دبلوماسي مصري سابق لـ"سبوتنيك": واشنطن شريك لإسرائيل في كل تحركاتها... ووقف إطلاق النار يبدأ من غزة

قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن واشنطن شريك عسكري وسياسي وإعلامي في كل ما قامت به إسرائيل حتى الآن.
Sputnik
وأضاف في مقابلة صحفية مع "سبوتنيك"، أن إسرائيل سترتكب خطأ فادحا، إذا خرقت اتفاقية السلام مع الأردن أو مصر، وإن إقدامها على مثل هذه الخطوة يعني إنهاء 45 عاما من السلام... إلى نص الحوار.
- كيف ترى التطور الخطير بشأن الغزو البري الإسرائيلي للبنان... خاصة أن هناك اتفاقية "دفاع عربي مشترك" منذ العام 1951، كان لبنان من الدول الأوائل الموقعة عليها؟
اتفاقية الدفاع العربي المشترك الموقعة في العام 1951، توقف العمل بها منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وكذلك بين الأردن وإسرائيل، وما تلاها من اتفاقيات سلام بين عدد من الدول العربية وإسرائيل، وبالتالي تغيرت الصورة وأصبحت هناك تحالفات ثنائية أو متعددة بين الدول العربية وبعضها، رغم أن اتفاقية عام 1951 كما هي من الناحية القانونية.
يضاف إلى ذلك جانب آخر، أن بعض الدول العربية على علاقات سيئة بـ"حزب الله" و"حماس"، والبعض يصنفهما ضمن الجماعات الإرهابية، وهو ما أدى إلى الاكتفاء بالناحية السياسية، إلى جانب أن بعض الدول لديها مخاوف من الجانب الإيراني، خاصة دول الخليج.
من هنا يمكن فهم الموقف الحالي الذي اكتفى بالناحية السياسية، دون اتخاذ خطوات أخرى مثل فرض عقوبات اقتصادية وتجارية على الجانب الإسرائيلي.
غانتس: نتنياهو يكذب بشأن إعادة المستوطنين إلى الشمال
التوسع الجغرافي يأتي ضمن أهداف إسرائيل الاستراتيجية... وما نشاهده اليوم يؤكد السعي لاحتلال مساحات جغرافية جديدة... هل تتوقعون ردة فعل مغايرة حال تنفيذ المخطط الإسرائيلي؟
إسرائيل منذ حرب 1967 وهي تعلن، أن الأراضي الإسرائيلية من البحر المتوسط إلى نهر الأدرن، وغيرت اسم الضفة الغربية إلى "يهودا والسامرة"، وبالتالي فهو هدف استراتيجي لإسرائيل، يتمثل في ضم الضفة الغربية في الوقت الراهن، رغم مخالفته للقانون الدولي، فيما يتعلق بسوريا فهي تحتل الجولان، وليس لديها أهداف للتوسع بشكل أكبر، لكن ضرباتها الحالية على الأراضي السورية، تأتي في ظل تخوفها من عمليات الإسناد من الأراضي السورية، كما تتطلع إسرائيل للسيطرة على جنوب لبنان حتى منابع الأنهار التي تصب في بحيرة طبرية، وهو أمر من الصعب تثبيته مع وجود "حزب الله".
رغم تلقي الحزب العديد من الضربات، إلا أنه من الصعب القضاء عليه، نظرا لأنه حزب عقائدي، يقوم على العقيدة والتضحية، ودخول القوات الإسرائيلية للبنان يجعلها في متناول نيران الحزب، وستتلقى إسرائيل خسائر عسكرية وبشرية كبيرة.
الأمر الآخر أن ما يزعمه نتنياهو بتأمين عودة المستوطنين إلى الشمال لن يتحقق حتى إذا سيطرت إسرائيل على مساحة من الجنوب اللبناني، فإن مدى الصواريخ أبعد بكثير من ذلك.
ما زالت واشنطن تتحدث عن الخيار الدبلوماسي لوقف إطلاق النار رغم دعمها لإسرائيل على المستويات كافة...كف ترى ذلك؟
الولايات المتحدة الأمريكية هي شريك عسكري وسياسي وإعلامي لإسرائيل في كل ما قامت به في غزة وما تقوم به في لبنان، وهو ما أعلنه الجانب الأمريكي في أكثر من مناسبة. أما بشأن الحل السياسي فإن الحزب ربط وقف عملياته بوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وهو ما رفضه الجانب الأمريكي، وفي المقابل رفض الحزب طرح "فصل الجبهات"، ولن يغير موقفه حتى وقف إطلاق النار على غزة.
للأسف الولايات المتحدة الأمريكية متفقة مع إسرائيل بشكل قاطع بضرورة القضاء على حركة حماس، ما يعني أنها لن تعمل على وقف إطلاق النار على غزة، والذي يتبعه وقف استهداف السفن من الفصائل في اليمن، وكذلك من جانب "حزب الله".
إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار في لبنان
هل هناك مخاطر تواجه الجبهة الأردنية في المستقبل القريب؟
هناك اتفاق سلام بين الأردن وإسرائيل، وهو ما يجعل من موقف الأردن ومصر في "وضع صعب"، خاصة أن أي أعمال تخرق الاتفاقية ستكون عواقبها صعبة.
كما ذكرت ايضا أن إسرائيل تسعى لضم الضفة الغربية، وهناك نحو 450 ألف مستوطن إسرائيلي، كما أنها تستولي على الأرض الأكثر خصوبة، وتتوسع بشكل كبير في الضفة، بالتزامن مع انشغال العالم بشأن غزة، ومعه يستبعد أن تفكر في أي عمليات تجاه شرق الأردن في الوقت الراهن.
هل يمكن لإسرائيل أن تجرؤ على خرق معاهدة السلام أو إحداث أي أزمات مع مصر مستقبلا؟
سيكون ذلك بمثابة خطأ فادح، حيث يمكن أن ينهي أي خطأ مثل هذا 45 عاما من السلام، وهنا أقول أن إسرائيل لديها نقطة ضعف وتجعلها دولة هشة، وهي "الجانب الأمني"، أي أن المواطن الإسرائيلي لا يشعر بانتمائه للمنطقة والدولة باستثناء يهود المنطقة، ويغيب معه الشعوب بالأمان على المستوى الداخلي.
لم تنجح إسرائيل رغم كل الدعم الغربي الاقتصادي والعسكري أن تندمج في المنطقة، نظرا لما تقوم به من فترة للأخرى، وبالتالي في حال خرق إسرائيل معاهدة السلام مع مصر أو ارتكاب أي أعمال عدائية، فهذا يعني الحرب، وهذه المرة لن تكون حرب ميليشيات.
هل يمكن القول إن إسرائيل عادت لنقطة الصفر بشأن الاندماج في المنطقة؟
رغم أنها لم تعد لنقطة الصفر لكنها خسرت، وعلى سبيل المثال والقياس الموقف في مصر، التي لم يعد فيها أي شخص يرى إمكانية للتعايش مع إسرائيل، إذ يرى الجميع أن إسرائيل دولة استعمارية وذراع للولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وبالتالي هي فقدت التعاطف معها كدولة في الإقليم.
إسرائيل دولة تعتمد على المغالطات، وفي الفترة الأخيرة خلقت كراهية شعبية كبيرة تجاهها، حتى أن سكان إسرائيل الذي جاءوا في السنوات الأخيرة عادوا إلى بلادهم مرة أخرى، وبدأ العالم ينظر لها بأنها مهددة للسلام ولا تحترم القوانين الدولية ولا قرارات مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة.
أجرى الحوار: محمد حميدة
مناقشة