وشملت الدراسة التي نشرتها مجلة "نيتشر"، ما يقرب من 960 فأرا، تتغذى على أنظمة غذائية منخفضة السعرات الحرارية، أو تخضع لنوبات منتظمة من الصيام، وتبيّن أن مثل هذه الأنظمة، تسبب بالفعل فقدان الوزن، والتغيرات الأيضية ذات الصلة، لكن عوامل أخرى - بما في ذلك الصحة المناعية والجينات والمؤشرات الفزيولوجية للمرونة - تبدو أنها تفسر بشكل أفضل، الارتباط بين خفض السعرات الحرارية وزيادة العمر.
ويقول غاري تشرشل، عالم الوراثة للفئران في مختبر جاكسون، في مدينة بار هاربور، الذي شارك في الدراسة، "التغيرات الأيضية مهمة، لكنها لا تؤدي إلى إطالة العمر".
بالنسبة للعلماء المطلعين على الدراسة، فإن النتائج تؤكد الطبيعة المعقدة والفردية لرد فعل الجسم، على تقييد السعرات الحرارية، حيث قال جيمس نيلسون، عالم الأحياء والشيخوخة في مركز العلوم الصحية، بجامعة تكساس: "إنها تكشف عن مدى تعقيد هذا التدخل".
ولقد عرف العلماء منذ فترة طويلة، أن تقييد السعرات الحرارية، وهو نظام من القيود الطويلة الأمد على تناول الطعام، يطيل العمر لدى حيوانات التجارب، وقد أظهرت بعض الدراسات، أن الصيام المتقطع، الذي ينطوي على نوبات قصيرة من الحرمان من الطعام، يمكن أن يزيد أيضا من طول العمر.
ولمعرفة المزيد حول كيفية عمل مثل هذه الأنظمة الغذائية، راقب الباحثون صحة وطول عمر الفئران، التي يتميز كل منها وراثيًا، بأنه مأخوذ من مجموعة متنوعة تعكس التنوع الجيني الموجود في البشر.
وقد تم وضع بعض الفئران على أنظمة غذائية محدودة السعرات الحرارية، واتبعت مجموعة أخرى أنظمة صيام متقطعة، وسُمح للبقية بتناول الطعام بحرية.
أدى خفض السعرات الحرارية بنسبة 40%، إلى أطول فترة عمر، ولكن الصيام المتقطع وتقييد السعرات الحرارية الأقل شدة أدى أيضا إلى زيادة متوسط العمر، كما أظهرت الفئران التي تتبع نظاما غذائيا تغييرات أيضية مواتية، مثل انخفاض مستويات الدهون في الجسم والسكر في الدم.
ولدهشة المؤلفين، كانت الفئران التي فقدت أكبر قدر من الوزن على نظام غذائي محدود السعرات الحرارية، تميل إلى الموت في سن أصغر من الحيوانات التي فقدت كميات متواضعة نسبيًا.