وقال قياديان في حركة فتح، إن دعوة الرئيس الفلسطيني من قبل قمة "بريكس"، تعد اعترافا ضمنيًا من هذه الدول بحق الشعب الفلسطيني، وأكدا على أن روسيا ودول المجموعة يتسمون بالعدل، وبإمكانهم أن يكونوا وسيطا نزيها وعادلا في الصراع مع إسرائيل، بعيدًا عن الانحياز الأمريكي الواضح.
وأكد قادة دول "بريكس"، أمس الأربعاء، دعمهم لقبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة في سياق الالتزام الثابت بحل الدولتين على أساس القانون الدولي.
مواجهة الانحياز الأمريكي
اعتبرت كفاح حرب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن "حضور فلسطين قمة مجموعة "بريكس" في روسيا، مهمة جدًا، وتعد اعترافا ضمنيًا بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، من قبل الدول القائمة على هذا التجمع الدولي الهام".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، أكد البيان الختامي لقمة قازان هذا الاعتراف، حيث طالب قادة العالم الأمم المتحدة بالاعتراف بفلسطين، كدولة كاملة العضوية، وبكافة الصلاحيات.
وتعتقد القيادية في حركة فتح، أن العالم يعيش مخاضا كبيرًا، ما يشكل فرصة مهمة لتغيير النظام الدولي، باتجاه تحقيق العدالة والأمن والسلم والاستقرار العالمي، ما يزيد من فرص هذا التكتل المهم على التأثير في الصراعات القائمة.
وأوضحت أن هذا الدور يتجلى في الموقف الإيجابي تجاه القضية الفلسطينية العادلة، بدلا من الانحياز الأمريكي الفاضح والمكشوف لإسرائيل، على كافة المستويات، ودعمها الدائم والمستمر.
وسيط نزيه
بدوره، اعتبر الدكتور تيسير نصر الله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن توجيه دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للرئيس الفلسطيني محمود عباس، لحضور قمة بريكس، أمر مهم للغاية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "اعتلاء الرئيس أبو مازن هذه المنصة المهمة، لإلقاء كلمة فلسطين ودعوة المشاركين في القمة للاعتراف بدولة فلسطين كان حدثاً لافتاً، ولاقى اهتماماً إعلاميا ضخما".
وقال إن تضمين فلسطين وتوجيه دعوة لدول العالم للاعتراف بها كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، في البيان الختامي للقمة كان متوقعا، مضيفًا: "نحن ننظر إلى نتائج هذا الاجتماع فما يخص القضية الفلسطينية بإيجابية عالية، لما لهذه القمة من وزن دولي، وما تتمتع به من مصداقية وحيادية".
وأوضح أن الدول المشاركة في القمة هي ذات نزاهة، وبإمكانها أن تكون وسيطًا دوليا نزيها في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أمام انحياز الإدارة الأمريكية لإسرائيل، ودعمها في كل المحافل الدولية، وفقدانها أية مصداقية أو حيادية.
دعم روسي مهم
وأشاد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، بإعلان قادة "بريكس" دعمهم لمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
وقال في تصريحات سابقة لـ "سبوتنيك"، إن فلسطين تقدر عاليا هذا الإعلان المنسجم مع القانون الدولي، والذي يساهم في تحقيق العدالة والسلام والاستقرار في المنطقة العربية وفي العالم بأسره.
وشدد مستشار الرئيس الفلسطيني، على أهمية القرار، خاصة أن هذا الموقف يضم دولا ذات ثقل كبير في المنظومة الدولية، كدول مجموعة "بريكس".
وأكد الهباش على أن مشاركة الرئيس محمود عباس في قمة "بريكس"، تعكس حضور فلسطين وقضيتها في وعي القيادة الروسية والرئيس بوتين شخصيًا، وإيمان روسيا بعدالة القضية الفلسطينية وضرورة حصول فلسطين على حريتها وعلى مكانتها الطبيعية في المنظومة الدولية.
ومضى الهباش قائلًا: "نحن أيضا حريصون على الحضور والمشاركة الدائمة في المحافل الدولية والإقليمية المختلفة التي تشكل فرصة لعرض قضيتنا ورؤيتنا السياسية والاقتصادية، ولحشد الدعم والمساندة لجهودنا الرامية لتحقيق الاستقلال الوطني الكامل والمشاركة في التنمية الإنسانية الشاملة".
بيان القمة
وجاء في بيان قمة "بريكس" (إعلان قازان): "يؤكد من جديد (قادة دول "بريكس") دعمهم لقبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة في سياق الالتزام الثابت بحل الدولتين على أساس القانون الدولي، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، التي تنص على إنشاء دولة فلسطين ذات السيادة والمستقلة والقابلة للحياة، بما يتوافق مع حدود يونيو/ حزيران 1967 المعترف بها دوليا، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل".
وجاء في البيان: "إننا نكرر قلقنا البالغ إزاء تدهور الحالة والأزمة الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، ولا سيما التصعيد غير المسبوق للعنف في قطاع غزة والضفة الغربية نتيجة للعملية العسكرية الإسرائيلية، مما أدى إلى مقتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين والتهجير القسري وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية".
وشدد قادة "بريكس" على الحاجة الملحة للتنفيذ الفوري لوقف شامل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج الفوري، ودون شروط مسبقة، عن جميع الرهائن والمعتقلين من الجانبين المحتجزين بشكل غير قانوني في الأسر، وتوفير المساعدات الإنسانية المستمرة والواسعة النطاق دون عوائق إلى قطاع غزة، ووقف جميع الأعمال العدوانية.
وجاء في البيان: "إننا ندين الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف العمليات الإنسانية والبنية التحتية والموظفين ونقاط توزيع المساعدات الإنسانية، ولتحقيق هذه الغاية، ندعو إلى التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن 2712 (2023)، و2720 (2023)، و2728 (2024)، و2735 (2024) للأمم المتحدة، وفي هذا الصدد، نرحب بالجهود المستمرة التي تبذلها جمهورية مصر العربية ودولة قطر، والجهود الإقليمية والدولية الأخرى الرامية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتسريع إمدادات المساعدات الإنسانية وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة".
وتعد هذه القمة الأولى بعد انضمام 5 دولة جديدة لمجموعة "بريكس" مطلع العام 2024، وتستمر قمة المجموعة لمدة 3 أيام حتى يوم الخميس المقبل (24 أكتوبر 2024).
وتترأس روسيا مجموعة "بريكس" هذا العام، وخلال هذه الفترة حددت موسكو 3 أولويات وهي: السياسة والأمن، والتعاون في الاقتصاد والتمويل، والتبادلات الإنسانية والثقافية، كما نظمت أكثر من 200 حدث سياسي واقتصادي واجتماعي، لتعزيز سبل تنفيذ المزيد من التعاون بين دول "بريكس".