وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "المقاومة لم تدع يوما أنها تستطيع منع آلة الحرب الإسرائيلية مباشرة أو عن طريق التوازن في التدمير وارتكاب المجازر واغتيال القادة، إنما هي كأي حركة تحرر وطني تسعى لإحداث توازن واستنزاف للعدو، وإعداد القوى في استخدام كافة إمكانياتها المتاحة".
وتابع: "في هذا الإطار جاءت عملية الرد بعد أن تمادى العدو الإسرائيلي على مدى أكثر من 10 أشهر، وتحديدا في الأسابيع الماضية في الاعتداءات، وعبر التصريحات والحرب النفسية، والحديث عن شن الحرب على لبنان، وأن مصيره سيكون مشابها لمصير غزة، لكن المقاومة في تعقلها وصبرها استطاعت استيعاب تهور رئيس الوزراء الإسرائيلي ولم تعطه ذريعة أو فرصة الحرب على لبنان، وكذلك الحرب الشاملة الذي كان الإسرائيلي يتحدث عنها".
وأكد أن "المقاومة اللبنانية أوصلت رسالة مهمة، عبر وصول مسيراتها وصواريخها نحو ضواحي تل أبيب، بأن العمق بالعمق، والتدمير سيعقبه التدمير، ليس في الشمال فقط بل في عمق فلسطين المحتلة، وأن أي تهور إسرائيلي وتوسيع للحرب وعدم إيقاف العدوان على غزة، سيغرقها في وحل لن تستطيع الخروج منه".
ويرى أن "المقاومة ثبتت قواعد جديدة أدت إلى تراجع الإسرائيلي، خاصة عندما سارع المسؤولين الإسرائيليين إلى إبلاغ الدبلوماسيين الغربيين بأن الرد انتهى بالنسبة لهم، بالتالي انتقلت إسرائيل من مسار التصعيد إلى البحث عن مخارج تحفظ لها ماء الوجه لإنهاء الحرب على غزة، والتي لم تستطع حتى اليوم تحقيق أي هدف منها".
وأوضح أن "المقاومة أثبتت أنها تلتزم بالقوانين الدولية، عبر حقن دماء المواطنين والمساعدة والإسناد للمقاومة في غزة، وكذلك بالمبادئ الأخلاقية التي لم يستطع العالم حتى اليوم فرضها على إسرائيل، بالتالي أي تصعيد إسرائيلي سيحرج حلفاء وداعمي إسرائيل في وقت كان الإسرائيلي يريد إحراج محور المقاومة".
وشدد على أن "محور المقاومة لا يريد الحرب، بل هدفه دفاعي ردعي، لكن إذا فرضت هذه الحرب على لبنان، فالمقاومة لا تخشاها وقد أثبتت صلابتها وعقيدتها القوية في مواجهة آلة الحرب التي لم تعد تنفع إسرائيل اليوم".
دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إلى عدم الاكتفاء بهجوم استباقي واحد ناجح، بل البدء في حرب واسعة النطاق مع "حزب الله" اللبناني.
ووفقا له، فإن وزير الدفاع ينتهج "سياسة مدمرة للدولة، ويجر دولة إسرائيل إلى صفقة غير شرعية"، سواء في القتال ضد حركة "حماس" الفلسطينية أو "حزب الله".
وتبادل "حزب الله" اللبناني وإسرائيل الضربات الصاروخية يوم الأحد. وقال "حزب الله" إن أكثر من 320 صاروخا وعشرات الطائرات دون طيار أطلقت، مستهدفة ما مجموعه 11 منشأة عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك تلك الموجودة في مرتفعات الجولان السورية التي تسيطر عليها إسرائيل.
قال نتنياهو إن القوات الإسرائيلية نفذت ضربة استباقية على أهداف لـ"حزب الله" صباح الأحد ودمرت آلاف الصواريخ بعد أن رصدت معلومات استخباراتية استعدادات لضربة على الأراضي الإسرائيلية.
وتأتي الضربة الواسعة التي نفذها "حزب الله" ردا على مقتل القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر في غارة جوية إسرائيلية على مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت.