ما هو شكل ومهام الحكومة الجديدة في صنعاء التي أعلنت أنصار الله عن تشكيلها؟

أعلنت جماعة أنصار الله قبل ساعات عن تكليف أحمد الرهوي، بتشكيل الحكومة الجديدة "تكنوقراط"، بعد أكثر من عام من الانتظار بعد رحيل حكومة بن حبتور، لكن تأتي تلك الخطوة في ظروف مختلفة عن وقت اتخاذ القرار قبل عام.
Sputnik
ما هي مهام الحكومة الجديدة لأنصار الله..وهل الأوضاع الراهنة غيرت التوجهات التي تم الإعلان عنها قبل عام من تشكيل حكومة خدمية تهتم بالمواطن وتوفر له الخدمات بيسر وسهولة..وما الذي يمكن أن تحدثه تلك التغيرات في الوضع الاقتصادي المتأزم والحصار الذي لا يزال مفروضا على المحافظات الشمالية، علاوة على مستجدات الأوضاع على الأرض والمتمثلة في حرب غزة والصراع في البحر الأحمر؟
الحوثي يؤكد أن رد "أنصار الله" على استهداف إسرائيل ميناء الحديدة اليمني حتمي وآت
بداية يقول عبد الستار الشميري،رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، "إن إعلان الحوثيين (أنصار الله) عن تشكيل حكومة جديدة قد تأخر، فقد تم الإعلان عنه منذ عام تقريبا، ويعود هذا التغيير في أصله إلى الصراعات بين الأجنحة داخل جماعة أنصار الله حول عملية تقاسم السلطة والتي نشأت خلال الفترة من 2014 حتى العام 2024".

انقسام داخلي

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أن هناك انقسام داخل الجماعة الحوثية نتج عنه تصنيفات أو أسماء، نجد أن هناك ما يسمى بجماعة صعدة وجماعة صنعاء، ثم ملحقات لتلك الجماعات (الزنابيل والقناديل).
وتابع الشميري "لا اعتقد أن تكون هناك فروق جوهرية بين الحكومة المزمع تشكيلها بقيادة أحمد الرهوي والحكومة السابقة التي كان يقودها عبد العزيز بن حبتور، بل يمكن القول أن الفرق الجوهري في الحكومة الجديدة أنها ستكون أكثر طواعية للقيادة الحوثية من الظل، أيضا ستكون أكثر موضوعية ولديها منهجية في موضوع تخفيف حدة الصراعات التي ظهرت في الفترة الأخيرة بين قيادات الجماعة".
قيادي جنوبي يكشف لـ"سبوتنيك" حقيقة الأزمة بين قبائل حضرموت والرئاسي اليمني

حكومة خدمية

وشدد الشميري، على أن "تلك الحكومة التي ستشكل في صنعاء لن تكون أكثر من سكرتارية عند مجلس قيادة المجاهدين، وهو مجلس مكون من 18 فرد وهو الذي يقود الجماعة بالنسبة للصراع في البحر الأحمر والمحادثات مع السعودية، علاوة على أن قضايا السلم والحرب متعلقة بهذا المجلس".
وأشار رئيس مركز جهود، إلى أن بقية المكونات سواء كان المجلس السياسي أو الحكومة وكل المكونات الظاهرة، ليست القيادة الحقيقية، بل إن قيادة الظل هى التي تتحكم بالأمور وأن هذه الحكومة معنية بقضايا الخدمات وليس القضايا السياسية أو العسكرية ولا حتى شؤون الأسرى وهو ملف إنساني، مشيرا إلى أن الحكومة حُصر عملها منذ سنوات في مجال الخدمات وتسيير الشؤون اليومية للتعليم والصحة والمؤسسات الحكومية، لذا فإن عملها ومهمتها داخلية فقط".
وزير الإعلام اليمني يتهم "أنصار الله" بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة

التغيير الجذري

في المقابل يقول أكرم الحاج، المحلل السياسي اليمني، "إن الحكومة التي تم تكليف أحمد الرهوي بتشكيلها، هى حكومة منتظرة منذ قرابة العام، وهى تمثل التغيير الجذري الذي أعلن عنه قائد الثورة عبد الملك الحوثي وقتها، حيث كانت هناك أمور كثيرة يطالها الفساد فيما يختص بحياة المواطنين مع عدم ظهور الدولة في الكثير من المؤسسات والوزارات الخدمية، التي يفترض أن يكون لها دور فعال في تقديم الخدمات للمواطن بسهولة ويسر وجودة جيدة".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "على ما يبدو أن تكليف الرهوي كرئيس وزراء للحكومة الجديدة خلفا لـ عبد العزيز بن حبتور والاثنان من المحافظات الجنوبية، حيث صدر قرار بأن يكون بن حبتور عضو في المجلس السياسي الأعلى بعد تركه رئاسة الوزراء".
مهدي المشاط: الأمم المتحدة متورطة في إلحاق الأذى بالشعب اليمني
وأشار الحاج، إلى أنه "يفترض أن تكون الحكومة القادمة وفق ما تم الإعلان عنه سابقا، حكومة كفاءات (تكنوقراط) وأن يغلب عليها الطابع الخدمي والإنساني للمواطن اليمني، ووفقا لما وصل إلينا من معلومات، أنه سيتم تقليص ودمج الوزارات لتصبح 15 وزارة بدلا من 30 وزارة وفق التقسيم الحالي".

الدفاع والأمن

وأوضح المحلل السياسي، "أن حكومة الرهوي ستكون خدمية تنموية في المقام الأول كأي حكومة كفاءات، لكن يستثنى منها الوزارات السيادية التي تتعلق بالدفاع والأمن والخارجية، تلك الوزارات هى المعنية بالتطورات السياسية والعسكرية الخارجية ولها خصوصية في عملها وإن كانت تحت حكومة الرهوي".
مجلس القيادة الرئاسي اليمني يحذر "أنصار الله" من العودة لخيار التصعيد الشامل

ووفق وكالة أنباء "سبأ" التابعة لأنصار الله، أمس السبت، أصدر رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، قرار بتكليف أحمد غالب ناصر الرهوي، بتشكيل حكومة التغيير والبناء" وعزت الجماعة قرار التعيين إلى "الظروف الراهنة ومقتضيات المصلحة الوطنية العليا".

وتأتي ترتيبات تشكيل "أنصار الله" لحكومة جديدة، بعد أشهر من إقالة المجلس السياسي الأعلى المشكل من الجماعة، في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، حكومة "الإنقاذ الوطني" وتكليفها بتصريف الأعمال، وذلك ضمن توجه لتشكيل حكومة كفاءات، في سياق "تغيير جذري" أطلقه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في سلطاتها.
القوات الأمريكية تعلن تدمير طائرتين مسيرتين ومحطة تحكم وثلاثة صواريخ كروز لـ"أنصار الله" في اليمن
ويعاني اليمن للعام العاشر توالياً، صراعاً مستمراً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بـ"الأسوأ على مستوى العالم".
وتسيطر الجماعة، منذ عام 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/آذار 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، بحياة الآلاف، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.

مناقشة