هل حققت الضربات الإسرائيلية على المواني اليمنية أهدافها؟

أكد الدكتورعبد الستار الشميري، مدير مركز "جهود" للدراسات باليمن، أن "الغارات التي شنتها إسرائيل على الموانىء في الحديدة تهدف إلى إصابه المواطن اليمني في قوت يومه وبنيته التحتية التي هي عصب حياته".
Sputnik
وقال الشميري في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، إن "الضربات الإسرائيلية لموانىء الحديدة، التي هي أهم شرايين الحياة للشمال والجنوب في اليمن، حيث تصل المساعدات والمساندات والإغاثات الدولية والمواد التموينية والبترولية عبر تلك الموانىء، لذا فالاعتداء عليها يعد أخطر من الاعتداء على المنشآت العسكرية بكثير جدا".
وتابع: "أرادت إسرائيل من خلال استهداف موانئ الحديدة لتعاقب اليمنيين بشكل عام على ما تقوم به الجماعة الحوثية (أنصار الله) والتي لا تحسب للأبعاد الإنسانية ولا لرشاقتها الصاروخية التي لا تصيب إسرائيل بإصابات موجعة، إنما تسقط تلك الصواريخ في أماكن فارغة وربما في الصحراء وتسقط شظايا".
"ضربة قاصمة".. "أنصار الله" تنشر مشاهد لاستهداف سفينة نفطية بزورق مسير.. فيديو
وأشار الشميري إلى أن "اليمنيين يدفعون كلفة باهظة لتلك الحماقات الحوثية، فليس هناك تكافؤ بكل تأكيد بين الصواريخ التي يطلقها الحوثيون فتصيب بعض المناطق بشظايا أو تقع في مناطق خالية من السكان، وبين استهدافات إسرائيل لليمن التي أصابت عشرات، وخلفت ورائها مئات من الجرحى والقتلى خلال الضربتين، ناهيك عن خروج ميناء الحديدة عن الخدمة في اشتباك لا ناقة فيه لليمنيين ولا جمل".
وحول السيناريو المتوقع بين "أنصار الله" وإسرائيل، يقول الشميري: "السيناريو المتوقع هو أن المنطقة برمتها دخلت في مرحلة أعلى من التصعيد، فالحرب كانت في منسوبها الأدنى ثم تصاعدت الأمور في لبنان وسوريا واليمن وغزة. أعتقد أن الأمر مرشح الآن أكثر من أي وقت مضى لاشتباك مباشر بين الكيان الصهيوني وإيران، وهما لا شك مشروعين خارج إطار النظام والقانون يعبثون ويتصارعون على مصالح محددة في إطار الشرق الأوسط ومنطقتنا تحديدا".
وشدد مدير مركز "جهود"، على أن "الاشتباك الحالي مرشح للتصعيد أكثر أو لحرب ولو لأيام أو أسابيع معدودة، وهو أكثر ما نراه الآن على الواقع، حيث أن مسرح العملية ووتيرة الهجوم توسع، كما أن الخطوط الحمراء قد كُسر بعضها، ما يعني أن هناك إمكانية لدخول اشتباك حقيقي قد يكون طويلا وقد يأخذ وقتا قصيرا وخاطفا، لكن هناك بوادر ومؤشرات تقول أن هناك اشتباك قادم وأوسع مما هو عليه اليوم".
عضو المكتب السياسي لأنصار الله لـ"سبوتنيك": الحرب مفتوحة مع أمريكا وإسرائيل والقادم من اليمن "مزلزل"
وأعلنت القوات المسلحة التابعة لجماعة "أنصار الله" اليمنية، اليوم الخميس، أن سلاح الجو المسير استهدف هدفا حيويا في يافا بعدد من الطائرات المسيرة من نوع "يافا".
وقال المتحدث العسكري باسم "أنصار الله"، العميد يحيى سريع، إن "العملية في يافا حققت أهدافها بنجاح بوصول المسيرات دون أن يرصدها العدو أو يسقطها"، مؤكدا أنها "تأتي ضمن المرحلة الخامسة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس".
وحيت "أنصار الله"، "الأبطال المجاهدين في جبهات غزة والضفة وكذلك جبهات لبنان والعراق"، مؤكدة استمرارها في تنفيذ عملياتها العسكرية ضد "العدو الإسرائيلي حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، وكذلك وقف العدوان على لبنان".
وأعلنت "أنصار الله"، أمس الأربعاء، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مواقع عسكرية في عمق إسرائيل، وذلك بثلاثة صواريخ مجنحة نوع "قدس-5".
مسؤول في "أنصار الله" يكشف حجم خسائر ميناء الحديدة اليمني جراء الضربة الإسرائيلية
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة التابعة لـ"أنصار الله"، العميد يحيى سريع، إن ذلك جاء "انتصارا لمظلومية الشعبين الفلسطيني واللبناني ودعما للمقاومتين الفلسطينية واللبنانية"، مؤكدا أن "استمرار الدعم الأمريكي والبريطاني للعدو الإسرائيلي يضع المصالح الأمريكية والبريطانية في المنطقة تحت دائرة النار".
وأضاف أن "القوات المسلحة اليمنية لن تتردد في توسيع عملياتها العسكرية ضد العدو الإسرائيلي ومن يقف خلفه حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة وكذلك وقف العدوان على لبنان".
وبارك المتحدث العسكري لأنصار الله، "عملية الوعد الصادق الإيرانية الثانية ضد إسرائيل"، مؤكدا استعداد القوات اليمنية للمشاركة في أية عمليات عسكرية مشتركة ضد إسرائيل انتصارا للشعبين الفلسطيني واللبناني وردا على أي عدوان إسرائيلي يطال جبهات الإسناد".
كما أعلنت "أنصار الله" الثلاثاء الماضي، تنفيذ 3 عمليات عسكرية استهدفت سفينتين انتهكتا حظر الدخول إلى موانئ إسرائيل، وتحقيق إصابات مباشرة.
مصدر لـ"سبوتنيك": غارات إسرائيلية تستهدف مدينة الحديدة غربي اليمن بما في ذلك الميناء والمطار...فيديو
وتشن جماعة "أنصار الله" منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، هجمات بحرية تقول إنها تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل وأمريكا وبريطانيا أو المتجهة إلى المواني الإسرائيلية، دعماً للفصائل الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكدةً ارتفاع عدد السفن المستهدفة حتى 22 آب/ أغسطس الماضي إلى 182 سفينة.
وفي العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلنت "أنصار الله" أنها ستساند الفصائل الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بهجمات صاروخية وجوية و"خيارات عسكرية أخرى"، حال تدخل أمريكا عسكرياً بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في القطاع.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية في 26 آذار/ مارس 2015 عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
مناقشة