وأكد طعمة، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، أنهم "يتطلعون إلى علاقات إيجابية مع المجتمع الدولي، ومع الجيران، لبناء دولة مدنية ديمقراطية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي توافق عليه كل المجتمع الدولي ورفض النظام فقط تطبيقه".
وقال إن "روسيا تعاملت بإيجابية مع الوضع الأخير، ولم تتدخل في الحرب التي اندلعت منذ أيام، كما أنها طالبت بشار الأسد أكثر من مرة الانخراط في عملية سياسية وكذلك فعلت تركيا، بيد أن النظام لم يستجب، وأراد الانفراد بالسلطة وحكم الشعب كما كان في السابق".
وأعرب عن تطلعاتهم لعلاقات إيجابية مع الجميع، بما في ذلك موسكو التي اتخذت موقفا إيجابيا ولم تتدخل في حماية هذا النظام، على حد قوله، مؤكدًا أن هذه العلاقات يجب أن تكون على مبدأ الاحترام المتبادل والتعاون الدولي.
وإلى نص الحوار..
بداية.. كيف تقيم التطورات الأخيرة التي وصلتم لها في سوريا مع سقوط نظام بشار الأسد؟
التطورات الأخيرة في سوريا إيجابية، حيث بتنا أمام استحقاق المرحلة القادمة، وانتهى زمن الاستبداد والديكتاتورية، ونحن بصدد بناء دولة حديثة على أنقاض الدولة التي دمرها هذا النظام.
وما الذي تنشدوه بعد إسقاط النظام؟
نحن نريد أن تكون لنا دولة لها علاقات إيجابية مع المجتمع الدولي ومع جيرانها، وحل مشكلة اللاجئين، نريد أن تكون دولتنا مستقلة بعيدة عن الاستقطاب العالمي، وأن نكون في خدمة شعبنا على أمل أن نضمد جراحه، ونُدخل مفهوم الدولة المدنية الديمقراطية إلى سوريا بعد أن حُرمنها منها لأكثر من 60 عامًا.
تحدثت عن دولة سورية جديدة.. ما شكلها وملامح الحكم فيها؟
تصوراتنا واضحة، نحن نريد دولة مدنية ديمقراطية وفقا لما قرره قرار مجلس الأمن رقم 2254، فنحن وافقنا على القرار رقم 2118 ثم وافقنا على قرار مجلس الأمن 2254 والتي اتفقت عليه كل الأطراف الدولية، ونحن قبلناه ومستعدون لتنفيذه، ومن رفض التطبيق هو النظام، والآن، لا يوجد لنا شريك للانتقال السياسي، وسنذهب في طريق تنفيذه من طرف واحد، وبمساعدة المجتمع الدولي، شكل الدولة التي سنقيمها في سوريا، دولة العدالة والحرية والكرامة، وفي النهاية لا نريد أن نثير الإشكالات مع أي طرف.
برأيك كيف ستكون المرحلة المقبلة ما بعد سقوط النظام؟
في الفترة القادمة، مهمتنا الأساسية الحفاظ على المؤسسات، ضبط الأمن، والتخفيف من المشاكل والأزمات التي يعاني منها الناس، كما رأينا هم مصابون بشكل كبير في نقص الكهرباء والمياه، والبنية الإدارية، ونقص حاد في الغذاء، ويشعرون بالبرد نتيجة لعدم وجود وقود كافي للتدفئة، وفوق هذا يعانون من الديكتاتورية، النظام السوري كان نظام إبادة، ونسعى في المقام الأول للتخفيف عن الشعب وطأة هذه الحدث.
وكيف يمكن أن تنجحوا في تنفيذ هذه الطموحات الكبيرة؟
نعتقد أن الشعب السوري بعد أن جرب الويلات خلال السنوات الـ 14 الماضية، اكتسب خبرة كبيرة، وأصبحت لديه ثقة بالنفس أكبر، ومرونة، ويتعاطى مع المجتمع الدولي بطريقة أفضل، ولعل الموقف الروسي الإيجابي الأخير من عدم التدخل في الحرب التي جرت خلال 10 أيام الماضية مهم، حيث اقتنعوا أن نظام الإجرام لن يفيدهم في شيء وسيؤدي إلى كارثة، حيث رفض دائما الوصول إلى حل سياسي، وكثيرا ما طالب الروس النظام السوري بأن ينخرط بالعملية السياسية لكنه لم يستجب، وحاول النظام التركي كذلك، النظام لا يريد أن يستجيب لأي طرف حتى من الحلفاء، كان يريد أن يلغي كل الاتفاقيات الدولية، وأن يحكم الناس كما كان يحكم أبوه حافظ الأسد من قبل، وهذا في علم التاريخ محال، فمن الصعب أن يستطيع طرف حكم بلد لمدة 60 عاما دون تغيرات وبنفس النموذج الحكم السياسي.
بذكرك لروسيا.. كيف تخطط المعارضة والنظام الجديد التعامل مع روسيا؟
سنتعاون مع كل الأطراف بإيجابية، مع الجيران، ولا نمانع أن تكون علاقاتنا إيجابية مع روسيا، طالما أن موسكو اتخذت موقفا إيجابيا منا ولم تتدخل في حماية هذا النظام، ليس لدينا أي موانع في التعاون، إذا كانت العلاقات بين الطرفين على مبدأ الاحترام المتبادل والتعاون الدولي، نحن لا نريد أن نكون جزءا من الاستقطاب العالمي، ويمكننا إنشاء علاقات إيجابية مع الجميع.
وإلى أي مدى تنظرون إلى تعاطي المجتمع الدولي معكم بعد إسقاط نظام الأسد؟
أعتقد أن المجتمع الدولي مقسم إلى 3 أقسام، قسم يؤيدنا بقوة، وقسم ثاني كان يعتقد بعدم قدرتنا على تحقيق أي إنجازات واعتقد أن الأمر استتب لبشار الأسد وأنه انتصر في النهاية، فلماذا يتعاملون مع معارضة من الصعب أن تحقق إنجازات كبيرة، أما القسم الثالث بالأصل كان لا يحب لنا الانتصار، وبنوا هذا على تقديرات خاطئة، نحن نثمن موقف داعمينا ومؤيدينا بقوة، ونهيب بالطرف الثاني المتخوف من إمكانية ترك النظام للسلطة، أن يسارعوا لمساعدتنا في إقرار الديمقراطية والانتقال إلى الحكم المدني في سوريا، أما الطرف الثالث نأمل أن يعيد النظر في مواقفه منا، وأن يتعاون معنا ويثقوا بأننا لن نتسبب بأي أضرار بالنسبة لهم.
من المقرر أن تبدأ مرحلة انتقالية قبل تشكيل نظام حكم جديد.. إلى أي مدى يمكن للمرحلة الانتقالية أن تطول؟
إن شاء الله لا تطول المرحلة الانتقالية كثيرًا، مسألة متعلقة بالصعوبات والتحديات التي نواجهها، والفرص التي لدينا، نحن نثق بأن لدينا تحديات كبيرة نتيجة هذا الانهيار الشديد في بنيان الدولة السورية، لكن لدينا فرص من أهمها أننا اكتسبنا الخبرة، وأصبحنا كمجتمع سوري أكثر اعتدالا، نتفهم الواقع الدولي كما ينبغي أن يدرس، التجربة خير برهان، حيث أثبتنا خلال الأيام الماضية أننا قادرون على أن نشكل مجتمعا سويا مرنا تتأقلم فيه كل المكونات الاجتماعية والطائفية بشكل حسن، وقادرون على بناء سوريا التي يتعيش فيها كل السوريين بحرية دون الخوف من القهر والإذلال.
في النهاية.. هناك الكثير من أنصار نظام الأسد لا يزالون في دمشق كيف تخططون للتعامل معهم؟
نحن لدينا مبدأ من يسير معنا في إقرار الدولة الديمقراطية المدنية، فنحن يهمنا أن يستقر المجتمع ولا نريد أن نعاقب الناس على كل شيء، الكثير من هذه القضايا مطروحة على الطاولة، لكن ثقوا أنه لا يمكن أن نعامل هؤلاء كما عاملونا هم، سنعاملهم بطريقة أفضل بكثير، وفق الطريقة الحضارية السورية التي عهدها الشعب السوري باعتداله، ولن نعاملهم بنفس الطريقة البربرية التي تعاملوا بها معنا.
أجرى المقابلة: وائل مجدي