قد يبدو هذا انتصارًا صغيرًا مقارنة بالدماغ البشري، الذي يحتوي على 80 مليار خلية عصبية و100 تريليون سيالة عصبية، ولكنه قفزة هائلة من حيث بدأ علماء الأعصاب في الستينيات، وفقا لدراسة تم نشرها في موقع "ساينس أليرت" العلمي.
إن الرأس الجميل، الذي يمكن لأي شخص الآن أن يطالعه بحرية، لا يزيد حجمه عن بذرة الخشخاش، ومع ذلك فهو يحتوي على 139255 خلية عصبية و50 مليون سيالة عصبية، وينتمي إلى أنثى ذبابة الفاكهة البالغة "دروسوفيلا ميلانوجاستر".
تقول عالمة الأعصاب مالا مورثي، من جامعة برينستون، التي ساعدت في قيادة الفريق: "هذا إنجاز كبير".
ووفقا لها، فإنه "لا يوجد أي مخطط كامل آخر لشبكة دماغية كاملة لحيوان بالغ بهذا التعقيد".
وتتنبأ عالمة الأحياء أنيتا ديفينيني، من جامعة إيموري، والتي لم تشارك في البحث الحالي، بأن هذه الخريطة الجديدة سوف "تحوّل علم الأعصاب الخاص بدروسوفيلا" إلى مكان آخر.
وبدأ العلماء لأول مرة في رسم خريطة توصيلات أدمغة الحيوانات منذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان، وركزت هذه المحاولات الأولية على مخلوق بسيط للغاية، الدودة العمياء عديمة البصر.
ذبابة الفاكهة البالغة هي الخطوة الكبيرة التالية، شبكات دماغها، التي تشكل أساس البصر والحركات المعقدة لمشيها، تشبه تلك الموجودة لدى البشر، ويمكن الآن استكشافها بمزيد من التفصيل أكثر من أي وقت مضى.
ويوضح عالم الأحياء الجزيئي غريغوري غيفيريس، من جامعة كامبريدج، والذي ساعد في قيادة البحث: "تستطيع الذبابات القيام بجميع أنواع الأشياء المعقدة مثل المشي والطيران والتنقل، كما يغني الذكور للإناث".
تضمن الفريق الذي وضع هذا المخطط باحثين من 122 مؤسسة، مع مساهمات رئيسية من جامعة برينستون وجامعة كامبريدج وجامعة فيرمونت.