ماذا سيحدث بعد إعلان الجيش السوداني فتح المعابر والمطارات للمساعدات الإنسانية الدولية؟

أعلن الجيش السوداني عن فتح عدد من المعابر والمطارات لدخول المساعدات الإنسانية بناء على المطالبات الدولية، بعد أن تدهورت الأوضاع ووصلت إلى مرحلة كارثية.
Sputnik
ما الجديد الذي أعلنه الجيش السوداني، وكيف يسهم هذا القرار في تخفيف المعاناة التي يعيشها المواطنون.. وهل قرار الجيش يسري على المناطق التي يسيطر عليها أم على كل الأراضي السودانية.. وما موقف الولايات التي يسيطر عليها "الدعم السريع"؟
بداية، يقول عادل عبد الباقي، رئيس "منظمات المجتمع المدني" السودانية، إن "قرار الجيش السوداني بفتح المعابر والمطارات أمام المساعدات الإنسانية الدولية سوف يصطدم بواقع المعارك الدائرة مع الدعم السريع".
السودان... الحكومة توافق على فتح 4 مطارات لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية

عقبات على الأرض

وأضاف عبد الباقي، في حديثه لـ"سبوتنيك": "لا تزال المعارك دائرة بين الجيش والدعم السريع في عدة ولايات ويصعب على المنظمات الوطنية والدولية القيام بأي عمل إنساني في مناطق الصراعات".

وتابع عبد الباقي: "يشهد السودان، في الوقت الراهن، أوضاعا إنسانية استثنائية منذ اندلاع الحرب، لا سيما بعد خروج منظمات الإغاثة من البلاد، حيث يعاني الآن أكثر من 32 مليون سوداني من ظروف معيشية صعبة، حيث أن تعليق عمل المنظمات الأممية في السودان، ساهم في تفاقم الوضع الإنساني بصورة كبيرة".

وأكد عبد الباقي أن "فتح الممرات الآمنة عبر المطارات والمعابر لابد أن يأتي بالتنسيق اللوجستي مع قوات الدعم السريع لإيصال المساعدات الإنسانية لكافة الولايات، كما أن فتح المطارات في ظل عدم وجود مساعدات إنسانية، بلا فائدة، لأن السودان الآن يحتاج لدعم أكثر وأكبر".
الخيارات المتاحة أمام مصر والسودان للرد على إثيوبيا بعد إعلان النبأ "غير السار" بشأن مياه النيل

ستار المساعدات

من جانبه، يقول وليد علي، المحلل السياسي السوداني، إن "ما يثير الريبة في تصاعد الحديث عن فتح المعابر والمطارات، هو أن هذه المنافذ لم تغلق بشكل مطلق أبدا منذ بدء الحرب، وحتى حين يُعلن الجيش السوداني قفل أحد المعابر مثل معبر "القلابات"، فإن المعبر فعليا يستمر في تمرير الحركة بعكس ما هو معلن".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "هناك سؤال لابد من إيجاد إجابة له وهو ماذا يحدث تحت ستار المساعدات الإنسانية عن طريق المعابر في مناطق سيطرة الطرفين... والإجابة أنه لم تتوقف الطائرات التي تحمل المساعدات عن النزول في مطارات بورتسودان ودنقلا وعطبرة والدمازين وكنانة، حتى أن هنالك طيران تجاري يحمل المواطنين بين مدن السودان، التي تقع تحت سيطرة الجيش السوداني".
وتابع علي: "على جانب من مناطق سيطرة الدعم السريع، فإن الطيران لم يتوقف في مطار نيالا والجنينة، وهناك طائرات ضخمة تحط في هذه المطارات تحمل عتادا حربيا ومعه الكثير من المواد الغذائية، ولم يحدث أن مانع الجيش السوداني أوالدعم السريع استقبال أي طائرات في مناطقهم".
الجيش السوداني يعلن "مفاجأة": قائد كبير ينشق عن "الدعم السريع" ويقرر الانضمام إلينا

تعزيز المواقف

وقال علي: "على ما يبدو أن عبارة المساعدات الإنسانية هي عبارة مفتاحية للطرفين لتدعيم موقفهم أمام المجتمع الدولي ويستخدمها الجيش ببراعة أكثر من الدعم السريع، الذي دائما ما ينزلق أفراده في فخ شهوة النهب كما فعلوا قبل يومين مع قافلة مساعدات أطباء بلا حدود والصليب الأحمر، مما يجعله عرضة للتقارير الدولية عن الانتهاكات، حيث تستخدم قضية المساعدات الإنسانية لتعزيز المواقف والتحالفات أكثر من تحقيق هدفها المعلن، ودائما ما يدفع المواطن البسيط الثمن".
ولفت إلى أنه "من الواضح أن الجيش يبرع في التعامل مع هذا الملف أكثر من الدعم السريع لتوفر خبرة كبيرة لديه منذ أيام حرب الجنوب، وهو يعرف إيجابيات وسلبيات هذا الملف".
"قوات الدعم السريع" تعلن حظرا للصادرات السودانية إلى مصر.. فيديو
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، وافقت الحكومة السودانية، على فتح 4 مطارات لتسهيل انسياب المساعدات الإنسانية للمحتاجين، في كافة أنحاء البلاد، مع استمرار الحرب التي اشتعلت، في نيسان/ أبريل 2023.
والمطارات الأربعة هي كسلا ودنقلا والأبيض وكادقلي، التي جرى التوافق عليها بين رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، ورئيس دولة جنوب السودان.
ومع تلك الخطوة، تكون هناك 6 مطارات متاحة أمام المنظمات الدولية، بالإضافة إلى 7 معابر برية جرى الموافقة عليها مسبقا، وفقا لوكالة الأنباء السودانية (سونا).

وأضافت الوكالة السودانية أن "الأيام الحالية تشهد تواصلا فعالا لبدء تسيير رحلات جوية، لنقل المساعدات الانسانية إلى ولاية جنوب كردفان عبر مطار جوبا إلى مطار كادقلي".

وتابعت أنه "بهذا تكون حكومة السودان قد أوفت بكل متطلبات دخول وانسياب المساعدات الإنسانية عبر الجو والبر والبحر".
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.
وظهرت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني- قائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، للعلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني، في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
مناقشة