حذر خبراء من تداعيات أمنية واقتصادية في حال استمرار الصراع في المنطقة، ما ينذر بانعكاسات كارثية حال تطور المشهد إلى مواجهات إقليمية.
الغرب ودعم الجماعات الإرهابية
ويرى خبراء استمرار وتيرة التوترات وتصاعدها تدفع بالمنطقة إلى حافة الهاوية، وتنذر بسنوات صعبة من التعقيدات الأمنية، وما يمكن أن يترتب عليها من استنساخ للحركات الإرهابية، كما تنظيم "داعش" الإرهابي ( المحظور في روسيا والدول العربية)، والذي يستهدف وحدة الدول العربية، وساهم في خلق صعوبات أمنية كبيرة في العراق وسوريا، أضعفت من وحدة الدولة في مواجهة إسرائيل.
واتهم العديد من المسؤولين في أكثر من مناسبة، الجانب الأمريكي والغرب بدعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة لتحقيق أهداف واشنطن وحلفاءها.
اتهامات إيرانية لواشنطن
وسبق أن اتهم وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، "الولايات المتحدة الأمريكية، بالسعي لإعادة تأهيل تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا وعدة دول)، ودعمه".
وقال وحيدي، في تصريحات نقلتها صحيفة "إيران بالعربي"، في يونيو 2023، إن "الولايات المتحدة تشعر من جديد بأن تنظيم "داعش" الإرهابي قد يساعدها على تنفيذ سياساتها ومخططاتها في المنطقة"، مؤكدا أن "العمليات الإرهابية التي استهدفت حرم أحمد ابن موسى الكاظم في شيراز، هي نتيجة هذه المساعي".
وفي وقت سابق، قال البرلماني السوري عمار الأسد، إن الولايات المتحدة الأمريكية أطلقت تنظيم "داعش" الإرهابي مؤخرا بعد فشلها في تحقيق أهدافها في سوريا.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك" أن الجانب الأمريكي لا يريد الاستقرار لأي دولة في المنطقة، ويسعى ليكون الجميع تحت وصايته.
واتهم الأسد واشنطن بإطلاق التنظيم مؤخرا من قاعدة "التنف" السورية، التي يحتمي فيها عناصر "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا)، من ضربات الجيش السوري.
تجدد أهداف الغرب
حول تجدد نفس المساعي الغربية في الوقت الراهن، اتصالا بالتوترات في المنطقة، قال الخبير الاستراتيجي محمد سعيد الرز، إن في الحروب عادة عندما يصل الصراع إلى مرتباته العليا تصبح المسارات أمام خيارين، أولهما اللجوء إلى التسوية، وثانيهما توسيع دائرة القتال للوصول إلى معادلات تحسن من أوراق المتقاتلين تمهيدا للذهاب إلى التسوية.
وأوضح أنه "من غير المستبعد لجوء الغرب إلى استنساخ داعش أو غيرها من الحركات الإرهابية لمحاولة تهديد الكيانات الوطنية لبعض الدول العربية، خدمة للمشروع الإسرائيلي الذي عبر عنه نتنياهو في الكونغرس الأميركي، والذي يتلخص بنقطتين، أولهما السيطرة على كل فلسطين وثانيهما تصدر المشهد في مواجهة إيران، وإذا كان المخطط الأميركي هو أحداث فرز في المنطقة العربية، بين من يسير في هذا المشروع وبين من يرفضه، وهو ما يوضح دور الإرهاب الذي يمكن أن يدعمه الغرب لممارسة الضغط بالدم والتدمير".
موازين قوى
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "نتنياهو كان يرفض دائما أي صيغة من صيغ وقف إطلاق النار لأنه فشل في تحقيق أي إنجاز في حربه على غزة ، إذ أنه لم يستعد الأسرى ولم يستطع تصفية حركة حماس، وأوغل في حرب الإبادة وأسلوب الاغتيالات وبعد مقتل إسماعيل هنية والقائد العسكري لدى حزب الله فؤاد شكر شعر بأنه استعاد صفة التفوق في المعادلة الحربية فصدر عن مكتبه أن الاستعداد لصفقة بات ممكنا".
وتابع: "في المقابل شعرت إيران وحزب الله ومحور المقاومة أن توازن الردع مع إسرائيل قد اختل بسبب تصفية هنية داخل طهران، وكذلك أكبر مسؤول عسكري لدى حزب الله والمصير الغامض لمحمد الضيف رئيس أركان حماس والضربة، التي وجهت لميناء الحديدة".
واستطرد: "بات هذا المحور بحاجة لاستعادة توازن الردع من خلال القيام برد حقيقي وقاس على إسرائيل كي يذهب إلى أي تسوية وقد استرجع أوراق القوة التي يفاوض من خلالها ، ولذلك فإن منطقة الصراع باتت على فوهة بركان".
في الإطار، استبعد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا حسن، تدحرج التوترات الحالية لمواجهة إقليمية، في الوقت الراهن على أقل تقدير.
وقال حسن، في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن توسع رقعة الصراع في المنطقة غير مستبعدة ويمكن أن تحدث في أي وقت، غير أن الخطاب الأخير لحسن نصر الله أجاب عن بعض التساؤلات التي كانت تطرح بشأن الرد الأيراني، ورد الحزب كذلك.
ولفت إلى أن حديث نصر الله كشف أن مستوى الرد سواء من إيران أو من الحزب سيكون في إطار الرد، وليس فتح الجبهات على مستوى الحرب الشاملة.
وشدد على أهمية تكثيف الجهود الدولية منع توسع النزاع، لما له من انعكاسات كارثية على المنطقة بالكامل.
تجدر الإشارة إلى أن المئات من عناصر التنظيمات الإرهابية انتقلت إلى دول غرب أفريقيا، وسط تحذيرات من مشهد مشابه لما عاشته منطقة الشام في سنوات سابقة.