بعد تنفيذها عمليات ضد إسرائيل..هل وضعت "المقاومة العراقية" حكومة السوداني في مأزق جديد؟

عادت فصائل المقاومة الإسلامية في العراق إلى استهداف المصالح الأمريكية وأيضا قصف العمق الإسرائيلي بالصواريخ، في الوقت الذي عاد الحديث مجددا من جانب السوداني وحكومته عن عدم الحاجة للقوات الأجنبية في البلاد.
Sputnik
هل تسبب فصائل المقاومة حرجا للحكومة العراقية بعد قصفها لإسرائيل والقواعد الأمريكية مجددا، وما تأثير تلك الاستهدافات ومدى قدرتها على الاستمرار، .ولماذا تحاول إسرائيل إشعال المنطقة؟
بداية يقول مخلد حازم الدرب، الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي: "إن الجانب الأمريكي منذ فترة يعمل على أن يجد نوعا من التهدئة في المنطقة وخاصة في الساحة العراقية، وقد تم مؤخرا استهداف قاعدة عين الأسد ولم يتم الرد عليها".

تأخر الرد الأمريكي

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أن الرد الأمريكي على استهداف قاعدة عين الأسد من قبل الفصائل المسلحة العراقية لم يحدث حتى الآن رغم تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وبعض الشخصيات الأمريكية، بأنهم يحتفظون بحق الرد، لكن هذا الرد لم يأت حتى هذه اللحظة، خلافا لما شهدناه من قبل بأن الرد يقابله رد، خاصة إذا كان الاستهداف لمصالح أمريكية وبها خسائر بشرية كما حدث مؤخرا".
وتابع: "الجانب الأمريكي يعي حجم الخطر الذي قد يهدده داخل الأراضي العراقية وخصوصا في قاعدة عين الأسد وقاعدة الحرير إذا ما قام بهذا الرد، مشيرا إلى أن الوضع في المنطقة غير مستقر".
"حزب الله" يعلن عن دخول مرحلة جديدة عنوانها "معركة الحساب المفتوح"

حرب مفتوحة

وأشار الدرب إلى أن "ما يحدث في جنوب لبنان هو محاولة إسرائيلية لجر لبنان إلى حرب مفتوحة حرب وشاملة، وهذا قد يشعل المنطقة بأكملها، الجانب الأمريكي يحاول الصبر حتى الانتهاء من الانتخابات، لأن أي متغير في الشرق الأوسط في هذا التوقيت قد يؤثرعلى الانتخابات وحظوظ الديمقراطيين فيها، خاصة إذا ما كان هناك قرار من جانب الفصائل بوحدة الساحات وشن حملات بالتبادل أو التعاقب على الجانب الأمريكي والإسرائيلي بالتعاقب".
وأوضح الدرب، "أن الحكومة العراقية لا شك أنها في حرج من عمليات الاستهداف للقواعد والمصالح الأمريكية من جانب الفصائل وتحاول بشتى الوسائل إنهاء ملف تواجد التحالف الدولي كمسمى في البلاد واستبداله بالعلاقات الثنائية والأمنية المستدامة مستقبلا، وضمن تلك العلاقات قد تكون هناك رؤية أخرى للجانب الأمريكي".
نتنياهو: وجهنا ضربات ضد "حزب الله" لم يكن يتخيلها وأعدكم أنه سيفهم الرسالة

منطقة عازلة

وحول الفترات الزمنية الموضوعة لهذا الانسحاب يقول الدرب: "تلك الفترات الزمنية الموضوعة قد تطول وتتجاوز العامين، الجميع اليوم يحاول الإمساك بالعصا من المنتصف خوفا من الدخول في صراع ليست معلومة نهايته، وما يحدث في جنوب لبنان في الأيام القادمة رغم التهديدات التي نسمعها من الجانب الإسرائيلي، بأن إسرائيل تحول دفع حزب نحو نهر الليطاني وخلق منطقة عازلة، وقد يستمر هذا الموضوع لأبعد من ذلك".

تهدئة الفصائل

من جانبه، يقول المستشار العسكري العراقي السابق، صفاء الأعسم، "الولايات المتحدة الأمريكية تعرف جيدا من هى الفصائل العراقية المسلحة التي تتبع القائد العام للقوات المسلحة العراقية أو لديها مشاركة في حكومة السوداني، وفي نفس الوقت هناك فصائل غير مشاركة في الحكومة وليس لها مقاعد في الحكومة ولا تأتمر بقراراتها، بل إن تلك الفصائل تُدعم بشكل مباشر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وغير مسيطر عليها من الداخل".
وأضاف الأعسم في حديثه لـ"سبوتنيك": "يجب أن يكون هناك ردود أفعال من جانب المقاومة تجاه عمليات القتال التي تحدث، وأتصور أن العراق قد بدأ بالفعل في هذا الأمر وبخطوات جديدة، ليس من السهل تماما أن تكون هناك عمليات ضرب مستقبلا بالصواريخ التي هى غير مجدية وغير دقيقة".
"المقاومة الإسلامية في العراق" تعلن استهداف ميناء حيفا في إسرائيل بالطيران المسير
وأشار الأعسم إلى أن "المعارك تحولت اليوم إلى معارك تكنولوجيا معلومات، وبالتالي الجميع يعرف مدى التطور التكنولوجي والتقني العالي الذي وصلت إليه إسرائيل عن طريق الدعم والتوجيه الأمريكي المفتوح، هذا يعني أن فصائل المقاومة أصبحت مكشوفة كليا أمام الجانب الإيراني، وأتصور أن زيارة قآآني إلى العراق كانت بهدف تهدئة الفصائل".

نقاط الخطر

وأكد المستشار العسكري أن "الاختراقات بصورة أكبر للأمن السيبراني سيؤدي إلى حرب إقليمية كبرى أو حرب شبه عالمية في نسختها الثالثة، على اعتبار أن الجانب الروسي أشار إلى أنه في حالة ضرب إيران ستتدخل روسيا، وبالتالي ستتدخل الولايات المتحدة الأمريكية في حالة ضرب اسرائيل، وأتصور أن كل الأطراف لا تريد اليوم الوصول إلى مثل هذه النقاط".
وأشار الأعسم إلى أن "الأمور اليوم أصبحت أكثر وضوحا، وبدأت المعارك بتغيير مسارها والابتعاد عن موضوع الصواريخ من جانب المقاومة، لأن هذا الأمر سوف يتسبب في حرج للسوداني تجاه الأمريكان، لأن هنالك اتفاقية تهدئة موقعة، لكن الأمريكان يتحدثون عن مواقع أمريكية داخل العراق، مشيرا إلى أن ضرب إسرائيل من جانب الفصائل الغير مشتركة بالحكومة لن يسبب أي حرج للسوداني".
"المقاومة الإسلامية في العراق" تتبنى استهداف قاعدة جوية إسرائيلية يوم الاثنين الماضي
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، اعتراض أهداف جوية "مشبوهة" قادمة من جهة العراق، قبل دخولها إلى إسرائيل، بحسب قوله.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه اعترض "هدفين جويين مشبوهين قادمين من العراق دون وقوع إصابات"، مؤكدًا أنهما "لم يخترقا الأجواء الإسرائيلية"، على حد قوله.
وفي السياق ذاته، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن "الدفاعات الجوية اعترضت صاروخي "كروز"، أُطلقا الليلة الماضية، من العراق باتجاه جنوب الجولان".
فيما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، اليوم الأحد، أنه "حسب أحدث تقديرات الجيش الإسرائيلي، تمكن "حزب الله" من إطلاق 24 صاروخا فقط على شمالي إسرائيل، خلال ساعات الليل، وقد اعترضتها الدفاعات الجوية كلها".
ونقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي، أن قطعا كبيرة من الشظايا سقطت في وادي يزرعيل في أعقاب عمليات الاعتراض، ما تسبب في أضرار بإحدى المزارع وإصابة رجل بجروح طفيفة في منطقة أخرى.
وأوضحت أن "الدفعة الأولى من الصواريخ التي أطلقها "حزب الله"، كانت في حوالي الساعة 1 صباحا وشملت 7 صواريخ، والدفعة الثانية قبل الساعة 5 صباحا وعددها 12 صاروخا، أما الدفعة الثالثة بعد الساعة 5 صباحا وكانت 5 صواريخ، وفقًا للجيش الإسرائيلي".
وفي غضون ذلك، أعلن الإسعاف الإسرائيلي أنه عالج 3 أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة سقوط صواريخ في مناطق الشمال، لافتًا إلى أن العديد من الأشخاص الآخرين عولجوا من القلق الحاد أو السقوط أثناء الركض إلى الملاجئ.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن موجاته الكبيرة من الغارات الجوية على لبنان، بعد ظهر أمس السبت وحتى الليل، "أحبطت على الأرجح غالبية عمليات الإطلاق المخطط لها من قبل "حزب الله"، بحسب قوله.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن أنه قصف نحو 290 هدفا، خلال اليوم الماضي، بما في ذلك آلاف منصات الإطلاق والبنية التحتية لـ"حزب الله" في مناطق متعددة من جنوبي لبنان.
مناقشة