وكان المبعوث الأممي قد أحاط مجلس الأمن خلال جلسته، أمس الثلاثاء، بمستجدات الوضع في اليمن وتطورات جهود السلام، وتطرق إلى "هجمات "أنصار الله" على إسرائيل والبحر الأحمر، والغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل في اليمن".
وقال: "إن هذا التصعيد المتبادل يُعرض آمال السلام والاستقرار للخطر، ويشغل التركيز بعيدًا عن الحاجة الملحة لمعالجة الأزمة الداخلية في اليمن".
وأكد المبعوث الأممي "أن التصعيد العسكري في الشرق الأوسط يهدد بالخروج عن نطاق السيطرة، خاصة وأن اليمن جزء من هذا التصعيد ويخاطر بالانجرار إليه أكثر"، مشيرا إلى أن "الحل السلمي في اليمن هو السبيل الأكثر قابلية للتطبيق للمضي قدمًا، وهو قابل للتحقيق، والشعب اليمني يحتاج إلى دعم دولي مستدام وموحد".
فهل تتوقف أنصار الله عن إطلاق الصواريخ والمسيرات على البحر الأحمر وإسرائيل وما تداعيات الاستمرار؟
بداية يقول العميد عزيز راشد، الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني: "إن ما قاله المبعوث الأممي لليمن، هانس غروندبرغ، خلال التقرير الذي تقدم به لمجلس الأمن، يؤكد أن ما يقوم به يتم بإيعاز أمريكي وصهيوني لممارسة ضغوط على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وبالتالي هذه التصريحات جوفاء ولا أهمية لها أو لمجلس الأمن".
تصريحات جوفاء
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "تلك التصريحات الجوفاء والتي تمثل تحريضا على اليمن واليمنيين، أي أنها تُعرض الأمن والسلم الدوليين للخطر والحروب والإجرام، وتؤكد أن ما يجري الآن في المنطقة من خراب ودمار وعربدة إسرائيلية وضرب لسوريا ولبنان وإيران واليمن وغيرهم، هو نتاج طبيعي لسياسة الكيل بمكيالين، لذلك لا نرى أهمية لتلك التصريحات".
وتابع راشد: "ما يقوم به اليمن هو واجب إنساني وتطبيق لقرارات الأمم المتحدة حول منع العدوان ورفع الحصار عن غزة بعد رفض الكيان الصهيوني لكل القرارات الدولية، بالتالي واجبنا الإنساني والعروبي والقومي هو أن نقوم بمحاصرة الكيان الصهيوني وتسديد ضربات ضده".
مستقبل الصراع
وحول مستقبل الصراع الدائر الآن في المنطقة يقول راشد: "إن الأمريكان والصهاينة قالوا إن اليمنيون لا يترددون عن قصف أي أماكن، فإذا قام العدو الصهيوني بأي إجرام جديد في غزة أو لبنان سوف نوجه له ضربات في أماكن حساسة واستراتيجية ولن نتردد عن استهدافها، ونحن لن نخسر شيئا من القيام بتلك الضربات، بعد أن شاهدنا العالم لا يكترث بقتل الأطفال (الخُدّج) والشباب والشيوخ والنساء".
وأكد راشد: "أن الصهاينة يعرفون جيدا أن نهايتهم قريبة وحتمية وفق ما بشرت به كل العقائد السماوية، بأن عمر هذا الكيان لن يتجاوز القرن من الزمان بأي حال من الأحوال، وهذا الكيان تم زرعه من أمريكا والغرب لتنفيذ أجنداتهم وقطع الطريق على دول كبرى من التعاون والشراكة مع دول المنطقة"، وفق قوله.
التصعيد مستمر
من جانبه يقول عبد العزيز قاسم، القيادي في الحراك الجنوبي باليمن: "على ما يبدو أن التصعيد مستمر في اليمن ولن يتوقف باعتبار أن الحرب أساسا شملت المنطقة، ليس من اليوم بل منذ بدايتها على مستوى المنطقة وليس اليمن، وبالتأكيد كان لها تأثيراتها وتداعياتها وانعكاسها على المنطقة برمتها".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": " فيما يتعلق بتقرير المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ وتقديمه لمجلس الأمن، بالفعل هناك تخوف من توسع الحرب بعد أن كانت إسرائيل تهدد بذلك، على العكس الآن يبدو أن المبعوث الأممي يحذر من تداعيات الحرب، خاصة وأن أنصارالله لن يتوقفوا عن العمليات العسكرية في البحر الأحمر، وإن كانت قد توقفت في الأيام الماضية، لكنه ليس توقف يوحي بالتسليم، بل لأخذ نفس يلحقه ضربات كبيرة أكثر شمولية ودقة".
وتابع قاسم: "بطبيعة الحال سوف يستمر أنصار الله في العمليات العسكرية بأكثر مما كانت عليه، الأمر الذي أثار مخاوف المبعوث الأممي ودفعه للتحذير من التطورات القادمة، ويحاول الآن حشد المجتمع الدولي للضغط على أنصار الله، وكذلك التخوف من التطور في المجال العسكري على صعيد الجبهة اللبنانية ومحيطها".
الحرب على غزة
وأشار القيادي الجنوبي إلى أن" مجلس الأمن الدولي لن يتغير دوره ولن يخرج عن السياق المرسوم كما في السابق، بالدعوة إلى التهدئة وأحياء السلام وكل ذلك محفوف بالمخاطر".
وأوضح قاسم، "أن إسرائيل بدأت أكثر تخوفا وخشية ومن الطبيعي أن يأتي دور الأمم المتحدة التي لطالما لم تعر أي اهتمام للقرارات الأممية، أنصار الله سوف تستمر في العمليات العسكرية ولن تتوقف إلا بتوقف الحرب على غزة ولبنان وهو ما تصر عليه منذ إعلانها دخول المعركة سواء في الأراضي المحتلة أو البحر الأحمر".
وأكدت "أنصار الله"، حينها، أنها اعتقلت أعضاء في "شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية" يعملون تحت ستار المنظمات الإنسانية، وهي اتهامات نفتها الأمم المتحدة بشكل قاطع.
وتسيطر "أنصار الله"، منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 من مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.