وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، بأن "الأهداف العشرة تتمثّل في أن روسيا نجحت في تجاوز العقوبات الغربية من أمريكا وأوروبا، والتي تجاوزت 14 ألف عقوبة، وأن مجموعة "بريكس" قوية، وأن روسيا تعمل على خطط لتطوير الشراكات مع دول البريكس في السياسة والأمن، وأن اقتصاد المجموعة أو التكتل قوي ويتنامى، ومؤشراتها الاقتصادية تفوق "مجموعة السبع"، ودول التكتل تتعاون بنجاح مع بعضها البعض وتنفذ مشاريع مشتركة"، مشيرا إلى أن "إجمالي الناتج المحلي لدول المجموعة يتجاوز مؤشرات دول "مجموعة السبع"، ويستمر في النمو بخطى ثابتة".
وتابع الديب: "شدد بوتين في رسائله علي أهمية الشراكة الاقتصادية الوثيقة بين دول "بريكس"، ومن تلك الرسائل أن دول "بريكس" قوية"، مشيرا إلى أن "الدول الأعضاء في جمعيتنا هى في الأساس محركات النمو الاقتصادي العالمي، وفي المستقبل المنظور، ستُولد "بريكس" الزيادة الرئيسية في الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وأشار الباحث في الاقتصاد السياسي، إلى أن "كلمة بوتين جاءت لتؤكد الدعم الكبير لبنك التنمية الجديد التابع لبنك التنمية الآسيوي"، مشيرا إلى أنه "بديل لآليات التنمية الغربية، وأن روسيا تعمل على توسيع قدرات بنك التنمية الجديد".
واستطرد: "تؤكد رسائل بوتين أيضا أن العالم بعد قمة "بريكس 2024" التي تستضيفها روسيا في مدينة قازان، لن يكون كما هو الواقع قبلها"، لافتا إلى أن "مجموع الناتج الإجمالي المحلي لدول "بريكس" أكثر من 60 تريليون دولار، وهو ما يزيد عن "مجموعة السبع"، كما أن الفارق بين الإنتاج المحلي الإجمالي لمجموعة "بريكس" ومجموعة الدول الصناعية السبع يزداد، وهو أمر حتمي لا مفر منه".
وقال الديب: "في السنوات الأخيرة، هناك توقعات بنمو مجموعة "بريكس" بنسبة 4% وهو أعلى من دول "مجموعة السبع" 1.7% ونمو الاقتصاد العالمي 3.2%، وحرص بوتين على دعم مجموعة "بريكس" التي توسعت لتشمل مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات، بالإضافة إلى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وأضاف: "التكتل سيشكل خريطة اقتصادية جديدة في رأيي، إذ أن هذا المنتدى يعقد في وقت يشهد العالم فيه تحديات وأزمات دولية متعاقبة وغير مسبوقة تتطلب تكاتف جميع الجهود لإيجاد حلول فاعلة لها، بالإضافة إلى تكثيف العمل على دفع مسيرة التنمية المستدامة، وهي مسؤولية مشتركة في المقام الأول يضطلع فيها القطاع الخاص ومجالس الأعمال بدور رئيسي باعتبارهم شركاء لا غنى عنهم".
وأوضح الباحث في الاقتصاد السياسي، أن "رسائل بوتين تؤكد تعظيم دور "بريكس" كتكتل اقتصادي بارز في زيادة النمو الاقتصادي العالمي، خاصة في ظل ما تمتلكه دول المجموعة من إمكانات وفرص اقتصادية واستثمارية هائلة، وتقدم قمة "بريكس" حلولا للبشرية بعد فشل الغرب في إدارة اقتصاد العالم، ومحاولة عزل روسيا بالعقوبات".
وأشار الديب، إلى أن "روسيا تقترح إنشاء منصة "BRICS Clear" لتسوية التجارة في الأوراق المالية، وتحسين التواصل بين وكالات التصنيف الائتماني في الدول الأعضاء، وإتباع منهجية مشتركة وتشجع روسيا، وهي أكبر مصدر للقمح في العالم على إنشاء بورصة لتجارة الحبوب في مجموعة "بريكس" كبديل للبورصة الغربية، إذ يتم تحديد الأسعار الدولية للسلع الزراعية".
وأردف: "من الرسائل أيضا تنفيذ أكثر من 300 فعالية ولقاء على مستوى الخبراء والوزراء، ما يؤكد أهمية التعاون الوثيق في المجال الاقتصادي، وتعميق التعاون بين دول التكتل وتحسين حياة المواطنين، إذ تستحوذ "بريكس" على ربع صادرات السلع في العالم، وهي دول مهيمنة على أسواق الطاقة، ومن الرسائل أيضا أن روسيا منفتحة على التعاون في مجال الأعمال، وتقوم بخلق بنية تحتية مريحة للأعمال ولجذب الاستثمارات والتقنيات من الخارج، وتعزيز المنصات الخاصة، وحل القضايا اللوجستية، وتلعب دول "بريكس" دورا ملحوظا في الاقتصاد العالمي".
ولفت الديب إلى أن "هناك جهود لتطوير وسائل النقل والحلول المطلوبة في الحوكمة وفتح طرق أقصر للتجارة، وتطوير نقاط نقل الطاقة وتطوير ممر الملاحة الشمالي وبناء محطات طاقة للسفن وغيرها من المشاريع، وتطوير التجارة الرقمية باستخدام شبكة الإنترنت والذكاء الاصطناعي، ومعالجة البيانات على نطاق واسع وإنشاء بنية رقمية تحتية موحدة لدول "بريكس"، ما يساعد في التوافق بمجال الأعمال وفي مجال الأمن المعلوماتي".
ومجموعة "بريكس" هي منظمة دولية، تضم روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتشكل اقتصاداتها 23% من حجم الاقتصاد العالمي، و18% من حجم التجارة الدولية.