مجتمع

اكشتاف حمض نووي بشري في أنياب أسود يسلط الضوء على مأساة إنسانية

شهدت منطقة تسافو في كينيا، عام 1898، حادثة مرعبة لفها الغموض لسنوات، عندما أمضى أسدان في غابة قريبة شهورا بإرهاب العمال، الذين كانوا يبنون جسراً للسكك الحديدية عبر نهر "تسافو"، حيث وقع العديد منهم كوجبة شهية بين أنياب الأسدين.
Sputnik
وبدأت تفاصيل حادثة الأسود "آكلا لحوم البشر"، تتوضح مع وصول المقدم جون هنري باترسون، الضابط المشرف على مشروع ربط المناطق الداخلية من كينيا وأوغندا بخط سكة حديدية، والذي شكك في اختطاف عاملين على يد الأسود في بادئ الأمر، لكنه اقتنع بعد أسابيع عندما لقي أونجان سينغ، الضابط العسكري الهندي الذي كان يرافقه، مصرعه كفريسة لهما.

وهاجمت الأسود بعد فترة جزءًا آخر من المخيمات التي يسكنها عمال السكة، بعدها شن باترسون حملة طويلة لقتل الجناة، انتهى الأمر بقتله للأسدين، في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه، واحتفظ باترسون ببقايا الأسود، وباعها إلى متحف "فيلد" للتاريخ الطبيعي في شيكاغو.

مجتمع
مشهد نادر رصده العلماء لحبار "غريب الأطوار" في قاع المحيط الهادئ... فيديو
وللتأكد من صحة الحادثة، قام باحثون من الولايات المتحدة وكينيا، بعد قرن من الزمن، بالتحقيق في شعيرات حيوانية عالقة في أسنان الأسود المعروضة في المتحف، باستخدام التطورات الحديثة في تقنيات تسلسل وتحليل الحمض النووي القديم والمتدهور.

وقال عالم البيئة توماس غنوسك، مدير مجموعات المتحف: "بالفعل حدد تحليل الحمض النووي للشعر العالق في تجاويف الأسنان المكشوفة أنها تعود لأنواع من الزرافات والإنسان والمها والظباء المائية والحيوانات البرية والحمار الوحشي".

واعتقد العلماء بأن الأسود كانت تصطاد البشر على وجه التحديد بسبب الأسنان التالفة، والتي ربما جعلت من الصعب إخضاع الفرائس الأكبر حجمًا، علاوة على ذلك انتشار مرض الطاعون الذي أدى إلى نفوق العديد من الحيوانات البرية في تلك الفترة.
مجتمع
علماء يكتشفون مئات الفيروسات الجديدة في رؤوس الدش وفرش الأسنان

وبدافع مهني وأخلاقي، اختار الباحثون عدم إجراء مزيد من التحليل لشعر الإنسان العالق في فك المفترسين، خشية أن يكون هناك أحفاد للضحايا المحتملين لا يزالون في المنطقة.

ويشار إلى أن عدد القتلى النهائي للأسود لا يزال غير واضح، لكن بعض التقديرات تؤكد أن عدد الضحايا يصل لنحو 135 شخصا، بحسب مقال منشور في مجلة "sciencealert" العلمية.
مناقشة