ونوّه سليم، في بيان له، "بقرار دول الاتحاد الأوروبي الـ16 التي تشارك في قوة "اليونيفيل" العاملة في الجنوب، بالاستمرار في قيامها بمهماتها، وذلك على رغم الاعتداءات التي تتعرض لها مواقعها في القرى القريبة من الحدود والتهديدات التي تطلقها إسرائيل ضدها".
واعتبر وزير الدفاع اللبناني أن "قرار الدول الأوروبية يؤكد رغبة دولية واضحة في العمل على المحافظة على دورها المحدد بقرار لمجلس الأمن لا يمكن تعديله إلا بقرار الدول الأعضاء وليس بإرادة هذا العدو، الذي ساءه أن تبقى هذه الدول شاهدة حية من خلال جنودها، على الجرائم التي يرتكبها في لبنان والتدمير الممنهج والمقصود لقرى وبلدات آمنة يسقط فيها يوميا أبرياء فيما يتشرد أهلها خارج منازلهم وتحرق ممتلكاتهم ومصادر رزقهم".
وجدد سليم التأكيد على "تمسك لبنان ببقاء القوات الدولية في الجنوب لتتعاون مع الجيش اللبناني المنتشر معها في تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته، الذي أعلن لبنان مرارا التزامه تطبيقه بعد وقف النار، فيما تمتنع إسرائيل عن التجاوب مع الإرادة الدولية بوقف حربها الإجرامية على لبنان".
وتصاعدت التوترات بين إسرائيل وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في جنوب لبنان، حيث دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى سحب الجنود الأمميين من مناطق القتال التي تشهد نشاطا لـ"حزب الله".
وفي رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال نتنياهو إن "الوقت قد حان لسحب قوات اليونيفيل من معاقل حزب الله ومن مناطق القتال".
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي طلب مرارا وتكرارا هذا الإجراء، لكن تم رفض الطلب، مما يعزز استخدام حزب الله لهذه القوات كـ"درع بشري"، على حد وصفه.
وأضاف نتنياهو، في تصريح بالإنجليزية، مخاطبا غوتيريش: "يجب عليكم إخراج قوات اليونيفيل من مناطق الخطر فورا"، حسبما أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
واختتم نتنياهو تصريحه، قائلاً إن "الطريقة البسيطة والوحيدة لضمان سلامتهم هي إخراجهم من منطقة الخطر"، داعيًا القادة الأوروبيين إلى توجيه انتقاداتهم لـ"حزب الله"، وليس لإسرائيل، لاستخدام اليونيفيل كـ"درع بشري".
وكانت قوات "اليونيفيل" قد أعلنت، في وقت سابق، عن تعرض مواقع عدة تابعة لها، بما في ذلك مقر القيادة في الناقورة، لهجمات إسرائيلية، ما أسفر عن إصابة عدد من جنودها.
يأتي ذلك فيما يتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
ويرد "حزب الله" بهجمات صاروخية تستهدف في المقام الأول شمال إسرائيل، لكن نطاق الهجمات الصاروخية زاد بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة. وفي كل يوم، يتم تسجيل عشرات الرشقات الصاروخية باتجاه المناطق المأهولة بالسكان الإسرائيليين، والتي يتم خلالها إصابة المباني السكنية، ما يؤدي إلى وقوع إصابات.