لدراسة إحدى عمليات حدوث التغيرات الوراثية في الجسم (الطفرات)، قام العلماء بإجراء تجارب على تراكم الطفرات. وهذا يجعل من الممكن الحصول على بيانات فريدة عن التغيرات في الجينوم بأكمله (مجمل المادة الوراثية في خلية الكائن الحي) أو جزء منه.
تطوير هذا البرنامج يسمح لنا بإعادة بناء أطياف الطفرة (مجمعات لأنواع معينة من الطفرات)، وهذا ممكن بفضل التحليل التطوري (البحث عن الكائنات الحية ذات الصلة).
يقول بوغدان إيفيمنكو أحد مؤلفي البرنامج، ومهندس في مركز أبحاث الجينوم في جامعة البلطيق الفيدرالية: "لدراسة عوامل وخصائص وعواقب الطفرات والتطور المرتبط بها لمختلف الكائنات الحية، قررنا تطوير أداة قادرة على تقدير قواعد الطفرات على أساس تباين السكان أو الأنواع للتسلسلات المعروفة من قواعد البيانات الحالية وبنوك الجينات".
وأشار إيفيمنكو إلى أن هذه الطريقة في المستقبل ستمكن من دراسة استجابة الكائنات الحية لبيئتها. ومن الممكن معرفة كيفية اختلاف أطياف الطفرة، ومعدلات الطفرة، وأيضا لتحديد سبب الخلافات.
وبالإضافة إلى ذلك، يقول الخبراء، إنه من خلال تحليل عدد كبير من تسلسلات الحمض النووي، يمكن تحديد بعض الأنماط المثيرة للاهتمام.
وأوضح إيفيمنكو أنه "من خلال أخذ جميع تسلسلات جينات الميتوكوندريا الفقارية من قواعد البيانات، وجدنا أن طفرات الحمض النووي للميتوكوندريا في الفقاريات (mtDNA) تختلف قليلاً بين الأنواع وحتى الطبقات، باستثناء الطيور، التي تتمتع بأسلوب حياة فريد واستقلاب مكثف".
وأضاف إيفيمنكو أن المعرفة بمعدل الطفرات تجعل من الممكن بناء أشجار لسلالات أكثر صحة، وتقييم التنوع الجيني للسكان واحتمالية الإصابة بالأمراض الوراثية، وتوضيح عمر أكثر دقة للعينات البيولوجية (الحمض النووي القديم)، وكذلك دراسة آليات الشيخوخة وطرق مكافحتها.
وأكد إيفيمنكو أنه "بمرور الوقت، سيكتشف الناس ما هي العوامل المطفرة التي تؤثر على الحمض النووي للميتوكوندريا، وما يجب القيام به لتقليل هذا التأثير وتقليل عدد الطفرات الجسدية التي تؤثر سلبًا على خلايانا وتؤدي إلى شيخوخة الجسم، وهنا تكمن كل معرفتنا حول كيفية القيام بذلك يتحور حمض الميتوكوندريا، وأن حمض الميتوكوندريا متشابه بين الأنواع، وأنه يمكننا اختيار أي كائن حي لاختبار فرضيات مختلفة".
ووفقا للدراسة المنشورة، يمكن استخدام البرنامج أيضًا لوصف خصائص الطفرات لمختلف الكائنات المسببة للأمراض سريعة التطور (البكتيريا والفيروسات)، والتي من المحتمل أن تساعد في المستقبل في إنتاج اللقاحات.