لم ترحم الحرب التي تدور رحاها في لبنان الحجر ولا البشر، ولم تستثن نيرانها الرجال ولا النساء، علي يوسف، أحد المتضررين، والذي فقد محله نتيجة لإحدى الغارات الإسرائيلية.
يستمر علي يوسف رغم النزوح من الضاحية الجنوبية لبيروت، وتدمير محله جراء غارات الطائرات الإسرائيلية مع بداية استهداف الضاحية، مواظبا على أناقته المعتادة، وليكون بأبهى حلة عند قيامه بعمله كمصفف شعر للرجال، يتجول قرب مراكز النزوح ليكسب القليل لسد قوت يومه.
كاميرا "سبوتنيك" التقت يوسف، الذي قال: "خسرت صالون الحلاقة المتواجد في حارة حريك، ولكنني أستمر بعملي وأذهب إلى بيوت الزبائن لقص شعرهم، وكسب رزقي".
ويبحث يوسف عن مكان إيواء ليجمع به أمه، التي تعيش مؤقتا مع جيرانها في مكان إيواء في إحدى المدارس في قلب بيروت .
يُذكر أن الجيش الإسرائيلي وسع عدوانه على قرى جنوب لبنان، ما أدى الى نزوح نحو مليون و200 ألف توزعوا على المدارس ومراكز الإيواء والفنادق والشقق السكنية في مختلف المناطق اللبنانية. أما عدد القتلى اللبنانيين ففاق الـ2000، منذ تفجر الاشتباكات يوم الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 2023.
ويشار إلى أن القصف الإسرائيلي على عدة مناطق في لبنان قد تسبب في تهجير أكثر من 1.2 مليون شخص.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، خلال مؤتمر صحفي، إن "لبنان يشهد أكبر نزوح جماعي في تاريخه نتيجة القصف الإسرائيلي"، مؤكدًا أن "نحو مليون شخص أجبروا على مغادرة مناطقهم".