الخارجية الروسية: موسكو تحدث عقيدتها النووية حتى لا يكون لدى خصومها أوهام بشأن أمنها

أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، اليوم الثلاثاء، أن روسيا تعمل على تحديث عقيدتها النووية حتى لا يكون لدى خصومها أوهام بشأن استعداد موسكو لضمان أمنها بكل الوسائل المتاحة.
Sputnik
وقال غروشكو لوكالة "سبوتنيك": "نحن نأخذ بعين الاعتبار مجمل العوامل، التي تؤثر على الاستقرار الاستراتيجي وأمننا وقدرتنا الدفاعية. وتحقيقا لهذه الغاية، نقوم بتحديث أساسيات سياسة الدولة في مجال الردع النووي حتى لا يتوهم الخصوم بشأن استعدادنا لضمان أمن روسيا بكل الوسائل المتاحة".

ووفقًا له، سواء من الناحية المفاهيمية أو السياسية أو العسكرية التقنية، فإن "الدول المسلحة نوويًا في حلف الناتو، والكتلة نفسها التي أعلنت عن نفسها نووية، في طريقها إلى زيادة دور الأسلحة النووية في استراتيجية الحلف".

وأشار إلى أن الأمين العام السابق لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، تحدث منذ فترة عن تحديث الأسلحة النووية، بما في ذلك القنابل الأمريكية المتمركزة في الدول الأوروبية.

وتابع: "لقد أطلق الناتو العنان لحرب هجينة يشنها ضدنا ويشنها علينا، حيث الأوكرانيون هم المادة الرئيسية المستهلكة، فدول الحلف تزود نظام زيلينسكي بأسلحة بعيدة المدى بشكل متزايد، وترسل مستشاريها، وتشارك في التخطيط للعمليات، وتوفر المعلومات الاستخبارية. كل هذا يزيد من مخاطر الصدام العسكري المباشر بين روسيا والناتو".

وأضاف: "أي خفض للتوترات يمكن أن نتحدث عنه عندما يصنف الناتو في وثائقه الاستراتيجية روسيا على أنها التهديد الأهم والمباشر لأمن الدول الأعضاء في الحلف ويستعد في تعزيزاته العسكرية للصدام مع بلدنا؟".
وأشار إلى أن "روسيا والناتو لديهما خطوط ساخنة، ويجري وزيرا الدفاع الروسي والأمريكي حوارًا، ولكن هذه القنوات مخصصة لحالات الطوارئ، أكثر من إيجاد سبل للحد من التوترات".
العملية العسكرية الروسية الخاصة
الكرملين: تعديل العقيدة النووية الروسية ضروري بالنظر إلى تصعيد التوترات قرب الحدود الروسية
وأجاب غروشكو، رداً على سؤال حول كيف تنظر موسكو لمناقشات دول الناتو حول رفع القيود المفروضة على استخدام كييف للصواريخ بعيدة المدى لضرب عمق الأراضي الروسية: "لقد حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موقف روسيا من هذه المسألة بشكل شامل، ففي نهاية المطاف، من الواضح أن الأوكرانيين لا يمكنهم استخدام هذه الأسلحة بأنفسهم. وهذا من شأنه أن يغير طبيعة الصراع ذاته".

وأكد بالقول: "لم يعد أعضاء الناتو يخفون حقيقة أنهم يستعدون لصدام مسلح محتمل مع روسيا، وقد تمت الموافقة على خطط الدفاع الإقليمية، وتمت صياغة مهام محددة لجميع القيادات العسكرية في التكتل، وهناك عمل مستمر على وضع خيارات محتملة للعمل العسكري ضد روسيا".

وأشار إلى أنه في الوقت نفسه، يقوم حلف شمال الأطلسي "باختبار الطرق اللوجستية لنقل القوات والأسلحة عبر المحيط الأطلسي إلى الجناح الشرقي، وكذلك نشر مستودعات الأسلحة ووحدات القوات الأجنبية هناك".
وذكّر نائب وزير الخارجية الروسي، بأنه في سيناريو المناورات الأكبر منذ نهاية الحرب الباردة، "المدافع الصامد"، التي جرت في الفترة من 22 يناير/ كانون الثاني إلى 31 مايو/ أيار الماضيين، "ولأول مرة، لم يتم استخدام دولة وهمية بل روسيا كخصم".
وأكد أن "الحديث مع روسيا بلغة القوة لا جدوى منه"، وأشار إلى أنه " ليست روسيا، بل حلف شمال الأطلسي هو الذي سلك طريق المواجهة، لقد تخلى الناتو عن الحوار معنا والبحث المشترك عن سبل للرد على التهديدات الحقيقية وليس الوهمية. السياسة الهادفة للتحالف هي التي أدت إلى أزمة واسعة النطاق للأمن الأوروبي، وتدمير الأدوات التي تضمنها".

وأشار غروشكو، في حديثه لوكالة "سبوتنيك"، إلى أن "احتمال انضمام أوكرانيا إلى الناتو هو مشروع جيوسياسي بحت، تفرضه الولايات المتحدة على حلفائها"، ووفقا له فإن "العديد من الأوروبيين أعربو عن مخاوفهم من أن يؤدي التكامل الأوروبي الأطلسي لأوكرانيا إلى تدمير بقايا الهيكل الأمني ​​الأوروبي فحسب، بل سيدفن التحالف نفسه تحت أنقاضه أيضًا".

واكد أن التصريحات بشأن تحرك كييف، التي لا رجعة فيها نحو عضوية الناتو، ضرورية للحفاظ على أوكرانيا، باعتبارها طرفًا في الحرب الهجين ضد روسيا.
بعد الإعلان عن احتمال تعديل "العقيدة النووية".. معلومات عن الترسانة الذرية الروسية
ووفقا له، فإن "الوضع الأمني كان ​​سيبدو مختلفا لولا رغبة حلف شمال الأطلسي في جذب أكبر عدد ممكن من الدول إلى صفوفه بأي ثمن".
وقال: "لو توقف الناتو عند حدود أودر نايسه، كما وعدت القيادة السوفيتية، لكانت منطقة الاتصال الوحيدة بين روسيا والكتلة هي الحدود في منطقة كيركينيس (النرويج) بطول يزيد قليلاً عن 100 كيلومتر".
الخارجية الروسية: روسيا تتبع نهجا مسؤولا بشأن تعديل عقيدتها النووية
واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق، خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي، بشأن الردع النووي، مناقشة القضية المتعلقة بتحديث أسس سياسة الدولة في مجال الردع النووي.
وقال بوتين إن روسيا تحتفظ بالحق في استخدام الأسلحة النووية في حالة العدوان، بما في ذلك إذا كان العدوان، باستخدام الأسلحة التقليدية، يشكل تهديدا خطيرا للسيادة، وأضاف أنه من المقترح اعتبار العدوان من جانب دولة غير نووية بمشاركة دولة نووية بمثابة هجوم مشترك على روسيا الاتحادية.

وتعتقد روسيا أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تتعارض مع التسوية، وتشرك دول حلف شمال الأطلسي بشكل مباشر في الصراع و"تلعب بالنار".

وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفا مشروعا لروسيا. ووفقا له، فإن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي متورطان بشكل مباشر في الصراع، بما في ذلك ليس فقط من خلال توفير الأسلحة، ولكن أيضًا من خلال تدريب الأفراد في بريطانيا العظمى وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى.
وصرح الكرملين أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة من الغرب لا يساهم في المفاوضات وسيكون له تأثير سلبي.
الخارجية الروسية: قوات كييف تستخدم بشكل منهجي المواد الكيميائية السامة ضد الروس
الكرملين: تعديل العقيدة النووية الروسية ضروري بالنظر إلى تصعيد التوترات قرب الحدود الروسية
لافروف: روسيا تعمل على توضيح عقيدتها لاستخدام الأسلحة النووية
موسكو تعلن احتمال إدخال تعديلات على العقيدة النووية الروسية
مناقشة