وقال محمود في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، لقد سبقت الزيارة تصريحات من السفير الإيراني في بغداد بشأن ربطه قصف أربيل بــ"الدفاع عن أنفسهم ضد إسرائيل"، وعلى ما يبدو أن السفير الإيراني كان يتحدث في تلك التصريحات عن الفترة التي سبقت زيارة رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني إلى طهران، التي تم استقباله خلالها استقبال زعماء الدول وأجرى محادثات معمقة مع قمة الهرم السياسي في إيران بداية من السيد خامنئي ثم رئيس الجمهورية في وقتها إبراهيم رئيسي ووزراء الحكومة والفعاليات السياسية الإيرانية.
وأضاف الخبير في الشؤون العراقية والكردية: خلال تلك الزيارة التي قام بها رئيس الإقليم تفهمت طهران مصداقية كردستان وعدم وجود تلك الإدعاءات التي أوصلتها بعض الجهات المغرضة التي لا تُكن الخير لا إلى إيران ولا كردستان العراق، وأدرك الإيرانيون أن ما كان يصلهم مجرد إدعاءات وفبركات، لذا في اعتقادي أن تصريحات السفير الإيراني لدى بغداد كانت تتحدث عن تلك المرحلة.
وأشار محمود، إلى أن العراقيين والإيرانيين أثبتوا من خلال اللجان التي تم تشكيلها لتقصي الحقائق ووصلت إلى الإقليم في وقتها، وزيارة الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي أكثر من مرة إلى الإقليم، كذلك كان يأتي الأعرجي بعد سقوط الصواريخ الإيرانية للتحقيق وتقصي الحقائق، كل تلك اللجان والزيارات لم تثبت وجود أي شيء من تلك الادعاءات.
ويعتقد محمود: "أن زيارة رئيس الإقليم قبل أشهر قليلة إلى طهران ودعوته للرئيس الإيراني في وقتها إبراهيم رئيسي لزيارة الإقليم وموافقته على الدعوة، لكن كان القدر أسبق ورحل رئيسي، لكن بعد انتخاب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان والذي قام خلال اليومين الماضيين بزيارة تاريخية للإقليم، حيث استقبله خلال الزيارة السيد مسعود البارزاني في أربيل، واعتبرت الزيارة تاريخية أيضا وفق ما ورد على لسان الرئيس الإيراني نفسه، ما يعني أن مرحلة مهمة من العلاقات بين طهران وأربيل قد بدأت بتلك الزيارة".
بدأ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أول زياراته الخارجية بالعراق الأسبوع الماضي ، وعقد محادثات سياسية في بغداد مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وخلال الزيارة، وقّع الجانبان 14 مذكرة تفاهم، أبرزها الخاصة بتعزيز التعاون التدريبي في مجال الأمن، وتقديم تسهيلات للزائرين الإيرانيين للأماكن الدينية، إضافة للملف الاقتصادي، الذي أخذ حيزا مهما خلال المباحثات الإيرانية العراقية، بالإضافة إلى التجارة المشتركة، وزيادة صادرات إيران إلى العراق بنحو 20 مليار دولار في عام 2027.
أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن "فصلا جديدا من العلاقات مع العراق، قد بدأ مع زيارة الرئيس مسعود بزشكيان"، لافتًا إلى "الطاقات المتوفرة لتطوير العلاقات التجارية مع إقليم كردستان".
وقال عراقجي، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، إنه "خلال زيارتنا للعراق، قال رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، إنه لم يخطر في باله أبدًا أن يُجري حديثا في يوم ما مع الرئيس الإيراني باللغة الكردية"، مؤكدًا أن "هذا الأمر خلق جوًا إيجابيًا خاصًا خلال المباحثات حول القضايا الأمنية والاقتصادية، وأن هذا النوع من التفاعل من قبل رئيس الجمهورية، حقق خلال نصف يوم، عمل سنوات من الدبلوماسية الثقافية والإعلامية"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية - "إرنا".
وأضاف: "يعد إقليم كردستان العراق منطقة جاهزة لتوسيع العلاقات التجارية مع إيران، ويمكن أن تكون مدينة السليمانية بوابة دخولنا إلى تلك المنطقة، والفضاء جاهز جدًا لتوسيع العلاقات مع الإقليم، وقد خلقت هذه الرحلة فصلاً جديدًا مع العراق".
وتابع وزير الخارجية الإيراني: "هذه الأجواء التي تم إيجادها في منطقة الإقليم جاهزة للتواصل على نطاق أوسع، وحدث الشيء نفسه في جنوب العراق وفي مدينة البصرة، حيث شارك شيوخ العشائر بحماس في مراسم كلمة الرئيس مسعود بزشكيان".
وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية، في وقت سابق، أن الحكومة الجديدة للبلاد ستضع خططا لتعزيز العلاقات مع دول الجوار، في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وقال المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، خلال اجتماع مشترك مع رؤساء ممثليات دول الخليج في طهران، إن "تعزيز العلاقات مع دول الجوار، لا سيما المطلة على الخليج، يحظى بأهمية كبيرة"، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وأشار إلى زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العراق، مؤكدًا "إرادة الحكومة الـ14، في التفاعل والتشاور المستمر مع الدول الـ8 المطلة على الخليج".
وأضاف روانجي أن "التقارب الجغرافي والأواصر والقواسم المشتركة بين دول الخليج الـ8 تمهد أرضية للحوار والتشاور بيننا ومن الضروري أن يكون هناك تعاون وتنسيق مستمر بشأن قضايا ذات الاهتمام المشترك".
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، قد أكد أن "التماسك والوحدة هو السير في طريق الحق والعدالة بقيادة قائد الثورة في إطار السياسات العامة للنظام والقانون".
وقال بزشكيان، خلال زیارته مرقد قائد الثورة الإيرانية الراحل آية الله الخميني، إن "الأعداء يحاولون إثارة الخلاف داخل المجتمع الإيراني وبين الدول الإسلامية وعلينا ألا ننخدع"، مؤكدًا أنه "لو كانت الدول الإسلامية متحدة لما تجرأت إسرائيل أو أي جهة أخرى على ارتكاب الحماقات في المنطقة"، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وأوضح بالقول: "لو كانت البلدان الإسلامية متحدة لما تمكّنت أي قوة عالمية من ممارسة الغطرسة سواء أكانت الولايات المتحدة أم أي دولة أوروبية"، موجها الشكر إلى رئيس مجلس الشورى الإيراني ونواب المجلس على منحهم الثقة لجميع الوزراء المقترحين للحكومة الـ14.