https://sarabic.ae/20240727/خبير-المنطقة-نحو-الغليان-وناتو-الشرق-الأوسط-يستهدف-روسيا-والصين-أولا-1091174873.html
خبير: المنطقة نحو الغليان.. و"ناتو الشرق الأوسط" يستهدف روسيا والصين أولا
خبير: المنطقة نحو الغليان.. و"ناتو الشرق الأوسط" يستهدف روسيا والصين أولا
سبوتنيك عربي
أكد الدكتور حسن أحمد حسن، أن العلاقة بين سوريا وروسيا ليست وليدة اليوم أو الأمس القريب بل عمرها ثمانون عاماً، وتتميز عن بقية العلاقات الثنائية بين الدول إذ أن... 27.07.2024, سبوتنيك عربي
2024-07-27T14:52+0000
2024-07-27T14:52+0000
2024-07-27T14:52+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
روسيا
أخبار سوريا اليوم
أخبار الشرق الأوسط
العالم
العالم العربي
أخبار العالم الآن
https://cdn.img.sarabic.ae/img/102831/37/1028313727_0:229:3234:2048_1920x0_80_0_0_2ecb392c4ee6d1feecf721839ee49353.jpg
السبعينيات.. تحول سوريا كمركز للثقل السوفييتيوأشار حسن إلى أنه في بداية سبعينيات القرن الماضي عندما استدعى الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات، السفير السوفييتي في القاهرة آنذاك "ف.م. فينوغرادوف" وأعلمه قراره بالاستغناء تماماً عن خدمات قرابة عشرين ألفاً من الخبراء العسكريين السوفييت، الذين غادروا بعدها الأراضي المصرية في غضون أسبوع، أصبحت الدولة السورية مركز الثقل السوفييتي في المنطقة، ولهذا أهمية جيوبولتيكية خاصة في فترة تميزت بحدة التباين بين معسكرين وحلفين على ضفتين متناقضتين، المعسكر الغربي وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والمعسكر الشرقي وحلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفييتي.منذ وقفة باول.. العلاقة السورية الروسية منعت انصياع المنطقة للنفوذ الأمريكيوأضاف حسن أنه قد تكون سوريا الدولة الوحيدة في المنطقة التي حرصت على استمرار علاقاتها بالزخم نفسه مع روسيا الفيدرالية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، وهذا ما منع تحول الشرق الأوسط إلى منطقة نفوذ أمريكي مطلق، واستمرت أهمية العلاقات الثنائية وحرص الجانبين الروسي والسوري على الاحتفاظ بمتانتها وعمقها على الرغم من خروج الغطرسة الأمريكية عن كل ما يمكن تصوره بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، والضرب عرض الحائط بالقانون الدولي وكل أعراف المجتمع الإنساني وقيمه، وتم احتلال أفغانستان والعراق.وأشار الخبير السوري إلى أن واشنطن غدت كالقدر الذي لا طاقة لأحد في منع اندفاعته وفق ما يشاء صقور المحافظين الجدد، ومع ذلك قالت سوريا وبلسان رئيسها الدكتور بشار الأسد آنذاك: "لا للإذعان والخضوع للمشيئة الأمريكية"، ورفضت تنفيذ الإملاءات التي أتى بها كولن باول عندما كان على الحدود الشرقية لسوريا قرابة ربع مليون جندي أمريكي، في الوقت التي كانت روسيا الفيدرالية تستعيد عافيتها وتعمل على استرداد ثقلها ودورها الفاعل على الساحة الدولية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين.الوجود الروسي في سوريا منع رحلة التفكيك الأمريكي للمنطقةوقال حسن: وأوضح أن "الأمريكيين سارعوا لابتداع تفريخ تنظيم القاعدة الراديكالي الإرهابي، وظهر للعلن تنظيما "جبهة النصرة وداعش" (المحظور في روسيا ودول عدة) وتم إطلاقهما في سوريا والعراق، وهنا كان الطلب السوري من الأصدقاء الروس المساعدة في مواجهة الإرهاب التكفيري المسلح، وكانت الاستجابة الروسية التي غيرت موازين القوى على الأرض، وتم تطهير مساحات جغرافية واسعة وإعادتها إلى سيطرة الدولة السورية، سواء بالأعمال العسكرية المباشرة، أو بالمصالحات التي رعتها روسيا الفيدرالية".وتابع أنه لا شك أن الوجود العسكري الروسي المباشر على الجغرافيا السورية قطع الطريق على أمريكا وحلفائها، ومنع الاستفراد بسوريا، فشهدت العلاقات الدولية عودة لبعض التوازن الذي كان مختلاً لصالح القطب الأوحد ممثلاً بالولايات المتحدة الأمريكية، ولتقدير أهمية العلاقات الروسية السورية ليتصور أي متابع واقع المنطقة لو عصفت أعاصير الربيع المزعوم بسوريا كما عصفت ببقية الدول التي اجتاحتها، وأي توازن للقوى كان يحكم العلاقات الدولية على المستويين الإقليمي والعالمي.روسيا المرشح الأقوى للقطب المكافئوقال حسن إنوأشار إلى أن "المنطقة تشهد سعار العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا وأطلسياً على قطاع غزة، واستمرار حرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري منذ أكثر من تسعة أشهر ونصف الشهر، ويومياً تتبلور مؤشرات جديدة تحمل في طياتها إمكانية توسيع دائرة اللهب، واحتمال اندلاع حرب إقليمية قد تؤدي إلى ما هو أسوأ من ذلك، ومن المهم والحيوي تبادل الأفكار ووجهات النظر تجاه مجمل هذه القضايا، إضافة إلى العلاقات الثنائية وأهمية تمتينها أكثر فأكثر وعلى شتى الصعد والميادين، ولا سيما ما يتعلق بالجانب الاقتصادي".الأمريكيون يتبجحون بشلّ المجتمع الدولي ومنعه عن الحقوحول سر تزامن زيارة الرئيس الأسد إلى روسيا مع زيارة نتنياهو إلى واشنطن، أوضح حسن أنه بالتحليل الموضوعي لا مبرر لربط الزيارة بوجود نتنياهو في واشنطن وإلقائه خطاباً أمام الكونغرس الأمريكي، فهذا حدث، والزيارة حدث آخر، ولو كانت الأمور تقاس بهكذا مقاييس لكان الأولى تنفيذ الزيارة غداة حضور الرئيس الأمريكي ووزيري خارجيته ودفاعه ورئيس الأركان والمسؤولين الأمنيين الذين تسابقوا في القدوم إلى المنطقة منذ اليوم التالي لانطلاق طوفان الأقصى والإعلان الصريح أنهم مع "إسرائيل" وداعمين لها في كل ما تفعله، واليوم وبعد مرور كل الشهور الماضية ما يزال الدعم الأمريكي لتل أبيب ينتقل من ذروة إلى ذروة أعلى، بغض النظر عن بعض التصريحات الإعلامية التي لا تعدو كونها قنابل دخانية لتغطية حقيقة أن واشنطن شريك في الحرب على غزة والمنطقة عامة، وعلى جميع أطراف محور المقاومة خاصة.وأشار إلى أن السياسة الأمريكية في المنطقة تقوم على تعميم شريعة الغاب، والتنكر للقانون الدولي، ولا يخجل المسؤولون الأمريكيون من التبجح بأنهم وراء شل إرادة المجتمع الدولي ومنعه من نصرة الحق وإدانة المجرمين، وفي ضوء هذا يمكن فهم استخدام حق النقض "الفيتو" ومنع صدور قرار من مجلس الأمن يدين سياسة القتل والتدمير الممنهج والإبادة الجماعية والتهجير القسري أمام بصر العالم وسمعه.الدور الروسي الفاعل مأمول من أنصار السلام والحق والشرعيةوأضاف حسن أنه "لم يرف جفن لأي مسؤول أمريكي على الرغم من الإجرام غير المسبوق الذي أودى بحياة قرابة أربعين ألف شهيد فلسطيني، ونحو تسعين ألف مصاب وجريح وغالبيتهم من الأطفال والنساء، وهذا ما لم يتطرق له نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس، بل تعمد قلب الحقائق وتسويق سردية لا يمكن الركون إليها من قبل كل من يمتلك ذرة من عقل ووازعاً من ضمير، ولا شك أن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي على العناد والتمسك بتحقيق الأهداف التي أعلنها منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتبين أنها غير قابلة للتحقيق، لا اليوم، ولا غداً ولا في يوم إعلانها وتبنيها، يحمل إدارة بايدن كامل المسؤولية بالتساوي مع حكومة نتنياهو". وأشار إلى أن المسؤولية لا تتوقف عند ما وصلت إليه الأمور من حالة كارثية حتى الآن، بل إن الأخطار الحقيقية الواضحة من إمكانية اشتعال المنطقة واحتمال توسع امتداد ألسنة اللهب لتشمل المنطقة كلها وقد تتجاوزها، ومن المهم مناقشة كل ذلك في القمة الروسية السورية، فالدور الروسي الفاعل مأمول من جميع أنصار السلام والحق والشرعية الدولية.روسيا الأقدر على أن تكون القطب المكافئ وسوريا واسطة عقد المقاومةولفت حسن إلى أنه إلى موسكو تتجه الأنظار لإعادة التوازن إلى العلاقات الدولية المرتجة جراء العدوانية الأمريكية التي لا تعترف بشركاء ولا حلفاء، وتريد العالم أن يبقى تابعاً يسير وفق مشيئة حكومة الظل التي توزع الأدوار وتسند المهام بما ينسجم وضمان أن يبقى القرن الحادي والعشرون قرناً أمريكياً صرفاً وفق ما تضمنته أجندة عمل المحافظين الجدد منذ ثمانينات القرن الماضي، وهكذا يتضح لمن يريد أن يفهم الحقيقة أن روسيا الفيدرالية هي الدولة الأقدر على أن تكون القطب المكافئ للحد من العدوانية الأمريكية وسياساتها الكارثية، وسوريا واسطة عقد المقاومة، أي مركز المحور المقاوم الذي يقف في وجه الغطرسة الأمريكية، ويمنع تمرير مشاريع الهيمنة والغطرسة وبسط النفوذ والسيطرة، وقمة تجمع قائدي الدولتين تكتسب أهمية استثنائية في مثل هذه الظروف المصيرية التي تمر بها المنطقة والعالم.وتساءل حسن في تعقيبه على حديث نتنياهو عن إقامة تحالف مماثل للناتو في منطقة الشرق الأوسط: وتابع: "وكي لا يتم تفسير نصوص القانون الدولي وفق الأهواء يمكن القول، إن القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن والجمعية العمومية وبقية المؤسسات التابعة لهيئة الأمم المتحدة تجسد إرادة المجتمع الدولي، وهنا من حق المتابع أن يتساءل، من الذي يتمرد على قرارات الشرعية الدولية، ويكرر تهجمه على المنظمة الدولية من على منبر المنظمة ذاتها؟ وكم هي عدد القرارات الصادرة بالإجماع عن مجلس الأمن الدولي منذ سنوات وعقود، ولم ينفذها حكام تل أبيب؟".وأضاف حسن:أهداف مخفية وراء دعوة نتنياهو لتشكيل تحالف عسكريوأوضح حسن أنه من المسلم به أن الأحلاف العسكرية يتم تشكيلها لاستخدامها في الحروب المحتملة، والمنطقة اليوم أحوج ما تكون إلى الأمن والاستقرار والطمأنينة والسلام، وإنهاء كل أشكال الاحتلال بمختلف مسمياته وأشكاله، وأحوج ما تكون إلى التقدم والازدهار وتحسين الأوضاع المعيشية للناس، والأحلاف العسكرية تقود إلى عكس ذلك.وأشار إلى أن هذا يعني أن ثمة أهدافاً مخفية وراء الدعوة لتشكيل هذا التحالف، فضلاً عن أن الدعوة جاءت في سياق خطاب أكد فيه نتنياهو عدم السماح بوقف الحرب على غزة إلا بفرض شروطه المرفوضة بالمنطق والعرف والواقع والقانون الدولي.زيارة نتنياهو تدفع نحو مشروع خطير.. والمنطقة نحو التصعيدوأوضح حسن أنه لا شك أن حضور نتنياهو في الكونغرس والتصفيق المتكرر الذي استقبل به، بعد كل ما تم ارتكابه في غزة من مجازر يندى لها جبين الإنسانية يدفع المتابع المهتم إلى إثارة العديد من التساؤلات المشروعة التي تخطر بذهن الكثيرين ومنها، ماذا بعد؟ وما الذي ينتظر المنطقة؟ وإلى أين تتجه الأحداث الدامية بتطوراتها وتداعيتها؟ وطالما أن لا أجوبة عن هذه التساؤلات فهذا يعني أن أحد أهم أهداف زيارة نتنياهو إلى أمريكا وإلقاء خطابه في الكونغرس خطوة ضمن مشروع أكبر وأكثر خطورة، وأن المنطقة باتجاه المزيد من التصعيد وليس العكس.حلف شرق أوسطي يستهدف القوتين العظميين روسيا والصينوأشار حسن إلى ما تحتله منطقة الشرق الأوسط من أهمية استراتيجية في سياسات جميع القوى والدول المؤثرة بمفاصل صنع القرار الدولي، والسيطرة على المنطقة من أي قوة تعني منح المسيطر إمكانية التحكم بالمناطق الأخرى وفق مضمون "نظرية الهارتلند" لهارفلد ما كندر، وبالتالي المستهدف من إقامة حلف شرق أوسطي بقيادة أمريكا يستهدف أولا وقبل أي طرف آخر القوتين العظميين روسيا والصين، كما يستهدف إيران وبقية أطراف محور المقاومة، والذهاب بهذا التوجه يقود تلقائياً إلى صراعات لا تنتهي".وتسائل: "لماذا يريد نتنياهو أن يكون التحالف بقيادة أمريكا طالما أنه خاص بمنطقة الشرق الأوسط؟ هل تدخلت أمريكا في أي بقعة جغرافية في الشرق الأوسط وخارجه إلا وحملت التداعيات اللاحقة المزيد من الدمار والاقتتال والموت والكوارث، أوليس أبناء المنطقة أولى بمعالجة قضاياهم وخلافاتهم بعيداً عن لغة التهديد والوعيد واستحضار البوارج والمدمرات والأساطيل وحاملات الطائرات والآلاف المؤلفة من الجنود الذين من حقهم أن يكون بالقرب من أسرهم وأحبائهم بدلا من قضاء العمر متنقلين عبر المحيطات من منطقة إلى أخرى".وأضاف حسن أن دعوة نتنياهو لتشكيل حلف شرق أوسطي تعني الاستعداد لمزيد من التصعيد وتوسيع قطر دائرة الحرب، والمنطقة تعيش على برميل من البارود قابل للانفجار في أي لحظة، واستناداً إلى كل ما ذكر تكتسب زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو والقمة المشتركة مع الرئيس بوتين أهمية كبيرة على شتى الصعد الداخلية والإقليمية والدولية.
https://sarabic.ae/20240727/مسؤول-فلسطيني-يشيد-بموقف-روسيا-المعارض-لقرار-الكنيست-الإسرائيلي-بشأن-إقامة-الدولة-الفلسطينية-1091168826.html
https://sarabic.ae/20240726/عضو-اتحاد-رابطة-المحللين-السياسيين-في-سوريا-بوتين-والأسد-يستشعران-خطر-إمكانية-توسيع-الصراع-1091141175.html
https://sarabic.ae/20240725/الأسد-روسيا-وسوريا-اجتازتا-اختبارات-صعبة---1091112430.html
https://sarabic.ae/20240727/مسؤول-عسكري-إسرائيلي-الجيش-لا-يعرف-بعد-9-أشهر-من-الحرب-كل-شيء-عن-مشروع-الأنفاق-في-غزة-1091168337.html
https://sarabic.ae/20240727/غزة-مقتل-18-فلسطينيا-وإصابة-العشرات-إثر-قصف-إسرائيلي-على-مدرسة-تؤوي-نازحين-في-دير-البلح-1091169536.html
https://sarabic.ae/20240727/حماس-نتنياهو-حاول-أمام-الكونغرس-تزوير-الحقائق-وقلب-الوقائع-وطمس-الصورة-1091169008.html
https://sarabic.ae/20240726/بعد-خطاب-الكونغرس-ما-الرسائل-التي-يحملها-نتنياهو-في-زيارته-لواشنطن؟-1091160140.html
https://sarabic.ae/20240726/خبير-لـسبوتنيك-تعليقا-على-لقاء-بوتين-والأسد-التعاون-الاقتصادي-والتجاري-على-قائمة-الأولويات-1091140503.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/102831/37/1028313727_432:0:3163:2048_1920x0_80_0_0_be42ec6f76b0534b94ab3ff0d0f8f660.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, روسيا, أخبار سوريا اليوم, أخبار الشرق الأوسط, العالم, العالم العربي, أخبار العالم الآن
حصري, تقارير سبوتنيك, روسيا, أخبار سوريا اليوم, أخبار الشرق الأوسط, العالم, العالم العربي, أخبار العالم الآن
السبعينيات.. تحول سوريا كمركز للثقل السوفييتي
وأشار حسن إلى أنه في بداية سبعينيات القرن الماضي عندما استدعى الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات، السفير السوفييتي في القاهرة آنذاك "ف.م. فينوغرادوف" وأعلمه قراره بالاستغناء تماماً عن خدمات قرابة عشرين ألفاً من الخبراء العسكريين السوفييت، الذين غادروا بعدها الأراضي المصرية في غضون أسبوع، أصبحت الدولة السورية مركز الثقل السوفييتي في المنطقة، ولهذا أهمية جيوبولتيكية خاصة في فترة تميزت بحدة التباين بين معسكرين وحلفين على ضفتين متناقضتين، المعسكر الغربي وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والمعسكر الشرقي وحلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفييتي.
منذ وقفة باول.. العلاقة السورية الروسية منعت انصياع المنطقة للنفوذ الأمريكي
وأضاف حسن أنه قد تكون سوريا الدولة الوحيدة في المنطقة التي حرصت على استمرار علاقاتها بالزخم نفسه مع روسيا الفيدرالية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، وهذا ما منع تحول الشرق الأوسط إلى منطقة نفوذ أمريكي مطلق، واستمرت أهمية العلاقات الثنائية وحرص الجانبين الروسي والسوري على الاحتفاظ بمتانتها وعمقها على الرغم من خروج الغطرسة الأمريكية عن كل ما يمكن تصوره بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، والضرب عرض الحائط بالقانون الدولي وكل أعراف المجتمع الإنساني وقيمه، وتم احتلال أفغانستان والعراق.
وأشار الخبير السوري إلى أن واشنطن غدت كالقدر الذي لا طاقة لأحد في منع اندفاعته وفق ما يشاء صقور المحافظين الجدد، ومع ذلك قالت سوريا وبلسان رئيسها الدكتور بشار الأسد آنذاك: "لا للإذعان والخضوع للمشيئة الأمريكية"، ورفضت تنفيذ الإملاءات التي أتى بها كولن باول عندما كان على الحدود الشرقية لسوريا قرابة ربع مليون جندي أمريكي، في الوقت التي كانت روسيا الفيدرالية تستعيد عافيتها وتعمل على استرداد ثقلها ودورها الفاعل على الساحة الدولية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين.
الوجود الروسي في سوريا منع رحلة التفكيك الأمريكي للمنطقة
مع اندلاع تسونامي "الربيع العربي" المزعوم الذي اجتاح تونس وليبيا ومصر وحط رحاله في سوريا، كان واضحاً أن واشنطن بصدد إعادة تفكيك دول المنطقة وإعادة تركيبها بما ينسجم والمشروعين الأمريكيين" الفوضى الخلاقة" و"الشرق الأوسط الجديد الموسع"، لكن الدولة السورية كانت الاستثناء العصي على السيل الأمريكي الجارف، واستطاعت بصمود شعبها وتضحياته وحكمة قائدها ومساعدة أصدقائها المقاومين الأوفياء، الحفاظ على مقومات الدولة، وقطع الطريق على مشروع تفتيت المنطقة وتشظيتها، وبدأت تتضح مؤشرات تعثر مشروع "أخونة" المنطقة.
وأوضح أن "الأمريكيين سارعوا لابتداع تفريخ تنظيم القاعدة الراديكالي الإرهابي، وظهر للعلن تنظيما "جبهة النصرة وداعش" (المحظور في روسيا ودول عدة) وتم إطلاقهما في سوريا والعراق، وهنا كان الطلب السوري من الأصدقاء الروس المساعدة في مواجهة الإرهاب التكفيري المسلح، وكانت الاستجابة الروسية التي غيرت موازين القوى على الأرض، وتم تطهير مساحات جغرافية واسعة وإعادتها إلى سيطرة الدولة السورية، سواء بالأعمال العسكرية المباشرة، أو بالمصالحات التي رعتها روسيا الفيدرالية".
وتابع أنه لا شك أن الوجود العسكري الروسي المباشر على الجغرافيا السورية قطع الطريق على أمريكا وحلفائها، ومنع الاستفراد بسوريا، فشهدت العلاقات الدولية عودة لبعض التوازن الذي كان مختلاً لصالح القطب الأوحد ممثلاً بالولايات المتحدة الأمريكية، ولتقدير أهمية العلاقات الروسية السورية ليتصور أي متابع واقع المنطقة لو عصفت أعاصير الربيع المزعوم بسوريا كما عصفت ببقية الدول التي اجتاحتها، وأي توازن للقوى كان يحكم العلاقات الدولية على المستويين الإقليمي والعالمي.
روسيا المرشح الأقوى للقطب المكافئ
الوقوف عند ما سبق ذكره يقدم جواباً مختصراً حول زيارة الرئيس الأسد إلى روسيا، فوراء هذه الزيارة الكثير، وما يحضر له أهم وأعمق من أن تتضح معالمه عند نقل لخبر الزيارة، وبكل تأكيد هي زيارة ترقى إلى مستوى عالٍ من الأهمية، وخاصة إذا أخذنا بالحسبان الواقع القلق والمضطرب الذي يسود المنطقة، وتراجع النفوذ والهيبة الأمريكية، وتضعضع السيطرة التي كانت محكمة على غالبية مفاصل صنع القرار الدولي، وغني عن القول إن روسيا المرشح الأقوى لشغل القطب المكافئ بعد أن ثبت عقم الأحادية القطبية التي لا يمكن أن تقود المنطقة إلا إلى مزيد من الكوارث والحروب والاقتتال وإثارة الفتن والقلاقل، ومحاولة التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة ذات السيادة.
وأشار إلى أن "المنطقة تشهد سعار العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا وأطلسياً على قطاع غزة، واستمرار حرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري منذ أكثر من تسعة أشهر ونصف الشهر، ويومياً تتبلور مؤشرات جديدة تحمل في طياتها إمكانية توسيع دائرة اللهب، واحتمال اندلاع حرب إقليمية قد تؤدي إلى ما هو أسوأ من ذلك، ومن المهم والحيوي تبادل الأفكار ووجهات النظر تجاه مجمل هذه القضايا، إضافة إلى العلاقات الثنائية وأهمية تمتينها أكثر فأكثر وعلى شتى الصعد والميادين، ولا سيما ما يتعلق بالجانب الاقتصادي".
الأمريكيون يتبجحون بشلّ المجتمع الدولي ومنعه عن الحق
وحول سر تزامن زيارة الرئيس الأسد إلى روسيا مع زيارة نتنياهو إلى واشنطن، أوضح حسن أنه بالتحليل الموضوعي لا مبرر لربط الزيارة بوجود نتنياهو في واشنطن وإلقائه خطاباً أمام الكونغرس الأمريكي، فهذا حدث، والزيارة حدث آخر، ولو كانت الأمور تقاس بهكذا مقاييس لكان الأولى تنفيذ الزيارة غداة حضور الرئيس الأمريكي ووزيري خارجيته ودفاعه ورئيس الأركان والمسؤولين الأمنيين الذين تسابقوا في القدوم إلى المنطقة منذ اليوم التالي لانطلاق طوفان الأقصى والإعلان الصريح أنهم مع "إسرائيل" وداعمين لها في كل ما تفعله، واليوم وبعد مرور كل الشهور الماضية ما يزال الدعم الأمريكي لتل أبيب ينتقل من ذروة إلى ذروة أعلى، بغض النظر عن بعض التصريحات الإعلامية التي لا تعدو كونها قنابل دخانية لتغطية حقيقة أن واشنطن شريك في الحرب على غزة والمنطقة عامة، وعلى جميع أطراف محور المقاومة خاصة.
وأشار إلى أن السياسة الأمريكية في المنطقة تقوم على تعميم شريعة الغاب، والتنكر للقانون الدولي، ولا يخجل المسؤولون الأمريكيون من التبجح بأنهم وراء شل إرادة المجتمع الدولي ومنعه من نصرة الحق وإدانة المجرمين، وفي ضوء هذا يمكن فهم استخدام حق النقض "الفيتو" ومنع صدور قرار من مجلس الأمن يدين سياسة القتل والتدمير الممنهج والإبادة الجماعية والتهجير القسري أمام بصر العالم وسمعه.
الدور الروسي الفاعل مأمول من أنصار السلام والحق والشرعية
وأضاف حسن أنه "لم يرف جفن لأي مسؤول أمريكي على الرغم من الإجرام غير المسبوق الذي أودى بحياة قرابة أربعين ألف شهيد فلسطيني، ونحو تسعين ألف مصاب وجريح وغالبيتهم من الأطفال والنساء، وهذا ما لم يتطرق له نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس، بل تعمد قلب الحقائق وتسويق سردية لا يمكن الركون إليها من قبل كل من يمتلك ذرة من عقل ووازعاً من ضمير، ولا شك أن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي على العناد والتمسك بتحقيق الأهداف التي أعلنها منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتبين أنها غير قابلة للتحقيق، لا اليوم، ولا غداً ولا في يوم إعلانها وتبنيها، يحمل إدارة بايدن كامل المسؤولية بالتساوي مع حكومة نتنياهو".
وأشار إلى أن المسؤولية لا تتوقف عند ما وصلت إليه الأمور من حالة كارثية حتى الآن، بل إن الأخطار الحقيقية الواضحة من إمكانية اشتعال المنطقة واحتمال توسع امتداد ألسنة اللهب لتشمل المنطقة كلها وقد تتجاوزها، ومن المهم مناقشة كل ذلك في القمة الروسية السورية، فالدور الروسي الفاعل مأمول من جميع أنصار السلام والحق والشرعية الدولية.
روسيا الأقدر على أن تكون القطب المكافئ وسوريا واسطة عقد المقاومة
ولفت حسن إلى أنه إلى موسكو تتجه الأنظار لإعادة التوازن إلى العلاقات الدولية المرتجة جراء العدوانية الأمريكية التي لا تعترف بشركاء ولا حلفاء، وتريد العالم أن يبقى تابعاً يسير وفق مشيئة حكومة الظل التي توزع الأدوار وتسند المهام بما ينسجم وضمان أن يبقى القرن الحادي والعشرون قرناً أمريكياً صرفاً وفق ما تضمنته أجندة عمل المحافظين الجدد منذ ثمانينات القرن الماضي، وهكذا يتضح لمن يريد أن يفهم الحقيقة أن روسيا الفيدرالية هي الدولة الأقدر على أن تكون القطب المكافئ للحد من العدوانية الأمريكية وسياساتها الكارثية، وسوريا واسطة عقد المقاومة، أي مركز المحور المقاوم الذي يقف في وجه الغطرسة الأمريكية، ويمنع تمرير مشاريع الهيمنة والغطرسة وبسط النفوذ والسيطرة، وقمة تجمع قائدي الدولتين تكتسب أهمية استثنائية في مثل هذه الظروف المصيرية التي تمر بها المنطقة والعالم.
وتساءل حسن في تعقيبه على حديث نتنياهو عن إقامة تحالف مماثل للناتو في منطقة الشرق الأوسط:
ما الهدف من إقامة تحالف كهذا؟ ومن يهدد من في منطقة الشرق الأوسط؟ وقبل هذا وذاك، من يعتدي على من؟ ومن الذي يحتل أرض غيره بالقوة ويرفض تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تبطل هذا الاحتلال؟ وطالما أن كل طرف سيشد اللحاف نحوه ويلقي باللائمة على الآخر من المهم الاحتكام إلى ما هو فوق جميع الأطراف المتصارعة، أي القانون الدولي.
وتابع: "وكي لا يتم تفسير نصوص القانون الدولي وفق الأهواء يمكن القول، إن القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن والجمعية العمومية وبقية المؤسسات التابعة لهيئة الأمم المتحدة تجسد إرادة المجتمع الدولي، وهنا من حق المتابع أن يتساءل، من الذي يتمرد على قرارات الشرعية الدولية، ويكرر تهجمه على المنظمة الدولية من على منبر المنظمة ذاتها؟ وكم هي عدد القرارات الصادرة بالإجماع عن مجلس الأمن الدولي منذ سنوات وعقود، ولم ينفذها حكام تل أبيب؟".
إذا أردنا أن نحصر القضية بموضع الاشتباك الدائر حالياً يمكن توجيه السؤال لنتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين لماذا رفضوا تنفيذ قرارات الجمعية العمومية، بالإضافة إلى قرارين أصدرهما مجلس الأمن ويدعوان على الأقل إلى هدنة إنسانية مؤقتة وإدخال الغذاء والأدوية والمساعدات، وتخفيف حدة حرب الإبادة ضد أطفال غزة ونسائها وشيوخها وعجائزها ومرضاها وكوادرها الطبية والإعلامية وتهديم بناها التحتية، فلماذا ما تزال كل هذه الجرائم ترتكب على مدار الساعة؟ وهل المطالبة بتشكيل "ناتو شرق أوسطي" لإرساء الطمأنينة والسلام، والدفاع عن الحقوق، أم لمساعدة تل أبيب في الاستمرار بالتعالي على العالم أجمع وإطلاق يدها لتستمر بسياسة القتل الممنهج والتدمير المتعمد؟ ولماذا تشكيل هكذا حلف طالما أمريكا والغرب الأطلسي بغالبيته يساند "إسرائيل" في عدوانها المستمر على كل من لا يذعن لمشيئتها الاحتلالية المتجسدة بالشعار المنقوش على مدخل الكنيست "حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل"؟.
أهداف مخفية وراء دعوة نتنياهو لتشكيل تحالف عسكري
وأوضح حسن أنه من المسلم به أن الأحلاف العسكرية يتم تشكيلها لاستخدامها في الحروب المحتملة، والمنطقة اليوم أحوج ما تكون إلى الأمن والاستقرار والطمأنينة والسلام، وإنهاء كل أشكال الاحتلال بمختلف مسمياته وأشكاله، وأحوج ما تكون إلى التقدم والازدهار وتحسين الأوضاع المعيشية للناس، والأحلاف العسكرية تقود إلى عكس ذلك.
وأشار إلى أن هذا يعني أن ثمة أهدافاً مخفية وراء الدعوة لتشكيل هذا التحالف، فضلاً عن أن الدعوة جاءت في سياق خطاب أكد فيه نتنياهو عدم السماح بوقف الحرب على غزة إلا بفرض شروطه المرفوضة بالمنطق والعرف والواقع والقانون الدولي.
زيارة نتنياهو تدفع نحو مشروع خطير.. والمنطقة نحو التصعيد
وأوضح حسن أنه لا شك أن حضور نتنياهو في الكونغرس والتصفيق المتكرر الذي استقبل به، بعد كل ما تم ارتكابه في غزة من مجازر يندى لها جبين الإنسانية يدفع المتابع المهتم إلى إثارة العديد من التساؤلات المشروعة التي تخطر بذهن الكثيرين ومنها، ماذا بعد؟ وما الذي ينتظر المنطقة؟ وإلى أين تتجه الأحداث الدامية بتطوراتها وتداعيتها؟ وطالما أن لا أجوبة عن هذه التساؤلات فهذا يعني أن أحد أهم أهداف زيارة نتنياهو إلى أمريكا وإلقاء خطابه في الكونغرس خطوة ضمن مشروع أكبر وأكثر خطورة، وأن المنطقة باتجاه المزيد من التصعيد وليس العكس.
حلف شرق أوسطي يستهدف القوتين العظميين روسيا والصين
وأشار حسن إلى ما تحتله منطقة الشرق الأوسط من أهمية استراتيجية في سياسات جميع القوى والدول المؤثرة بمفاصل صنع القرار الدولي، والسيطرة على المنطقة من أي قوة تعني منح المسيطر إمكانية التحكم بالمناطق الأخرى وفق مضمون "نظرية الهارتلند" لهارفلد ما كندر، وبالتالي المستهدف من إقامة حلف شرق أوسطي بقيادة أمريكا يستهدف أولا وقبل أي طرف آخر القوتين العظميين روسيا والصين، كما يستهدف إيران وبقية أطراف محور المقاومة، والذهاب بهذا التوجه يقود تلقائياً إلى صراعات لا تنتهي".
وتسائل: "لماذا يريد نتنياهو أن يكون التحالف بقيادة أمريكا طالما أنه خاص بمنطقة الشرق الأوسط؟ هل تدخلت أمريكا في أي بقعة جغرافية في الشرق الأوسط وخارجه إلا وحملت التداعيات اللاحقة المزيد من الدمار والاقتتال والموت والكوارث، أوليس أبناء المنطقة أولى بمعالجة قضاياهم وخلافاتهم بعيداً عن لغة التهديد والوعيد واستحضار البوارج والمدمرات والأساطيل وحاملات الطائرات والآلاف المؤلفة من الجنود الذين من حقهم أن يكون بالقرب من أسرهم وأحبائهم بدلا من قضاء العمر متنقلين عبر المحيطات من منطقة إلى أخرى".
وأضاف حسن أن دعوة نتنياهو لتشكيل حلف شرق أوسطي تعني الاستعداد لمزيد من التصعيد وتوسيع قطر دائرة الحرب، والمنطقة تعيش على برميل من البارود قابل للانفجار في أي لحظة، واستناداً إلى كل ما ذكر تكتسب زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو والقمة المشتركة مع الرئيس بوتين أهمية كبيرة على شتى الصعد الداخلية والإقليمية والدولية.