ويرى القياديان أن إسرائيل قررت حسم الصراع الفلسطيني بالقوة العسكرية، فيما تعد هذه الهجمات استكمالا للعدوان على قطاع غزة، حيث لا يمكن فصل ما يحدث بالقطاع عن الضفة.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن أمس الأربعاء، عن بدء عملية عسكرية واسعة في كل من جنين وطولكرم بالضفة الغربية في فلسطين.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان عبر حسابه على منصة "إكس": "بدأت قوات الأمن الآن عملية لمكافحة الإرهاب في جنين وطولكرم، ضمن منطقة فرقة مناشيه".
تغيير الوضع
اعتبر الدكتور جمال نزال، المتحدث باسم حركة فتح، وعضو مجلسها الثوري، أن إسرائيل تمتلك أهدافا تخريبية من وراء الهجمات على الضفة الغربية، حيث تريد تعكير حياة الشعب الفلسطيني، وتخلق بيئة ضاغطة عليه وتعجزه عن الاستمرار صامدا على أرضه.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، التصعيد الإسرائيلي في مجمله اختياري، ويهدف إلى تغيير الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية، والاستحواذ على المزيد من الأراضي، وتقليص صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية وقضم أراضيها، وتدمير إمكانيتها في الاستمرار سعيا منه لطمس شخصية الحكم الفلسطيني في الضفة الغربية، وإحلال مكانه الاحتلال الإسرائيلي الكامل، وهو من ضمن الأهداف الإسرائيلية غير المعلنة.
وفيما يتعلق بربط الاعتداءات بالضفة بما يجري في قطاع غزة، قال إن "توجهات الإبادة لإسرائيل متماثلة في غزة والضفة، لكن إسرائيل تستخدم أساليب في غزة أكثر فظاعة وعنفا وانفلاتا من قيود القانون، حيث تقول إن في غزة أنواع ثقيلة من الأسلحة تتطلب استخدام الطائرات والزوارق والمسيرات والقصف المدفعي وهذه الأساليب غير مستخدمة من قبل إسرائيل في الضفة الغربية".
وتابع: "اعتمدت الضفة سياسة أخرى للوقاية من إدخال هذه المعدات الإسرائيلية ضد شعب في مجمله أعزل، وهو ما يثبت أن سياسة السلطة الفلسطينية حتى الآن مرتكزة على حرمان إسرائيل من فرصة إدخال أداتها الرابحة، وهي الجيش في كفة الميزان".
وأنهى حديثه قائلًا: "أهداف إسرائيل في فلسطين موحدة وهي التخلص من الشعب وممثليه الرمزيين والسياسيين".
ضرب المشروع الفلسطيني
من جانبه اعتبر تيسير نصر الله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن "الاعتداءات الإسرائيلية على جنين وطولكرم ومخيماتها هي امتداد للعدوان الإسرائيلي المستمر منذ أحد عشر شهرا على قطاع غزة، وتحت حجج واهية".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الحكومة الإسرائيلية تُطبّق خطة حسم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالقوة العسكرية كما دعا لها وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش، وصادقت على خطته الحكومة الإسرائيلية.
ويرى أن هدف التحركات الإسرائيلية في الضفة الآن ضرب المشروع الوطني الفلسطيني، وعدم إتاحة المجال لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس من خلال فرض الوقائع الجديدة على الأرض.
وفيما يتعلق بتوقيت العملية العسكرية في جنين وطولكرم، قال "إنها تأتي وسط انشغال العالم بحرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وعدم الاهتمام بالجرائم التي تجري في الضفة الغربية، وخاصة في مخيمات الشمال التي تتعرض لحملة تدمير وتخريب غير مسبوقة بهدف جعلها غير صالحة للحياة البشرية، في محاولة لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين".
وفي وقت سابق، أفاد مراسل "سبوتنيك"، نقلاً عن مصدر فلسطيني محلي، قوله إنه "سُمع صوت إطلاق نار كثيف في مخيم جنين، وذلك بعد اكتشاف وحدات خاصة إسرائيلية بالقرب من مدخل المخيم".
وقال المصدر إنه "على إثر ذلك، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدينة جنين من حاجز الجلمة، وقامت بإطلاق النار"، مضيفاً أنه "تم إطلاق صفارات الإنذار داخل المخيم وفي محيطه، فيما دارت اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أكدت، أمس الأربعاء، مقتل 11 فلسطينيا خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية، 6 منهم في جنين و5 بطوباس.
ومنذ عملية "طوفان الأقصى"، صعّدت إسرائيل اعتداءاتها في الضفة الغربية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 635 فلسطينيا واعتقال ما يزيد على 10 آلاف آخرين.