وفي حديث عبر
إذاعة "سبوتنيك"، أشار شكر إلى أن "الأزمة الأوكرانية، التي أشعلتها الإدارة الأمريكية بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي، تأتي في إطار محاولات واشنطن لاستمرار سيطرتها على النظام العالمي"، حيث قال: "ما نشهده اليوم في أوكرانيا هو جزء من سياسة الهيمنة الصلبة التي تستخدمها أمريكا في مختلف أنحاء العالم".
كما أكد شكر أن "الأحداث العالمية الحالية تشير إلى منافسة متزايدة بين ثلاثة أطراف أساسية: الولايات المتحدة، روسيا، والصين". وقال: "منذ التسعينات، كانت الولايات المتحدة قد سيطرت وأدارت النظام العالمي بشكل منفرد، لكن مع صعود روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، وصعود الصين بطرح مشروع الحزام والطريق، بدأ النظام العالمي يتغير".
وأضاف أن "هذا الدور الروسي لم يكن مقبولًا من قبل الإدارة الأمريكية التي سعت، عبر الحرب الأوكرانية، إلى استنزاف روسيا اقتصاديًا وإضعاف دورها على الساحة العالمية إلا أن هذه المحاولات فشلت إذ تمكنت روسيا من تجاوز هذه الحرب وواصلت الحضور في الساحة الدولية".
وعن التعددية في النظام العالمي، أشار شكر إلى أن "الولايات المتحدة تواصل سعيها لاستخدام جميع أدوات قوتها في العالم، وأبرزها الدعم الذي تقدمه للكيان الإسرائيلي"، وتابع قائلًا: "الولايات المتحدة تستمر في العمل على تعزيز هيمنتها باستخدام حلفائها، مثل الكيان الإسرائيلي، في مواجهة صعود القوى الأخرى، وخاصة روسيا والصين".
وفيما يتعلق بالقوة العسكرية، انتقد شكر "السياسة الغربية التي لا تتورع عن استخدام الأسلحة الفتاكة لتحقيق مصالحها، دون مراعاة القيم الإنسانية أو الأخلاقية". وقال: "الغرب ليس لديه أي رادع أخلاقي أو إنساني في هذا المجال، حيث استخدم السلاح النووي في الحرب العالمية الثانية، واليوم نرى أن ما يحدث في غزة هو بمثابة استخدام سلاح نووي، خاصة أنه مدعوم بتمويل أمريكي وأوروبي".
كما أضاف أن "الغرب لا يتردد في استخدام السلاح النووي ضد الدول التي لا تمتلكه"، محذرًا من أنّ "سياسة الردع النووي تمنع استخدام هذا السلاح ضد الدول النووية، بينما الدول الأخرى قد تكون معرضة لهذا الخطر". وأضاف: "الولايات المتحدة وأوروبا لا يترددون في استخدام القوة العسكرية ضد الدول غير النووية لتحقيق مصالحهم، وفي هذا السياق، لا يمكن استبعاد استخدام السلاح النووي".
وفي حديثه عن قدرة روسيا على التصدي للضغوط الغربية، ذكر شكر أن "موقع روسيا الجيوستراتيجي، علاقتها مع دول العالم، ومواردها الطبيعية، بما في ذلك الغاز الروسي، قد مكّنها من مواجهة محاولات الغرب لفصلها سياسيًا واقتصاديًا". وأردف: "روسيا استطاعت أن تعيد ترتيب أوضاعها الداخلية على مدار العقدين الأخيرين تحت قيادة بوتين، مما ساعدها على أن تكون لاعبًا قويًا على الساحة العالمية رغم الضغوط الاقتصادية والسياسية من الغرب".
في الختام، شدد شكر على أن "العالم في مرحلة تحولات كبيرة، حيث أن القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، روسيا، والصين تتنافس بشكل متزايد على النفوذ العالمي". وأكد أنّ "السعي الأمريكي للهيمنة على النظام العالمي يواجه تحديات كبيرة، وأن روسيا، بفضل قوتها العسكرية والاقتصادية وموقعها الاستراتيجي، ستواصل لعب دور رئيسي في مواجهة هذه الهيمنة، بينما تواصل الصين تعزيز قوتها الاقتصادية والجيوسياسية في مختلف أنحاء العالم".