ما الرسائل التي بعثت بها دعوة رئيس ولاية بونتلاند عن استعداده للتفاوض مع الحكومة في مقديشو للحفاظ على وحدة البلاد ومنع التقسيم..وهل تطور العلاقات وخاصة العسكرية والاتفاق الثنائي مع مصر بدأ يؤتي ثماره على الأرض؟
بداية يقول عبد الرحمن إبراهيم عبدي، رئيس مركز مقديشو للدراسات بالصومال: " إن إعلان رئيس إقليم بونتلاند سعيد دني استعداده لإجراء مناقشات مفتوحة حول الوضع في الصومال، بطريقة شفافة وحل الخلافات مع الحكومة الفيدرالية في مقديشو، يمثل ضربة قوية للساعين لتفتيت الصومال وتقسيمه من الداخل".
جهد كبير
وأضاف عبدي في حديثه لـ"سبوتنيك": "هذه الدعوة برأيي جاءت نتيجة جهد كبير تبذله جهات سياسية صومالية بهدف تعزيز الجبهة الداخلية، وتحقيق الوحدة الضرورية لمواجهة الخطر الذي يأتي من الخارج".
وتابع: "تلك الدعوة التي أطلقها رئيس ولاية بونتلاند تبعث برسالة واضحة إلى إثيوبيا، مفادها أن الصوماليين يضعون عادة خلافاتهم جانبا حينما يأتي الخطر من الخارج، ويتحدون لهزيمة عدوهم المشترك".
الدعم العسكري
ويعتقد عبدي، أن المساعدات التي حصلت عليها الصومال من مصر، بدأت تأتي أكلها وتطمئن حكام الأقاليم، وتؤكد لهم بأن مصر جادة هذه المرة في مساعدة الصومال لمحاربة الإرهاب وبسط سلطة الحكومة ومدها إلى جميع الأراضي الصومالية".
وأشار رئيس مركز مقديشيو، إلى أن"الأيام المقبلة يتوقع أن تشهد العاصمة الصومالية مقديشو مشاورات مكثفة على مستوى القيادات العليا الصومالية، بما فيهم رئيس ولاية بونتلاند سعيد ديني للاتفاق على موقف موحد حول التطورات الأمنية في منطقة القرن الأفريقي".
قواعد مصرية
ولفت عبدي، إلى أن "دعوة رئيس بونتلاند إلى مفاوضات جادة أنعشت آمال الصوماليون وبددت جزءا من مخاوفهم بشأن إمكانية تحالف بعض الأقاليم الصومالية مع إثيوبيا، وخاصة بونتلاند المتهمة بالحصول على أسلحة من إثيوبيا، وكذلك هناك إمكانية من أن تستضيف بونتلاند قواعد للقوات المصرية التي يتوقع أن تصل إلى الصومال قريبا في حال تمت مصالحة بين الحكومة الفيدرالية و ولاية بونتلاند".
سيادة البلاد
من جانبه يقول عمر محمد، المحلل السياسي الصومالي: "إن أي تفاهم وترتيب للبيت الداخلي الصومالي، من شأنه أن يغلق الأبواب أمام الأطماع الإثيوبية نحو المياه والأراضي الصومالية، ثم إن الخلاف بين الحكومة الفيدرالية و ولاية بونتلاند مجرد خلاف سياسي، وإن كان يتم غالبا في الصومال تسييس كل المواضيع".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "مهما يكن من أمر، فالتفاهم الصومالي-الصومالي، سواء كان بين الحكومة الفيدرالية و ولاية بونتلاند، أو بين الحكومة وولاية جنوب غرب الصومال، التي تبدي مخاوف من الخطة الحكومية لسد الفراغ الإثيوبي، من شأنه أن يعزز الموقف الصومالي، ويلتف حول حماية سيادة البلاد".
وأشار محمد، إلى أن "نبذ الخلافات السياسية وغيرها في وقت المحن والشدائد ليس شيئا جديدا على التاريخ الصومالي المليء بالمواقف المشرفة لجميع الصوماليين والاتحاد أمام التهديدات الخارجية مهما كان وضعهم الداخلي متمزقا ومشتتاً".صومالاند
أعلن رئيس إقليم بونتلاند عن رغبته في الحوار مع الحكومة الصومالية لتجنب الانفصال في خطوة قد تجهض مخططات أديس أبابا الرامية لتفكيك الصومال.
وكشفت مصادر صومالية "أن رئيس إقليم بونتلاند سعيد دني أعلن استعداده لإجراء مناقشات مفتوحة حول الوضع في الصومال، بطريقة شفافة وحل الخلافات مع الحكومة الفيدرالية بحسب "العربية نت".
وأضافت المصادر أن رئيس بونتلاند يرغب في الوصول لمفاوضات جادة تصل لحلول لكافة مشكلات الأقاليم وليس بونتلاند فقط وتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بالعملية السياسة والانتخابات والعشائر محذرا من أن الصومال على وشك التفكك إذا لم تحل تلك الإشكاليات.
وكان وزير الدفاع الصومالي، عبد القادر محمد نور، قد استقبل،الاثنين الماضي، "سفينة الشحن التابعة للقوات المسلحة المصرية والتي تحمل كميات ضخمة من المساعدات العسكرية".
ووفقا للصورة التي نشرها وزير الدفاع الصومالي عبر صفحته على "إكس"، "يظهر الكورفيت الشبحي التابع للقوات البحرية المصرية "سجم بورسعيد" من طراز جوويند خلال مرافقة وتأمين وصول سفينة الشحن المصرية لميناء مقديشو"، وقال وزير الدفاع الصومالي، خلال استقبال السفينة: "نحن نعرف مصالحنا و سنختار بين حلفائنا وأعدائنا".
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد جدد، الشهر الماضي، رفض بلاده لأي تدخل في شؤون الصومال، مؤكدا موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة الصومال على أراضيه، حسبما ذكر أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي، في قصر الاتحادية، نظيره الصومالي حسن شيخ محمود، خلال زيارته الرسمية لمصر لعدة أيام، حيث أُجريت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين، حسبما ذكرت قناة "القاهرة الإخبارية".
وفي يوليو/ تموز الماضي، أعلن الصومال موافقته رسميا على اتفاقية دفاع مشترك مع مصر، وفي أغسطس/ آب الماضي، قال وزير الخارجية الصومالي أحمد فقي، إن الاتفاقية تمكن القوات المسلحة الصومالية من حماية سيادتها بفاعلية أكبر.