السلطات الجزائرية قالت إن باريس متورطة في تجنيد شخص من أصول جزائرية نشأ في أوروبا لتحقيق غاياتها العدائية، غير أنه كان أكثر وعيا بالنشاط العدائي الذي كان وما زال يحاك ضد وطنه.
أول رد فعل جزائري كان استدعاء السفير الفرنسي لديها ستيفان روماتيه، ووجهت له تحذيرا شديد اللهجة بشأن ما أسمته المخططات العدائية التي تقف وراءها المخابرات الفرنسية، وأبلغته رفضها القاطع لمحاولات استهداف سيادتها، مشددة على أن هذه الأفعال الاستفزازية لن تمر دون رد مناسب.
من جهته، تهرب وزير الخارجية الفرنسي من التعليق على استدعاء سفير بلاده لدى الجزائر، وقال إن الاتهامات غير مؤسسة، وإن بلاده ترفضها.
في هذا الموضوع، أرجع أستاذ العلوم السياسية، علي ربيج، سبب تدهور العلاقات بين الجانبين إلى الطرف الفرنسي الذي وصفه بالمتعنت والذي يرفض التعامل مع الجزائر بلغة مغايرة للغة التي يتبناها.
وقال إن فرنسا أصبحت عنصر مهدد لوحدة الجزائر من خلال توظيف عناصر إرهابية وتخريبية، مؤكدا على ضرورة الرد من الناحية القانونية والدبلوماسية وهو ما حدث، بالإضافة إلى العمل على مراجعة الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين الجزائر وفرنسا.
وذكر النائب البرلماني السابق، عبدالقادر حدوش، أن العلاقة بين الجزائر وفرنسا تمر بمرحلة من الفتور وأحيانا من التصعيد خاصة منذ عام 2019.
وأضاف أنه قد حان الوقت لبناء علاقة هادئة ومبنية على الاحترام المشترك بين البلدين، من خلال مراجعة المقاربة السياسية مع الجزائر والتعامل على أساس مصالح الشعوب.
ويرى حدوش أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أصبح ضحية لبعض اللوبيات التي تعادي الجزائر، وهو ما ورطه في بعض التصريحات التي تسببت في توتر العلاقات أكثر من مرة.