وأوضح أبي رعد، في مقابلة عبر"سبوتنيك"، أن "حوالي 60 ألف جندي إسرائيلي يتمركزون عند الحدود اللبنانية دون أّي خطوات لبدء هجوم بري"، مؤكّدًا أنّ "الجيش الإسرائيلي يحجم عن أي عمليات عسكرية بسبب المقاومة التي واجهها والخسائر التي تكبدها".
وتطرق العميد إلى "الكمائن التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي في منطقتي كفركلا والعديسة، مما يمنع تنفيذ عملية عسكرية برية واسعة في لبنان"، موضحًا أنّ "البنية العسكرية لحزب الله عند الحدود جاهزة لأي سيناريو، ولم تتأثر بشكل كبير".
وبخصوص الأهداف الإسرائيلية، ذكر أبي رعد أنّ "الجيش يسعى للسيطرة على الوديان والمعابر المؤدية إلى خطوط القعر، وعمق 2 إلى 3 كيلومترات من نهر الليطاني، بالإضافة إلى السيطرة على التلال الحاكمة لضمان تفوقه في الإشراف بالنظر والنار".
وأشار العميد إلى الأحداث الأخيرة، حيث "حاول الجيش الإسرائيلي السيطرة على بلدة القوزح، لكنه تعرض لكمين كبير، ولم يعلن حتى الآن عن حجم خسائره البشرية في هذه العملية"، معتبرًا أن "استخدام الطيران الحربي يدل على شراسة القتال، حيث يكشف عن خسائر كبيرة تضطره للتراجع".
وفي سياق آخر، أكد أبي رعد أنّ "جيش الاحتلال يهدف إلى قطع كل التواصل بين سوريا ولبنان لعدة أسباب، منها قطع التمويل عن "حزب الله"، لكن الحزب يستعد لهذه المرحلة على مدى 18 عامًا، كما يسعى للضغط على الدولة اللبنانية فيما يتعلق بالنازحين، وخلق فتنة داخل لبنان من خلال قصف مناطق غير متورطة في الصراع والتي تحتوي على نازحين".
واختتم العميد بتسليط الضوء على "الطبيعة الجغرافية الوعرة لجنوب لبنان، والتي توفر مخابئ طبيعية لحزب الله، مما يدفع الجيش الإسرائيلي لقصفها لإحداث أكبر قدر من التدمير الممكن". وأشار إلى أنّ "مشهد الطائرات الحربية F-16 التي تضرب هذه المناطق، إلى جانب استخدام البوالين الحرارية، كان يهدف إلى فك الاشتباك ومساعدة القوات التي وقعت في الكمين".
يأتي ذلك فيما يتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
ويرد "حزب الله" بهجمات صاروخية تستهدف في المقام الأول شمال إسرائيل، لكن نطاق الهجمات الصاروخية زاد بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة. وفي كل يوم، يتم تسجيل عشرات الرشقات الصاروخية باتجاه الأهداف العسكرية والمناطق المأهولة بالسكان الإسرائيليين، والتي يتم خلالها إصابة المباني السكنية، مما يؤدي إلى وقوع إصابات.