ما هي انعكاسات تطور الوضع الأمني في ليبيا على تونس؟

دخلت الأزمة الليبية منعطفا جديدا على المستوى السياسي والعسكري بعد أن قُتل 9 أشخاص خلال اشتباكات بين مجموعات مسلحة متنافسة في منطقة تاجوراء شرقي العاصمة الليبية طرابلس، ظهر الجمعة الماضية، ما أجج الوضع الأمني في المنطقة.
Sputnik
وتزامنت هذه الاشتباكات مع تحركات عسكرية شهدها الجنوب الغربي لليبيا، نفذتها القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، مقابل "إعلان الطوارئ" من طرف القوات الموالية لحكومة طرابلس، رداً على أي محاولة قد تستهدف قواتها جنوب غربي البلاد.
ويرى العديد من الديبلوماسيين والسياسيين بأن تأزم الوضع في ليبيا سيكون له تأثير سلبي على المشهد التونسي.

ليبيا على مشارف "فوضى"

أفاد الخبير التونسي المتخصص في الشأن الليبي، غازي، معلا لـ"سبوتنيك"، بأن "الوضع الأمني في ليبيا يشهد الكثير من التوتر العسكري وهذا يعود أساسا إلى انعدام الأفق والانقسام السياسي بين حكومتي الشرق والغرب".
وتابع: "الوضع الأمني الليبي تأزم بسبب تدهور الوضع السياسي"، مشيرًا إلى أن "حالة التوتر التي تعيش على وقعها المدينة يجب أن تنتهي وإلا ستتحول إلى صراع مسلح بين مختلف الأطراف السياسية الليبية".
ليبيا تصادر وقودا مهربا إلى تونس عبر معبر "رأس جدير"
وأضاف معلا بأنه "يجري حاليا تحشيد عسكري خاصة من طرف المشير خليفة حفتر، الذي أرسل قواته إلى الجنوب الغربي الليبي، وهو ما زاد فتيلة الحرب".
ويرى الخبير التونسي في الشأن الليبي، بأن "التوتر الذي تعيش على وقعه ليبيا، سيؤثر سلبا على المشهد في تونس، وخاصة على المستوى الأمني وهو ما يستوجب من القوات الأمنية العسكرية في تونس، أن تكون أكثر حرصا وتبذل مزيدا من الجهد لتأمين حدودها مع الشقيقة ليبيا".

انعكاس الوضع الأمني الليبي سلبا على تونس

ومن جانبه، أفاد الخبير في الشأن الليبي، إبراهيم الرفاعي، لـ"سبوتنيك"، بأن "الوضع في ليبيا حاليا يشهد تأزما ومن شأنه أن ينعكس سلبا على تونس وحتى الجزائر".
وتابع الرفاعي: "تونس موقفها ثابت في عدم التدخل في الشؤون الداخلية في ليبيا، وتركت المجال للشعب الليبي لكي يقرر أطره القانونية بما في ذلك الدستور وتنظيم انتخابات تجمع كل الاطراف المتحاربة في ليبيا، للخروج من دوامة الصراع والأزمة إلى مسار ديمقراطي من شأنه أن يبقي على وحدة الأراضي الليبية ووحدة الشعب الليبي".
خبراء يحذرون من تداعيات أزمة معبر "رأس جدير" بين تونس وليبيا
وأشار الرفاعي إلى أن "تونس منذ سنة 2019، كانت قد دعت إلى تنظيم مؤتمر تجمع فيه الفرقاء الليبيين"، مؤكدا أنه "بامكان تونس أن تتدخل في الوضع الراهن وتجدد الدعوة لتنظيم نفس المؤتمر بحضور مختلف الفرقاء"، وأضاف: "بداية استقرار ليبيا يمكن أن تكون من تونس".
وسبق لتونس، في شهر فبراير/ شباط من العام الحالي، بأن نظمت ملتقى دوليا حول الاستقرار في ليبيا، بمشاركة دولية كبيرة.

تونس في حالة "ترصد وترقب"

يرى الديبلوماسي الأسبق عبد الله العبيدي، أن "تونس مطالبة اليوم برصد الأوضاع في ليبيا واكتشاف الثغرات، التي يمكن أن تمرر منها مصالحها".
وأفاد العبيدي بأن "ما يحدث من صراعات سياسية وأمنية في ليبيا، سيؤثر كليا على ثوابت السياسة الخارجية في الإقليم والعالم".
وأشار إلى أن "مساهمة تونس في إعادة اعمار ليبيا، غير مطروحة وبعيدة كل البعد الآن وغير واردة".
وأضاف بأن "إعادة إعمار ليبيا يتطلب العديد من الإمكانيات"، لافتًا إلى أن "تونس ليست في أحسن أوضاعها اليوم على المستوى الاقتصادي".
ليبيا تعلن منطقة حدودية مع تونس "عسكرية" بالكامل
كما أكد عبد الله العبيدي أن "تونس غير قادرة على التحكم في القوى التي تقف وراء الفرقاء الليبين"، مضيفا: "لايمكن لتونس إدارة حوار ليبي ليبي وإيجاد مخرج لهذه الأزمة".
وواصل العبيدي الحديث مع "سبوتنيك"، قائلا: "تونس لم تنجح في تثمين موقعها الاستراتيجي الهام، حيث أن ذلك لا يكون إلا عبر توحيد الجبهة الداخلية أولا".
ومنذ عام 2011، تعاني ليبيا من انقسام مستمر رغم تهيئة دول الجوار للظروف الملائمة من أجل حل الأزمة وإجراء انتخابات تنهي حالة التشتت وتوحد المؤسسات المنقسمة بين الشرق والغرب.
وسبق أن أُجّلت الانتخابات الرئاسية والتشريعية، التي كان من المقرر إجراؤها، في ديسمبر/كانون الأول 20،21 إلى أجل غير مسمّى بسبب الخلافات السياسية المستمرة.
مناقشة