فقد تعرض المطار لدمار كبير خلال النزاعات المسلحة، ما تسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية وتدمير عدد كبير من الطائرات، وأدى ذلك إلى توقف العديد من شركات الطيران الدولية عن العمل من وإلى ليبيا.
ورغم التحديات، تعمل السلطات الليبية على إعادة تأهيل المطارات وتطوير بنيتها التحتية، مما أسهم في استئناف بعض شركات الطيران رحلاتها إلى ليبيا.
حيث شهدت الفترة الأخيرة عودة عدة شركات، حيث تسعى ليبيا إلى تعزيز قطاع الطيران المدني وجذب المزيد من الشركات الدولية، لتسهيل حركة السفر ودعم الاقتصاد الوطني.
نص الحوار الخاص لـ "سبوتنيك" مع وكيل وزارة المواصلات لشؤون النقل الجوي بحكومة الوحدة الوطنية خالد سويسي:
حدثنا عن عودة الشركات العالمية للعمل من ليبيا؟
بدأت العديد من الشركات بالفعل بتسيير رحلاتها من وإلى ليبيا، وأحدث هذه الشركات هي الخطوط الملكية الأردنية التي دشنت رحلاتها إلى العاصمة طرابلس قبل أيام قليلة، ومن المتوقع أن تستأنف الخطوط الجوية الإيطالية رحلاتها إلى ليبيا في يناير(كانون الثاني) المقبل.
خلال الفترة الماضية، استقبلت المطارات الليبية رحلات لشركات مثل مصر للطيران، و"يونيڤرسال إير" المالطية، والخطوط التركية، ولا تزال العديد من الشركات الدولية تخطط لاستئناف رحلاتها عبر المطارات الليبية قريباً.
لماذا استأنفت هذه الشركات الآن؟
جاء هذا الاستئناف بعد أن عززت المطارات الليبية إجراءاتها الأمنية، إلى جانب تحسين البنية التحتية وتزويدها بأحدث التقنيات.
هل يستوعب مطار امعيتيقة كافة الرحلات الدولية بعد توقف مطار طرابلس العالمي؟
جرى تجهيز وتوسعة صالة المسافرين في مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس لزيادة القدرة الاستيعابية للمسافرين والرحلات الجوية دون أي قيود، كما تم تزويد المطارات الليبية بأنظمة تفتيش أمنية حديثة تتماشى مع المعايير الدولية.
حدثنا عن القطاع الخاص والشركات المحلية العاملة في المجال؟
تسعى الوزارة إلى تشجيع القطاع الخاص في مجال الطيران، حيث تم تأسيس عدة شركات محلية لتلبية الطلب المتزايد على السفر وفتح وجهات جديدة، إلى جانب الشركات المحلية التابعة للدولة.
هل لا تزال الشركات الدولية لا تحلق فوق الأجواء الليبية؟
استأنفت العديد من الشركات الدولية استخدام المجال الجوي الليبي، مما يُعد مؤشرًا إيجابيًا على استقرار الأوضاع في ليبيا.
هذا القرار يوفر الوقت والتكاليف لعدد كبير من شركات النقل، ويشجع المزيد من الشركات على المرور عبر الأجواء الليبية، مما يسهم بشكل كبير في زيادة الإيرادات وتعزيز الاقتصاد الوطني.
هل تواكب المطارات الليبية التقنيات الحديثة في آلية عملها؟
يتم حاليًا العمل على تطوير قطاع الطيران باستخدام أحدث التقنيات العالمية، مع الحرص على تلبية جميع متطلبات منظمة الطيران المدني الدولية (إيكاو).
يهدف هذا التحديث إلى تحسين مستويات الأمان والكفاءة التشغيلية، مما يعزز من تنافسية القطاع على المستوى الإقليمي والدولي، ويؤدي إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين والشركات الناقلة، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
ماذا عن المطارات المحلية الأخرى، خاصة مطارات الجنوب الليبي؟
تم تفعيل وتجهيز عدد كبير من المطارات المحلية، خصوصًا في جنوب ليبيا، بهدف تسهيل حركة نقل المسافرين وتوفير الوقت عليهم. كما جرى العمل على ربط هذه المطارات بوجهات دولية، مما يسهم في تعزيز التواصل مع العالم الخارجي وتحفيز التنمية الاقتصادية في المناطق الجنوبية.
ماذا عن أسعار تذاكر السفر في ظل عدم استقرار أسعار الصرف؟
قامت حكومة الوحدة الوطنية بتقديم دعم لأسعار الوقود لبعض الشركات الوطنية، بهدف الحفاظ على استقرار أسعار تذاكر الطيران بما يتناسب مع قدرات المواطنين الليبيين.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الدينار الليبي، إلا أننا نحرص على إبقاء أسعار التذاكر في متناول الجميع، لتسهيل السفر والتنقل داخل وخارج ليبيا.
كما تعمل مصلحة الطيران المدني على متابعة تقديم كافة الخدمات بأسعار تنافسية تلبي احتياجات المواطنين، مع الالتزام الكامل باللوائح والتشريعات المنظمة للقطاع، مما يعزز الثقة بين المسافرين والجهات المعنية، ويسهم في تطوير قطاع الطيران ودعم الاقتصاد الوطني.