عادة، تستخدم وكالات الفضاء الموجات الراديوية للتواصل مع المركبات الفضائية البعيدة، ولكن الترددات الأعلى للضوء، مثل الأشعة تحت الحمراء، توفر زيادة في النطاق الترددي، وبالتالي زيادة هائلة في سرعة البيانات.
تمكنت وكالة "ناسا" من إرسال رسائل عبر الليزر، عبر مسافة تقارب 16 مليون كيلومتر (10 ملايين ميل).
وهذا أبعد بحوالي 40 مرة من المسافة بين القمر والأرض، وهي المرة الأولى التي يتم فيها إرسال الاتصالات البصرية عبر مثل هذه المسافة. هذا الإنجاز العلمي سيمكننا من إرسال رسائل فيديو عالية الدقة، من وإلى المريخ دون تأخير كبير.
كان هذا الاختبار جزءًا من تجربة "ناسا" للاتصالات البصرية في الفضاء العميق، ويُعرف هذا الإنجاز الناجح لرابط الاتصالات باسم "الضوء الأول".
تقول ترودي كورتيس، مديرة العروض التكنولوجية في "ناسا": "إن نجاح الضوء الأول هو أحد المعالم المهمة العديدة التي سيحققها المشروع (الاتصالات البصرية في الفضاء العميق) في الأشهر المقبلة، مما يمهد الطريق نحو اتصالات بمعدلات بيانات أعلى قادرة على إرسال المعلومات العلمية، والصور عالية الدقة، وبث الفيديو، لدعم القفزة العملاقة التالية للبشرية".
نظرًا لكونها ضوءًا تحت أحمر، يمكن للمهندسين بسهولة نقل موجاتها في شكل ليزر. لن يؤدي هذا إلى تحريك الضوء بشكل أسرع، لكنه يرتب ويقيد شعاعه إلى قناة ضيقة. يتطلب هذا طاقة أقل بكثير من تشتت الموجات الراديوية ويصعب اعتراضها.
وبحسب المقال المنشور في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإن فوتونات الليزر استغرقت حوالي 50 ثانية، للانتقال من المركبة الفضائية إلى التلسكوب، وكان كلاهما ينطلقان عبر الفضاء أثناء حدوث ذلك.
تقول ميرا سرينيفاسان، رئيسة عمليات الاتصالات البصرية في الفضاء العميق، في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة "ناسا": "لقد كان تحديًا هائلاً، وما زال أمامنا الكثير من العمل للقيام به، ولكن لفترة قصيرة، تمكنا من إرسال واستقبال وفك تشفير بعض البيانات".