وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن هناك تقدما ملحوظا في المشاورات "غير المباشرة" بين إيران والمملكة المغربية، دون مؤشرات قوية على إعادة العلاقات قريبا.
وأوضحت المصادر أن المغرب متشبث بضرورة سحب إيران لدعمها لـ"جبهة البوليساريو"، وعدم تقديم أي دعم لها بأي شكل من الأشكال.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال أستاذ العلوم السياسية، د. تاج الدين الحسيني، إن "إيران توجد في وضع حرج في منطقة الشرق الأوسط الآن بعد الضربات التي نالت من أذرعها في المنطقة ويتطلب الأمر أن تحصل على مزيد من التضامن من البدان في المنطقة"، مشيرا إلى أن "المغرب يعتبر محورا أساسيا للمجموعة السنية في العالم الإسلامي، كما أن البلدان التي كانت تناصب إيران العداء مثل السعودية أعادت علاقاتها، وباتت تدافع الآن عن إيران في المنتديات الدولية".
وأكد الخبير أن "التطورات الأخيرة ولّدت شعور بأهمية التضامن بين بلدان الجنوب لمواجهة الأوضاع الخطيرة، التي تفجّرت في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم، وبالتالي سعت إيران خلال الفترة الأخيرة إلى تغيير مقاربتها في التعامل مع المنطقة، ومحاولة إيجاد نوع من التضامن بين المجموعة الإسلامية التي تنتمي اليها".
من جانبه، أوضح والمحلل السياسي، صالح القزويني، أن "إيران بشكل عام تمد يدها لكافة الدول، وتسعى إلى تصفير المشاكل مع جميع الدول العربية والإسلامية"، مشيرا إلى أنه "مع مجيء الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بدأ هذا المبدأ يتعزز أكثر، خاصة بعد الخطوات التي قطعها الرئيس السابق، إبراهيم رئيسي، واستعادة العلاقات مع السعودية"، منوها في هذا الصدد إلى أن "المرشد الأعلى ركز خلال خطاباته الأخيرة على ضرورة تعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية لمواجهة التحديات المشتركة".
واعتبر قزويني أن "المشكلة بين المغرب وإيران لم تكن أساسية، وما أعلنه المغرب من سبب لقطع العلاقات ربما كان ذريعة بعد سعى المغرب لإقامة علاقات التطبيع مع إسرائيل"، مؤكدا أن "إيران تتخذ موقف حياد تجاه قضية الصحراء، وتري أنها قضية يجب أن تحل داخليا وبشكل توافقي بعيدا عن أي تدخل أجنبي، كما أن إيران تعتقد أنه ليس من صالحها أن تنحاز إلى أي طرف".
وحول البعد الاقتصادي لعودة العلاقات بين إيران والمغرب، قال الخبير الاقتصادي، رشيد ساري، إن "تحسن العلاقات بين المغرب وإيران ينضوي على تحسين الأوضاع للشعبين، ويتيح تحالفات جديدة ووحدة في القرارات، خاصة إذا كانت هناك رغبة أن تكون هناك قوة كبيرة وتكتلات اقتصادية قوية للدول النامية وطموح لأن تنضم مجموعة من هذه الدول إلى تجمع "بريكس بلس"، مشددا على أنه يتعين أن تكون بين هذه الدول علاقات أفضل".
وأكد الخبير أنه "لا يمكن ترسيخ هذه التحالفات بدون وجود علاقات قائمة على الاحترام المتبادل"، مشيرا إلى أن "بريكس بلس" يمكن أن تتطور بشكل كبير بما تنطوي عليه من إمكانات هائلة للتجارة والمبادلات الدولية".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي