وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي: "ذهبنا إلى سوريا كمستشارين بدعوة من حكومتها وليس لدعم شخص ما"، مضيفا أن "تواجد إيران في سوريا، وخروجنا منها كان من منطلق الشعور بالمسؤولية".
وأكد بقائي أن "إسرائيل تعتدي على السيادة السورية وتنقض اتفاق وقف إطلاق النار"، داعيا المجتمع الدولي إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية على دول المنطقة بما فيها سوريا واليمن، على حد قوله.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، قد أكد الأربعاء الماضي، أن "ما حدث في سوريا كان مدبراً في غرفة القيادة الأمريكية والإسرائيلية".
وقال خامنئي، في خطاب له: "أيضا حكومة مجاورة لسوريا تلعب دوراً واضحاً في هذا المجال ولعبت وما زالت تلعب - الجميع يرون ذلك، لكن العميل الرئيسي والمتآمر الرئيسي وغرفة القيادة الرئيسية في أمريكا والنظام الصهيوني، لدينا أدلة على ذلك وهذه الأدلة لا تترك مجالاً للشك".
وأضاف المرشد الإيراني، خلال كلمته في حسينية الخميني في طهران: "أقول لكم إن المقاومة بحول الله ستغطي المنطقة كلها أكثر من أي وقت مضى".
وأكدت الحكومة الإيرانية، الثلاثاء الماضي، أن "العلاقات التي تجمع إيران بسوريا تستند إلى احترام وحدة الأراضي والسيادة الوطنية السورية".
وذكرت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، أن "الجيش السوري أظهر نوعا من العجز أو عدم الإرادة في منع دخول بعض المسلحين، ما أدى إلى تغيير النظام في سوريا"، حسب وكالة تسنيم الإيرانية.
وأعربت مهاجراني عن "تمنيات بلادها في الأفضل للشعب السوري وأن تكون التطورات القادمة خيرا وصلاحا لهم"، مؤكدة أن "إيران تتابع عن كثب التحولات الجارية في سوريا".
وأشارت إلى أن "العلاقات بين إيران وسوريا تمتد لعقود طويلة، وتشمل التعاون في المجالات الثقافية والحضارية"، مؤكدة أن ما يهم إيران هو المصالح الوطنية لها. وستواصل علاقاتها مع الدول وفق المبادئ الثلاثة التي أكد عليها قائد الثورة، وهي العزة، والحكمة، والمصلحة.
وفي وقت سابق، طالبت إيران مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، "بإدانة الانتهاكات الجسيمة في سوريا صراحة واتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة الموظفين والمنشآت الدبلوماسية ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات".
وقال ممثل إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني: "إن هناك مسلحين اقتحموا السفارة الإيرانية في دمشق، بالقوة في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ما أدى إلى حدوث أضرار جسيمة وأعمال تخريب وسرقة وثائق وأرشيفات وتدمير النوافذ والأبواب والأثاث".
وسيطرت مجموعة من المسلحين المنتمين إلى "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا والمحظورة في روسيا ودول عدة) في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، على مبنى التلفزيون السوري في دمشق، وأعلنوا سيطرتهم على البلاد، وسقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد.
يذكر أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وبعد مفاوضات مع عدد من المشاركين في الصراع، قرر التخلي عن منصبه ومغادرة البلاد، معطيا تعليماته بانتقال السلطة سلميا، وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية الروسية.
من جهته، قال مصدر في الكرملين لوكالة "سبوتنيك"، إن الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو، وقدمت لهم روسيا حق اللجوء. وأشار مراسل وكالة "سبوتنيك" أيضًا إلى أن المسؤولين الروس على اتصال بممثلي المعارضة السورية المسلحة، التي يضمن قادتها أمن القواعد العسكرية والمؤسسات الدبلوماسية لروسيا.