنسبة لإدارة الحوارات".
وتابع: "هذا هو الترجيح المتوقع، وإن كانت البيئة مواتية في أن ينجح هذا الحوار، من حيث مكانة الصين في النظام الدولي، ومن حيث مواقف الصين من هذه الحرب، ومن حيث قرار الكنيست برفض حل الدولتين، وهذا يعني رسالة واضحة لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني، محمود عباس "أبو مازن"، وكذلك في ظل الإبادة الجماعية التي بلغت 9 أشهر، ودور إسرائيل في رسم سيناريوهات اليوم التالي مع الإدارة الأمريكية بعيدًا عن المصلحة الوطنية الفلسطينية".
ويرى أن "الحاجة الوطنية الفلسطينية تتطلب الآن أكثر من أي وقت مضى، تغليب الصالح الوطني للعام على الصالح الحزبي الخاص، وأن تفاجئ الوفود الموجودة في الصين الرأي العام الفلسطيني بالإعلان عن حكومة تكنوقراط موحدة تمثل الكل الوطني، ودخول "حماس" والجهاد منظمة التحرير، والتوافق على رؤية واستراتيجية موحدة، وتجاوز الانقسام ووقف الاعتقال السياسي، وكل ما يمكن أن يعكر من صفوة الحالة الوطنية".
وشدد الدجني على "ضرورة أن ينتهي اللقاء بالعمل على استراتيجية وطنية توظف هذه الحرب لخدمة المصالح الوطنية، لا أن يكون هناك تناقض وجدل إعلامي حول موضوع الحرب، إذ يجب أن يتكاتف الجميع حول مواجهة إسرائيل".
متحدث حركة فتح يوضح لـ"سبوتنيك" سر توقيت مفاوضات المصالحة مع حماس في الصين
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحفي دوري، إن "الصين تدعم دائما الفصائل الفلسطينية في تحقيق المصالحة والتضامن من خلال الحوار والتشاور، وتعمل على توفير منصات وفرص لجميع الفصائل الفلسطينية لإجراء حوار من أجل المصالحة".
وتابع: "اتجاه جهودنا هو ذات اتجاه الأطراف الأخرى ذات الصلة، ونرغب في تعزيز التواصل والتنسيق معهم للعمل معا لتحقيق المصالحة الداخلية في فلسطين".
وردا على أنباء عقد الصين حوارا للمصالحة بين "حماس" و"فتح"، الأسبوع المقبل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أنه "إذا كان هناك أي شيء لمشاركته، فسننشره عند الاقتضاء"، وفقا لقوله.
وأعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، باسم نعيم، في وقت سابق، أن "الترتيبات جارية لعقد لقاء فصائلي فلسطيني بالعاصمة الصينية بكين، نهاية الشهر الجاري"، نافيا صحة ما تردد عن ترتيبات لعقد لقاء ثنائي بين حركتي "فتح" و"حماس"، يوم السبت المقبل.
وكانت بكين قد استضافت لقاء جمع "فتح" و"حماس" بباقي الفصائل الفلسطينية، في نهاية شهر نيسان/ أبريل الماضي.
وأشارت إلى أن الجانبين "اتفقا على مواصلة مسار المحادثات لتحقيق التضامن والوحدة الفلسطينية في وقت قريب".
وكان من المفترض عقد الجولة الثانية من الحوار الفلسطيني، في 23 يونيو/ حزيران الماضي، لكنه تعطل وأُجّل برغبة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حسبما أعلنت فصائل فلسطينية بينها حركة حماس، حينها.
مناقشة