بيروت-سبوتنيك. وقال حلاوي، لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء: "كل ما تقدم في الحملات الانتخابية الأميركية خلال الفترة السابقة يندرج في خانة الوعود الانتخابية لكلا المرشحين، لكن المقاربة الحقيقية لما يجري في لبنان تخضع للاستراتيجيات التي تتبعها الدولة العميقة للإدارة الأميركية".
وتابع: "واشنطن لا تعتبر الملف اللبناني من أولوياتها، بغض النظر عن الحزب الفائز بالانتخابات الجمهوري أو الديمقراطي، كما أن الدولة الأميركية العميقة، تتعامل مع الأزمات ضمن تصنيف الأساسية والثانوية، وتأتي الأزمة اللبنانية ضمن الأزمات الثانوية أو الملحقة، والتي يمكن أن تحلّ نفسها طالما أنها مرتبطة بأزمة أساسية استراتيجية".
وأضاف: "الكثير من اللبنانيين، يربطون مصير العدوان الذي تعرّض له لبنان منذ 23 أيلول/سبتمبر الماضي بنتائج الانتخابات الأميركية. وما زاد من هذا الاعتقاد هو الطريقة التي تعامل معها المرشحان ضمن حملاتهما الانتخابية لكسب أصوات العرب والمسلمين بشكل عام، والأصوات اللبنانية بشكل خاص في ولاية ميشيغان المتأرجحة من أجل تأمين الفوز فيها، كونها تضمّ حوالى 250 ألف صوتاً لبنانياً".
وأشار إلى أنه "لكلا المرشحين أسلوبه الخاص في حسم الصراع بين لبنان وإسرائيل، فبعد إعلان الفوز، سيكون أمام (الرئيس الأميركي الحالي جو) بايدن 75 يوماً لتسليم السلطة. ومن الممكن أن يمنح تل أبيب أكبر قدر من الدعم العسكري كما فعل منذ 7 أكتوبر 2023 ولغاية اليوم، كي تتمكن إسرائيل و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو من الاستمرار في عملية التدمير والقتل في غزة ولبنان، وصولاً للأهداف التي لم تتحقق على مدى 13 شهراً، والتي من الممكن جداً ألّا تتحقق أبداً".
وقال: "فوز ترامب سيمنح نتنياهو 75 يوماً لإتمام ما بدأه منذ 13 شهراً في كل من غزة ولبنان، ويمكن أن تتطوّر الأحداث لتشمل الحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن، حيث قالها ترامب علناً في واشنطن: "أنا لا أريد حرباً عند وصولي إلى البيت الأبيض".
ورأى الأكاديمي اللبناني أنه فيما يخص إيران، فإن ترامب سيتّبع سياسة سلفه الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان (رئيس الولايات المتحدة الأميركية بين عامي 1981 و1989): “السلام من خلال القوة”، كما صرّح منسق العلاقات العربية لحملة ترامب الانتخابية، مسعد بولس، (وهو رجل أعمال من أصل لبناني ووالد صهر ترامب) القوة هنا يمكن أن تكون اقتصادية ومعنوية".
وقال: "التعاطي مع إيران يتوقف على قرار الأخيرة بالردّ على إسرائيل وحجم الضربات التي يمكن أن توجهها لها. ذلك بعد أن قامت إسرائيل باستهداف أنظمة إيران الدفاعية والصاروخية قبل أسبوعين.ورأى أن نتنياهو "المستفيد الأكبر، كونه يدير الحرب لحساباته الخاصة وحسابات الداخل الإسرائيلي وبتوظيف للواقع الأميركي. فهو على علم ويقين بأن لديه حصة الأسد في الحسابات الأميركية إضافة إلى دعم وتغطية مطلقة، بغض النظر عن اسم الرئيس المقبل".
وختم حلاوي بالقول إنه "بالنسبة للّبنانيين، فإن اليوم الذي سيلي الانتخابات الأميركية سيكون كاليوم الذي سبقها. كلّ ما يمكن أن يتبدّل هو اسم المبعوث الأميركي ليأخذ مسعد بولس مكان آموس هوكشتاين".وأعلن اليوم، الأربعاء، أن مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الرئيس الأسبق دونالد ترامب، أصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة بعد أن حصل على 277 صوتًا في المجمع الانتخابي، بعد الفوز بولاية ويسكونسن الحاسمة، مقابل 224 صوتًا لمنافسته مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.
وقال ترامب، في خطاب أمام أنصاره من ولاية فلوريدا اليوم الأربعاء، "حققنا انتصار سياسي لم يسبق له مثيل في تاريخ الولايات المتحدة.. أشكر الشعب الأميركي على انتخابي الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة".
تمكن الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، من هزيمة مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس والعود إلى البيت الأبيض.
وبحسب النتائج التي نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية بعد الانتهاء من فرز أكثر من 97 % في ولاية ويسكونسن، "حصد ترامب على 277 صوتًا في المجمع الانتخابي من أصل 270 صوتًا يحتاجها للفوز بالانتخابات".