وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "هذا الإعلان يعد تحديًا ليس فقط للقرار الفلسطيني، بل لقرارات المجتمع الدولي، الذي أقر بأن حل الدولتين النموذج الأفضل لحل الصراع، لكن إسرائيل انقضت على هذا القرار وتسعى لتفكيك كل ما يتعلق بالجغرافيا الفلسطينية".
وأكد أن "الحديث اليوم لم يعد يدور حول المناطق المصنفة "أ"، "ب"، "ج"، وأين تسيطر فلسطين أو إسرائيل، حيث بدأت دولة الاحتلال بانتهاك السيادة الفلسطينية في كل أماكن الوجود الفلسطيني، ولا تميز ما بين هذه المناطق، حيث سيطرت على أكثر من 70% من المناطق المصنفة "ج"، وفي المرحلة الماضية بدأت بالتسلل في المناطق المصنفة "ب" بحجة المواقع الأثرية".
ويرى أن "اقتحامات إسرائيل المتواصلة للمدن بالضفة الغربية، وإعلانها توسيع العملية العسكرية لتشمل كل المدن الفلسطينية، تهدف من خلفه إسرائيل أن تعلن حكما عسكريا في الأراضي الفلسطينية، وهو اعتداء صارخ على السيادة والمقدرات الوطنية الفلسطينية، كما أنها تريد إنهاء الوجود الفلسطيني".
وأوضح داوود أن "كل ما يحدث يقود إلى فكرة تحقيق هدف إسرائيل بإعدام إمكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل والقضاء على كل رموز الوجود الفلسطيني، وهو جوهر ما تحاول أن تصل إليه إسرائيل، إلى جانب كل الإجراءات الاستيطانية الاستعمارية، عبر مصادرة الأراضي وتوسيع الاستيطان ومنح المستوطنين صلاحيات كبيرة وغير محدودة من أجل السيطرة على الأرض الفلسطينية، في ظل التبادل الوظيفي بين المستوطنين والجيش الإسرائيلي في هذا الصدد".
وتشهد الضفة الغربية عملية عسكرية هي الأكبر والأوسع منذ عملية "السور الواقي"، في عام 2002، وتقول إسرائيل إن "العملية تستهدف مسلحين في جنين وطولكرم وطوباس"، حيث تنشط قوات إسرائيلية كبيرة مع تحليق لمروحيات ومقاتلات.
ويستمر الجيش الإسرائيلي في حملته العسكرية العنيفة على مدن وبلدات الضفة الغربية، فيما حذرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، من امتداد "العنف الإبادي الإسرائيلي" في غزة إلى الضفة الغربية، وقالت في بيان، إن "العنف الإبادي الذي ترتكبه إسرائيل قد يتجاوز غزة ويمتد إلى جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة"، موضحة أن "الفصل العنصري الإسرائيلي يستهدف غزة والضفة الغربية، في إطار عملية شاملة للتصفية والإحلال والتوسع".
وأفاد "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن "حصيلة عمليات الاعتقال في الضفة، منذ إعلان إسرائيل الحملة العسكرية الأخيرة بلغت نحو 130 حالة اعتقال"، مع التأكيد أن "هذه الإحصائية تشمل الحالات المؤكدة لدى المؤسسات فقط، في ظل عدم المقدرة على معرفة حصيلة الاعتقالات النهائية في جنين والتي تقدر بالعشرات، وقد اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني من الضفة بما فيها القدس، منذ السابع من أكتوبر 2023".
وفي اليوم السابع للعملية العسكرية الإسرائيلية العنيفة على الضفة الغربية، ارتفع عدد القتلى منذ بدء العملية إلى 30 مواطنا، بينهم 18 في محافظة جني و5 في طولكرم و4 في طوباس و3 في الخليل، ما يرفع حصيلة القتلى في الضفة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 682 شخصا.