كما كشفت وسائل إعلام أمريكية أن نظرية الردع الأمريكي فشلت في مواجهة روسيا والصين في أوروبا وآسيا أيضا.
ويعتمد الردع الأمريكي على النظرية التي طوّرها الاستراتيجيون الأمريكيون خلال الحرب الباردة، التي كانت فعالة ضد القوى النووية.
لكن تلك النظرية أصبحت غير فعالة في التعامل مع القوى غير النووية أو في مواجهة المجموعات والقوى المسلحة غير الحكومية.
تواصل إيران و"حزب الله" و"أنصار الله" استهداف إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة دون أن تنجح واشنطن في التصدي لها.
وفي بعض الحالات التي ترد فيها واشنطن تجد نفسها أمام خيارين هما الانخراط في حروب باهظة التكلفة أو التراجع، وكلاهما يمثل "فشل الردع" بشكل كبير.
ومع مواصلة استهداف إسرائيل بواسطة إيران وحلفاء تزيد احتمالات إشعال حرب إقليمية واسعة تهدد المصالح الأمريكية والإسرائيلية في الشرق الأوسط.
الضعف الأمريكي
تركز النظرية الأمريكية للردع على الردع النووي وقدرتها على توجيه "الضربة الثانية"، لكن هذه الاستراتيجية أثبتت عدم فعاليتها ضد القوى غير النووية.
على سبيل المثال، تعتمد إيران وحلفاؤها على حسابات مختلفة، استنادا إلى صعوبة استهداف الجيش الأمريكي لأهداف عسكرية واضحة يمكنها التأثير على قدرات تلك الجماعات والحد من قدراتها.
ويعني ذلك أنه سيكون من الصعب ردعهم بنفس الطريقة التي تردع بها الدول النووية كما أن هذه الجماعات تعتمد بشكل كبير على إيران التي تستخدم التصعيد لتحقيق مكاسب إقليمية، بحسب التقرير الذي نشرته وسائل إعلام أمريكية.
تغيير استراتيجيات الردع
يقول التقرير إنه يجب على الولايات المتحدة أن تبدي استعدادا أكبر لاتخاذ خطوات أكثر حدة ضد إيران، مثل توجيه ضربات جوية إلى أهداف حيوية إيرانية أو التصعيد ضد قواتها في المنطقة.
ولفت إلى أنه لا يمكن الاكتفاء بملاحقة وكلاء إيران، بل يجب استهداف طهران نفسها لإجبارها على وقف دعمها لهذه الجماعات.
التحديات الاستراتيجية
تواجه الولايات المتحدة معضلة كبيرة بين التركيز على الصين وروسيا كمنافسين عالميين، وبين التعامل مع التحديات الإقليمية في الشرق الأوسط.
بتكلفة زهيدة.. "حماس" و"أنصار الله" تكتبان نهاية استراتيجيات الغرب العسكرية في إسرائيل والبحر الأحمر
28 ديسمبر 2023, 14:00 GMT
ولفت التقرير إلى أن استراتيجية الرئيس الأمريكي جو بايدن العسكرية تركز بالأساس على الصين، لكن تجاهل الهجمات على إسرائيل واستمرار التهديدات في البحر الأحمر قد يؤدي إلى تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة وترك الفرصة لمنافسين مثل الصين وروسيا لتعزيز مواقعهم.
وخلص التقرير إلى أن أزمة "فشل الردع" الأمريكي قد تتفاقم وتؤدي إلى خسائر أكبر على المستوى الإقليمي والدولي وتجعل واشنطن وحلفاءها في مأزق.