جعجع يطالب بانتشار الجيش في جنوب لبنان وانسحاب حزب الله.. ما دلالات هذه التصريحات وإمكانية تطبيقها؟

في خضم التحركات الدبلوماسية لاحتواء الأزمة في جنوب لبنان، والحيلولة دون اندلاع حرب شاملة، طالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الحكومة اللبنانية بدعوة حزب الله للانسحاب من الجنوب، ونشر الجيش مكانه وإنهاء الحرب.
Sputnik
وقال في تصريحات متلفزة، إن هناك إمكانية لتجنيب لبنان الحرب عبر تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، مؤكدًا أن المُعضلةَ هي أن الحكومة الحالية يُسيطر عليها حزبُ الله.
تصريحات جعجع لم تكن الأولى، حيث سبق وأكد على أن "الوضع في لبنان لا يمكنه انتظار تسوية الوضع في غزة".
وقبل أشهر، قال إن فتح جبهة الجنوب خطيئة كبرى وليس خطأ"، مشددا على ضرورة اتخاذ الحكومة تدابير حاسمة وفورية بشأن جبهة الجنوب، لناحية تطبيق القرار 1701 من طرف واحد، لضمان استقرار لبنان وأمان اللبنانيين.
وطرح البعض تساؤلات بشأن دلالات مطالب جعجع بانسحاب حزب الله من الجنوب، وإمكانية تنفيذها وقبولها من قبل حزب الله، لا سيما في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.

انسحاب مرفوض

‏جعجع: كل الدلائل والتحليلات تقول إن الجنوب اللبناني يتجه إلى حرب شبه كاملة
اعتبر الدكتور حسان الأشمر، الأكاديمي اللبناني، أمين عام الجمعية العربية للعلوم السياسية، أن الحكومة اللبنانية تقوم بواجباتها كاملة لاحتواء التصعيد ودحر العدوان الإسرائيلي على لبنان، والأمر ليس بهذه السهولة كما يطالب البعض، المطلوب وقف العدوان، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، المقاومة تعمل وفق شرعية استمدتها من البيانات الوزارية التي تلتزم بها الحكومة، لذلك الحكومة ليس دورها الضغط على حزب الله وهو جزء من الحكومة، بينما دورها بشكل أساسي الدفاع عن لبنان، والمقاومة في لبنان جزء من هذا الدفاع، وليس مطلوبا أن تنسحب من الأرض اللبنانية، بل أن ينسحب العدو الإسرائيلي.
وشدد على ضرورة الطالبة بتطبيق القرار رقم 1701، وإلزام إسرائيل به، والجانب اللبناني مستعد للالتزام به، مؤكدًا أن هناك من يريد خسارة المقاومة لهذه المعركة من أجل تحقيق مصالح شخصية في لبنان، ووفقا لعلاقاته الغربية، لكن يجب أن توجه الدعوة لإسرائيل للانسحاب وتطبيق القرار الأممي.
ويرى أن حديث خارج هذا الإطار عبثي، وانسحاب المقاومة تعني أن يصبح لبنان بوابة مفتوحة أمام العدو، بيد أن الجيش اللبناني منتشر بالفعل في الجنوب، وله الكثير من المواقع، وسبق وأن تعرض للاعتداءات، لكنه لا يملك الأسلحة لمواجهة إسرائيل.
وقال إن السلاح الأمريكي الذي يتم إرساله للجيش اللبناني، يمنع من استخدامه في وجه إسرائيل، مؤكدًا أن دعم الجيش مطلوب، وهناك ضرورة لإعطائه القدرات وتمكنيه من القيام بواجبه تجاه المقاومة.
وبين أنه لا نية لسحب المقاومة من أرضها، وأن أي تسوية قادمة لا تتضمن وقف الخروقات الإسرائيلية في لبنان برا وبحرا وجوا، لا يمكن للمقاومة القبول بها هذه المرة، في ظل القدرات التي تمتع بها في الوقت الراهن.
وأوضح أن العدو طالما مستمرا في عدوانه، سوف تعمل المقاومة على إدخال طائراتها ومسيراتها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرًا أن أي مطالبات عكس ذلك من أي جهة لبنانية، من شأنه أن يخدم إسرائيل وأمنها، بدلا من الدفاع عن لبنان.

جهود دبلوماسية

جعجع: لا يمكن الانتظار وعلى الجيش الانتشار في الجنوب بدلا من "حزب الله"
بدوره اعتبر المحلل السياسي اللبناني، جورج علم، إن دعوة قائد حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لحزب الله الانسحاب من جنوب لبنان، تأتي في سياق تنفيذ القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن رقم 1701.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذا القرار تطالب الحكومة اللبنانية بوضعه موضع التنفيذ، وهو يعني عدم وجود سلاح لحزب الله ولا بقاء له في الجنوب، حيث ينص على جمع الأسلحة من جميع المليشيات وتصبح الأمور الأمنية للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
وأكد أن القرار 1701 هو محور اهتمام دبلوماسي في هذه المرحلة لوقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، وأيضا لوقف القصف من قبل حزب الله على الداخل الإسرائيلي، وهذه المساعي تحاول وضع القرار موضع التنفيذ، خاصة أن قوات اليونيفيل، قد انتدبت لجنوب لبنان للمساعدة على تنفيذ هذا القرار.
وأوضح أن تنفيذ القرار سيخلق عملا دبلوماسيا كبيرًا لوقف الحرب بين لبنان وإسرائيل، ووضع حالة من الاستقرار طويلة المدى، لا سيما وأن القرار يضمن الأمن والسلام بين الأطراف.
وتستمر المعارك في جنوب لبنان، بين حزب الله من جهة، والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، حيث دخلت يومها الـ 336؛ وازدادت حدة التوترات بعد استهداف الجيش الإسرائيلي الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر
مناقشة