تظاهر نشطاء يمينيون وأعضاء في الكنيست في قاعدة ميدانية، يوم أمس، بعد اعتقال تسعة جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي للاشتباه في إساءة معاملة الأسير الفلسطيني نوح، وتوسعت المظاهرات إلى قاعدة قريبة من منزل، حيث يُحتجز الجنود التسعة، واقتحم المتظاهرون المكان. فيما أدان الجيش الإسرائيلي الحادث الخطير، قائلا إنه "إهانة لأمن الدولة".
ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي، رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى النظر في ما إذا كان وزير الأمن القومي منع الشرطة من التعامل مع مثيري الشغب. ووصل رئيس الأركان، هارزي هاليفي، إلى مكان الحادث وقال: "سلوك يقترب من الفوضى، ويضر بأمن الدولة".
وأضاف هاليفي أن "الجيش الإسرائيلي لن يسمح باقتحام القواعد، فهذه جريمة جنائية وتضر بأمن الدولة، والجيش الإسرائيلي لديه أوامر وقواعد يجب أن يمتثل لها. في ساحة المعركة، عندما تصادف إرهابيين، فإن المهمة هي قتلهم، ولكن منذ اللحظة التي يتم فيها القبض على الإرهابي، هناك أوامر وقواعد".
من جهته شن المعلق العسكري، نعوم أمير، هجوما لاذعا على كبار ضباط الجيش الإسرائيلي بعد أن وصف رئيس أركان الجيش، والمتحدث باسمه، المتظاهرين بأنهم خطر على الأمن القومي، وقال أمير: "نسي الجيش من هو عدوه، عار".
وقالت المعلقة في "القناة 14" الإسرائيلية، يارا زرداري: "المتشددون يقولون الآن إن المتظاهرين يشكلون خطرا على أمن البلاد، لم أكن أعتقد أنه سيكون لديه بيان وهمي أكثر من هذا، لم يتخيل أحد شيئا كهذا".
تأتي الانتقادات الموجهة إلى كبار ضباط الجيش الإسرائيلي بعد أن قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في زيارة لمعسكر "بيت ليد"، يوم أمس: "إن وصول مثيري الشغب ومحاولات اقتحام القواعد سلوك خطير يتعارض مع القانون، ويقترب من الفوضى، ويضر بجيش الدفاع الإسرائيلي وأمن الدولة والمجهود الحربي".
وبدأ تسلسل الأحداث قبل ثلاثة أسابيع، عندما تم إدخال أسير فلسطيني من حماس، اعتقل في غزة من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي واقتيد إلى القاعدة الميدانية، ثم إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع في حالة خطيرة، بعد أن تعرض للضرب، وتعرض لاعتداء جنسي، وخضع لعملية جراحية منقذة للحياة، وبعد ذلك بدأت الشرطة العسكرية التحقيق تحت إشراف المدعي العام العسكري.
ووصل عدد من محققي جيش الدفاع الإسرائيلي إلى القاعدة الميدانية وأخذوا عشرة من جنود الاحتياط الذين كانوا يحرسون الأسرى في القاعدة لاستجوابهم. ويشتبه في أنهم شاركوا في الحادث العنيف ضد نفس الأسير. واحتجزوا الجنود لاستجوابهم، وفجأة بدأوا في تصويرهم، وتوثيق الاعتقالات، ومقاومة الاعتقال من قبل جنود الاحتياط الذين قالوا إنهم غير مستعدين للذهاب إلى أي مكان مع محققي جيش الدفاع الإسرائيلي.
في تلك اللحظات، بدأت "مفاوضات" بين الطرفين، وتم تصعيد الوضع والانتقادات ضد هذه الخطوة. وفي غضون دقائق، انتشرت مقاطع فيديو للاعتقالات والاشتباكات بين المحققين والجنود المحتجزين في الميدان على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبدأ العديد من المتظاهرين وأعضاء الكنيست من الأحزاب اليمينية، بما في ذلك عضو الكنيست، تسفي سوكوت، في الوصول إلى القاعدة واقتحامها أثناء مواجهة الحراس عند المدخل.
ومن أجل حماية القاعدة، استدعى جيش الدفاع الإسرائيلي ثلاث كتائب: كتيبة ناحال 50، وطراد ناحال، والكتيبة المدرعة 46 من اللواء 401.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 1200 متظاهر وصلوا إلى القاعدة وإن العشرات منهم اقتحموها أثناء أعمال الشغب. وقال مسؤولون كبار في جيش الدفاع الإسرائيلي إن المناقشات الأمنية الحرجة والحساسة، بشأن رد جيش الدفاع الإسرائيلي في لبنان توقفت، بسبب اقتحام القواعد.