وقال بيدرسن، في مقابلة مع مجلة "المجلة"، اليوم السبت: "لا يمكن إنكار أننا جميعا فوجئنا بما حدث، أعتقد أن السوريين تفاجأوا، بل إنني أعتقد أن المعارضة السورية المسلحة نفسها التي أصبحت الآن في دمشق كسلطات الأمر الواقع، قد فوجئت أيضا بسرعة ما حدث، ولا أعتقد أن أحدا توقع انهيار الجيش السوري بالطريقة التي حدثت به".
وعن السبب وراء عدم مقاومة النظام أو الجيش السوري، أوضح بيدرسون: "لا بد أن هناك جملة من العوامل، وليس فقط العسكرية، يعود ذلك الأمر إلى قرابة السنوات الـ14 من الحرب والنزاع، لقد أُوهِم الشعب السوري بأن الصراع قد انتهى فعليا، بينما كنا نؤكد دوما خلاف ذلك، ونقول إن تحديات كبيرة ما زالت قائمة، وقد ساهم في ذلك بشكل أكبر الانهيار الاقتصادي الذي كان قد دفع المجتمع بالفعل إلى حافة الهاوية قبل بدء الهجوم".
وتابع بيدرسن: "حين وقع الزلزال في الشمال، كانت هناك آمال بأن التطبيع مع الدول العربية قد يجلب خيرا للشعب السوري، ولكن بدلا من ذلك، تردى الوضع الاقتصادي أكثر، وفشل نظام بشار الأسد في الانخراط في حوار سياسي جاد، فلا هو لبّى مطالب العرب، ولا هو أظهر تفاعلا جادا مع الأتراك، كما أنه تجنب بشكل كبير التفاعل معي أيضا".
وأضاف: "المشكلة الجوهرية كانت في أن بشار الأسد، كان يؤمن بإمكانية الاستمرار كما لو أن المجتمع السوري والشعب السوري لم يكونا منقسمين، والحال أن الشعب السوري كان منقسما وكان يريد تغييرا إيجابيا، لكنه لم يوافق على ذلك".
وواصل: "كنت أتوقع أن بشار الأسد، على الأرجح سيغادر، إلا أن الطريقة التي غادر بها؟ نعم كانت بالفعل صادمة، لم تكن هناك رسالة، ولا أي تواصل مع الشعب الذي حكمه لسنوات طويلة، من الصعب فهم كيف يمكن أن يحدث مثل هذا الرحيل".
ونفى غير بيدرسن وجود أي صفقة إقليمية أو دولية لإسقاط نظام بشار الأسد، موضحًا أنه "لو كانت هناك صفقة، لما بلغني شيء عنها، وبكل صراحة، سأكون مندهشا جدا إذا كانت هناك مثل هذه الصفقة، أعتقد كما ذكرت سابقا، أن الجميع أُخذ على حين غرّة عندما انتهت الأمور بهذه الصورة في دمشق".
وألمح المبعوث الأممي إلى سوريا إلى نيته "التحدث" إلى "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا والمحظورة في روسيا ودول عدة)، قائلا: "مهمة الأمم المتحدة هي التحدث مع جميع الأطراف، بما في ذلك هيئة تحرير الشام".
وأضاف بيدرسن أن "الأمم المتحدة تتعامل مع واقع وجود حكومة مؤقتة في سوريا"، مبينًا أن "الأشهر الثلاثة المقبلة ستشهد جهودا للتعاون مع مختلف الأطراف السورية بهدف التحضير لترتيبات انتقالية".
ولفت إلى أنه "إذا قامت "هيئة تحرير الشام" بتنفيذ ما تدّعي أنها تسعى لتحقيقه، وهو تعزيز عملية شاملة تضم جميع المجتمعات السورية والأطراف المختلفة، فقد يكون الوقت مناسبا لإعادة النظر في تصنيفها، وإذا توافقت أفعالهم مع هذه الالتزامات، فسيشير ذلك إلى تغيير كبير في الواقع على الأرض".
وردًا على سؤال حول المبادئ الأساسية الواردة في القرار الدولي، أكد بيدرسن أن "الانتقال السياسي يجب أن يكون بقيادة الشعب السوري، مع الالتزام بحماية سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها"، مشيرًا إلى أن "هذه المبادئ ما زالت تحتفظ بأهميتها حتى اليوم".
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت مجموعة من المسلحين المنتمين إلى "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا والمحظورة في روسيا ودول عدة) على مبنى التلفزيون السوري الرسمي في العاصمة دمشق، وأعلنوا سيطرة الهيئة على البلاد، وسقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد.
وقررت المعارضة المسلحة تكليف محمد البشير، بتشكيل حكومة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية حتى مارس/ آذار 2025. وكان البشير يرأس "حكومة الإنقاذ"، التي أسستها المعارضة في محافظة إدلب السورية، منذ يناير/ كانون الثاني 2024.
وفي تطور آخر، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد، قر، بعد مفاوضات التخلي عن منصبه ومغادرة سوريا، مشيرة إلى أنه أصدر تعليماته لنقل السلطة بشكل سلمي.
وصرح مصدر في الكرملين أن الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو حيث منحوا حق اللجوء لأسباب إنسانية.